اكتشاف آلية جديدة قد تساعد بإيجاد علاجات لهشاشة العظام

اكتشاف آلية جديدة قد تساعد بإيجاد علاجات لهشاشة العظام
TT
20

اكتشاف آلية جديدة قد تساعد بإيجاد علاجات لهشاشة العظام

اكتشاف آلية جديدة قد تساعد بإيجاد علاجات لهشاشة العظام

اكتشف باحثون في الولايات المتحدة واليابان آلية جديدة تربط تصلب أنسجة الغضروف المرتبط بالعمر بقمع بروتين رئيسي مرتبط بطول العمر. حيث تعزز هذه النتائج فهم الآليات التي تؤدي إلى تدهور المفاصل التي تسبب هشاشة العظام، وفقًا لمؤلفي دراسة جديدة نُشرت اليوم (الثلاثاء) بمجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»، حسب ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
ويؤدي تصلب المصفوفة المرتبط بالعمر في الغضروف المفصلي إلى بدء الإشارات الميكانيكية الناقلة للأمراض، ما ينتج عنه حدوث خلل وظيفي في الغضروف بالإضافة إلى اضطراب سلامته من خلال فرط «ميثيل كلوثو».
وفي الدراسة الجديدة، أظهر الباحثون أن زيادة تصلب المصفوفة خارج الخلية (وهي شبكة من البروتينات والجزيئات الأخرى التي تحيط وتدعم الأنسجة في الجسم) أدت إلى انخفاض ما يسمى «بروتين طول العمر» يسمى (كلوثو - α-Klotho) في غضروف الركبة بسبب التغيرات اللاجينية. وهذا الانخفاض أتلف الخلايا الغضروفية السليمة. وعلى العكس من ذلك، فإن تعريض الخلايا الغضروفية المسنة لمصفوفة أكثر ليونة خارج الخلية أعاد غضروف الركبة إلى حالة أكثر شبابًا.
ونظرًا لأن تصلب المصفوفة خارج الخلية هو سمة مميزة لشيخوخة الغضروف، فإن هذه النتائج توضح الدور الذي يلعبه كلوثو في تكوين هشاشة العظام، ويقدم أهدافًا علاجية محتملة جديدة لاستعادة صحة الغضروف.
فقد لاحظ الباحثون أيضًا أن نتائجهم قد تكون قابلة للتطبيق على الخسائر التي تسببها العوامل اللاجينية الناتجة عن الشيخوخة على الأنسجة الأخرى في جميع أنحاء الجسم.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، يقول الدكتور فابريسيا أمبروسيو المدير الافتتاحي لمركز «أتلانتيك تشارتر ديسكفري» لاستعادة العضلات والهيكل العظمي بمعهد «شوين آدمز» للأبحاث بشبكة سبولدينج لإعادة التأهيل عضو كلية العلوم الطبية والطب الفيزيائي وإعادة التأهيل بكلية الطب بجامعة هارفارد «ان هذا البحث يعزز فهمنا الآلي لسبب حدوث هشاشة العظام في المقام الأول، ويمهد الطريق لتطوير علاجات لمنع هذه التغييرات. ومثل هذه العلاجات مهمة لأنه لا توجد حاليًا علاجات معدلة لمرض هشاشة العظام. ونظرًا لأن تصلب المصفوفة هو سمة من سمات الأنسجة القديمة في جميع أنحاء الجسم، فإننا نتوقع أن هذه النتائج قد تكون لها أيضًا آثار تتجاوز إصلاح الغضاريف في مجال أبحاث الشيخوخة».

