تونس: إيقاف العشرات في حملات أمنية تحسبًا لمخاطر إرهابية

المدن الأورومتوسطية تخصص مبالغ لدعم جهود محاربة التطرف

تونس: إيقاف العشرات في حملات أمنية تحسبًا لمخاطر إرهابية
TT

تونس: إيقاف العشرات في حملات أمنية تحسبًا لمخاطر إرهابية

تونس: إيقاف العشرات في حملات أمنية تحسبًا لمخاطر إرهابية

أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس عن توقيف العشرات في حملات أمنية لمكافحة الإرهاب، تحسبا لأي تهديدات تصادف أيام العيد.
وأفادت الوزارة في بيان لها إنها نفذت أكثر من 90 حملة أمنية في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية، أوقفت خلالها خمسة عناصر يشتبه بانتمائها إلى تنظيمات متطرفة، كما حجزت كتبا تحرض على القتال، وكشفت أيضا عن توقيف 322 شخصا، من بينهم 250 مطلوبا للعدالة خلال الحملات الأمنية.
وشددت تونس من إجراءاتها الأمنية في كامل أنحاء البلاد تحسبا لأي مخاطر إرهابية بعد أسابيع قليلة من أحداث سوسة، التي أوقعت 38 قتيلا في صفوف السياح، أغلبهم من البريطانيين. كما منعت السلطات إقامة صلاة العيد أمس في الساحات العامة، تطبيقا لحالة الطوارئ المعلنة بعد الهجوم الإرهابي على فندق سوسة. وكانت بريطانيا قد أوصت مواطنيها بعدم التوجه إلى تونس، وطالبت رعاياها بالمغادرة كما أطلقت تحذيرات من وقوع هجمات أخرى وشيكة في تونس.
من جهة ثانية، أعلن رئيس بلدية نيس الفرنسية وممثل مجموعة المدن الأورومتوسطية كريستاين استروزي عن تخصيص مبالغ لدعم عدد من المدن التونسية، وذلك في خطوة لإعلان التضامن مع تونس في أعقاب الهجوم الإرهابي بسوسة.
وأفادت تقارير إعلامية في تونس أمس أن كريستيان استروزى أعلن عن موافقة الاتحاد الأوروبي تخصيص مبلغ قدره 4 ملايين و500 ألف يورو لمساعدة المدن التونسية المتوسطية، ومن بينها سوسة وتونس وصفاقس لإنجاز مشاريع بيئية.
وأعلن رئيس مجموعة المدن الأورومتوسطية عن القرار الأوروبي خلال زيارته إلى مدينة سوسة، وفي إطار التضامن مع القطاع السياحي بالجهة بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها المدينة، بحسب ما ذكرت مصادر صحافية محلية أمس الجمعة.
ووجه الهجوم الإرهابي الذي نفذه عنصر مسلح على فندق «ريو إمبريال مرحبا»، والذي خلف 38 قتيلا من بينهم 30 بريطانيا، ضربة قوية للسياحة التونسية، حيث غادر الآلاف من السياح مدن تونس، وتم إلغاء كثير من الحجوزات. وتوقعت وزيرة السياحة سلمى اللومي تراجعا بنسبة 70 في المائة للسياحة خلال فترة الصيف، التي تمثل ذروة النشاط السياحي في البلاد، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وخسائر تفوق 500 مليون دولار.
وصرح كريستيان استروزي إثر لقائه رئيس الحكومة التونسية مساء أول من أن «بلدية نيس والمدن الأورومتوسطية متضامنة مع تونس ضد العدو المشترك، وهو الإرهاب الأعمى، وكل ما من شأنه أن يهدد الأنظمة الديمقراطية»، مضيفا أنه «خلال هذه المرحلة بالذات يجب أن تكون كل مدن المنطقة الأورومتوسطية صفا واحدا في محاربة الإرهاب الذي لم يقتصر على ضرب تونس، بل كذلك أوروبا وفرنسا».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».