فحص السبب الجذري لتلف الغضروف الذي لا يمكن إصلاحه

تحدث هشاشة العظام عندما يتيبس الغضروف في المفصل ويبدأ في الانهيار، ما يؤدي إلى إتلاف العظام الأساسية والألم والتورم والشعور بالتصلب.
هشاشة العظام هي الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل؛ حيث تؤثر على ما يقرب من 32.5 مليون فرد في الولايات المتحدة وحدها (من المتوقع أن ترتفع المعدلات مع شيخوخة السكان واتجاهات السمنة).
ويمكن أن يتداخل مرض هشاشة العظام بشكل كبير مع قدرة الشخص على أداء المهام اليومية الروتينية؛ فحوالى نصف البالغين المصابين بهذه الحالة هم في سن العمل، ما يؤثر على قدرتهم على كسب لقمة العيش.
ولا توجد حاليًا علاجات لعكس تصلب هذا الغضروف والضرر الناتج عنه. فيما تهدف العلاجات مثل التمارين الرياضية وفقدان الوزن والعلاج الطبيعي والأدوية والحقن وجراحة استبدال المفاصل إلى تقليل الألم وتحسين الحركة. فيما يسعى الباحثون بشكل متزايد إلى فهم دور الوراثة اللاجينية بشكل أفضل، أو كيف يمكن للتغييرات في السلوكيات والبيئة مع تقدم الناس في العمر أن تغير كيفية عمل الجينات، ويمكن أن تؤثر على الأنسجة وعمليات المرض في جميع أنحاء الجسم.
وباستخدام تقنية مطياف الكتلة المتقدمة، رسم الباحثون مسار التغيرات الهيكلية والبروتينية في الفئران المصابة بالتهاب مفاصل الركبة على مدار حياتها ووفقًا للجنس. ثم قارنوا نتائجهم بالفهم الحالي لالتهاب مفاصل الركبة عند البشر.
كما وجد الباحثون أن «كلوثو» كان متورطًا بشكل كبير في العملية الجزيئية التي أدت إلى هشاشة العظام. وكان هذا العمل امتدادًا للدراسات السابقة التي أظهرت أن كلوثو يحمي الميتوكوندريا داخل العضلات الهيكلية ويلعب دورًا رئيسيًا في تجديد العضلات الهيكلية بعد الإصابة. لكن مع تقدم الناس في العمر، تنخفض مستوياته لديهم، ولهذا السبب يشار إليه على أنه بروتين طول العمر.
وفي هذا الاطار، كشف التحليل الجديد أنه عندما أصبحت أنسجة غضروف الركبة أكثر صلابة، تم قمع الجين الذي يرمز لكلوثو. ولقد تحقق الباحثون من ذلك في نماذج من الخلايا الغضروفية الصغيرة والكبيرة المسؤولة عن تكوين الغضاريف، والتي تم زرعها في بيئات مصممة لتقليد صلابة الأنسجة الصغيرة والكبيرة.
وبينما بدت الخلايا الغضروفية الصغيرة قديمة عند وضعها على سطح صلب بسبب فقدان كلوثو، إلّا ان الباحثين عندما قاموا بحماية الخلايا من الصلابة في بيئتهم لاحظوا صحة الخلايا الغضروفية، وذلك وفق ما افاد الدكتور هيروتاكا إيجيما الأستاذ المساعد بالمعهد للأبحاث المتقدمة وكلية الدراسات العليا للطب بجامعة ناغويا.
ومن المثير للاهتمام أيضا، أن تحليل الباحثين كشف أيضًا أن حدوث هشاشة العظام زاد في ذكور الفئران مع تقدم العمر، بينما لم تظهر إناث الفئران أي ظهور للمرض وتم الحفاظ على أنسجة الغضاريف بشكل عام. وتختلف هذه النتيجة غير المتوقعة عن الاستجابة التي لوحظت عند الأشخاص؛ حيث تكون النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بالتهاب مفاصل الركبة الحاد أكثر من الرجال. لكن هذه النتائج تتطلب مزيدًا من الدراسة، وفقًا لمؤلفي الدراسة، الذين يؤكدون «أن هناك مشروعا قيد التنفيذ في مختبر الدكتور أمبروسيو لفحص آثار انقطاع الطمث على التهاب مفاصل الركبة على المستوى الجزيئي».

البحث المستقبلي يهدف لمعالجة الفجوات العلاجية في الحالات المرتبطة بالعمر

ومع أحدث النتائج، يخطط الباحثون لدراسة ما إذا كانت هناك طرق للتدخل في عملية المرض التي تؤدي إلى هشاشة العظام، مثل سد المسار الذي يقمع كلوثو، حتى في مواجهة بيئة مصفوفة قاسية خارج الخلية. ويأملون في إمكانية استخدام النتائج التي توصلوا إليها لتطوير علاجات لهشاشة العظام وغيرها من الحالات التي تسببها الشيخوخة.
ويؤكد الدكتور أمبروسيو «نحن مهتمون بتقييم ما إذا كان التنظيم اللاجيني لكلوثو وعوامل طول العمر الأخرى بواسطة المصفوفة خارج الخلية قد يساعد في تفسير التدهور الوظيفي للأنسجة في جميع أنحاء النظام».


مقالات ذات صلة

صحتك الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

كلما تقدمنا ​​في العمر، ازداد خطر إصابتنا بالضعف الإدراكي. ويتساءل الكثير من الناس حول كيفية تأخير ظهور الأعراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أفادت الدراسات بأن الكركمين يؤثر على معدل حيوية الخلايا وتنظيم دورة الخلية للخلايا الدهنية (موقع ايفري دا هيلث)

الكركمين... فاعلية مذهلة لعلاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية

يُظهر الكركمين فعالية واعدة في علاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية التنكسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بطانة الرحم المهاجرة حالة صحية شائعة ومؤلمة (رويترز)

«بطانة الرحم المهاجرة» تزيد خطر الإصابة بأمراض المناعة

أظهرت دراسة جديدة أن مرض بطانة الرحم المهاجرة يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بمجموعة من أمراض المناعة الذاتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التمارين الرياضية قد تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان (رويترز)

ممارسة مرضى السرطان للرياضة تقلل الآثار الجانبية للعلاج

يمكن للتمارين الرياضية أن تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

معرض في الرياض يُجسّد الهوية الثقافية للفلكلور من خلال الفن

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
TT
20

معرض في الرياض يُجسّد الهوية الثقافية للفلكلور من خلال الفن

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية، ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة، يشجع عليها معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية، بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم.

وفي وقت يتسارع فيه نمو المشهد الفني في منطقة الشرق الأوسط، تستضيف الرياض معرض «شذرات من الفلكلور»، الذي يُجسّد الهوية الثقافية من خلال الفن، ويجمع بين الموروث والتجريب المعاصر، ويُعيد صياغة مفهوم الوصول إلى التعبير الفني داخل السعودية وخارجها، ويتزامن المعرض مع عام الحِرف اليدوية 2025 في المملكة، وهي مبادرة تحتفي بالإرث الحرفي وتُعيد تقديمه ضمن السياق الفني المعاصر.

ويتجاوز المعرض النظر إلى التراث الشعبي، من مجرد موروث شفهي، من حكايات وأساطير يتم تناقلها عبر الأجيال، إلى لغة من الرموز والنقوش، ووسيلة لحفظ الثقافة وتوارثها، إذ لطالما كان التراث حاضناً للتاريخ ومحفزاً للابتكار.

من معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية (معرض شذرات)
من معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية (معرض شذرات)

وفي معرض «شذرات من الفلكلور»، تعيد كل من حمرا عباس، لولوة الحمود، راشد آل خليفة، ورائدة عاشور تقديم مكونات من الموروث الثقافي ضمن رؤى معاصرة، حيث لا يُقدَّم الفلكلور بوصفه أثراً جامداً من الماضي، بل بوصفه أرشيفاً حيّاً للهوية، يُعاد تشكيله عبر الزمن والمكان.

ويعمل كل فنان من خلال «شذرات» من المعرفة المتوارثة، سواء في الهندسة، الخط، المواد، أو التجريد، وتُمثل أعمالهم صدىً للماضي، مع إثبات وجودها في الحاضر من خلال تصورات معاصرة للأشكال والرموز المتجذرة.

وعبر اجتماع الفنانين الأربعة معاً لأول مرة، يفتح المعرض باباً لحوار ثقافي متعدد الأطراف حول التراث والرمزية والسرد البصري.

المعرض بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم (معرض شذرات)
المعرض بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم (معرض شذرات)

الفلكلور: حوار مستمر بين الماضي والحاضر

وحسب السردية التي يقدمها معرض «شذرات من الفلكلور»، فإن المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة، بل يقدمه كحوار مستمر بين الماضي والحاضر، وامتداد للتفسير وإعادة الاختراع، وأن كل فنان مشارك، يقدم جزءاً من هذه القصة الكبرى، داعياً لإعادة النظر فيما يرثه الأفراد والمجتمع، وما يحتفظون به، وما يعيدون تشكيله.

ويمتد الحوار بين التقليد وإعادة الاختراع ليشمل تصميم المعرض ذاته، حيث يستلهم خطوطه من المتاهات المعمارية التقليدية في منطقة نجد، وقد صُممت المساحة كمتاهة متداخلة، مقسمة إلى أجزاء منفصلة لكنها مترابطة، تماماً كما هو الحال في الفلكلور، إذ تقف كل قصة بذاتها، لكنها تظل جزءاً من نسيج أكبر، لتأخذ الزوار في رحلة استكشافية غنية بالتفاصيل.

كل فنان مشارك يقدم جزءاً قصة الفلكلور وإعادة النظر فيه (معرض شذرات)
كل فنان مشارك يقدم جزءاً قصة الفلكلور وإعادة النظر فيه (معرض شذرات)

وتتيح الممرات الواسعة والزوايا الخفية لحظات من التقارب والاكتشاف، بينما يشكل العمود المركزي ركيزة رمزية تربط المعرض بجذوره التراثية، وتحتضن في الوقت ذاته روح التغيير والتجديد.

كما أن المواد المختارة تضيف عمقاً جديداً لهذه التجربة، من خشب الأكاسيا الذي يشكل الإطار الهيكلي، مستحضراً قدرة التراث على البقاء؛ مع دمج التاريخ في نسيج المكان ذاته، وفي هذه البيئة الغامرة، يتعزز التباين بين الماضي والحاضر، مما يسمح لأعمال الفن المعاصر بالتفاعل المباشر مع التراث المعماري والمادي الذي تعيد تفسيره.

المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة (معرض شذرات)
المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة (معرض شذرات)

تحوّل المشهد الثقافي في السعودية

تقول ليزا دي بوك، القيّمة الفنية للمعرض، إن (شذرات من الفلكلور) لا يقتصر على عرض أعمال فنية؛ بل يُجسّد حراكاً فنياً يُسلّط الضوء على الأصوات التي تُعيد تشكيل المشهد الفني في السعودية وخارجها.

وتضيف: «من خلال إبراز هذه الأصوات، يُساهم المعرض في صياغة التاريخ الفني، ويضمن أن يُصان الإرث الثقافي ويُعاد تخيّله بشكل حيوي للأجيال القادمة».

ومن جهته، يرى حسن القحطاني، مؤسس مبادرة «ثاء» المشاركة في تنظيم الحدث، أن الفلكلور «سرد حي ومتغيّر، يربط الماضي بالحاضر، ويُساهم في تشكيل الهويات المستقبلية»، مبيناً أن «المعرض يُعيد تخيّل التقاليد ضمن سياق معاصر، ويحتفي بالقصص المتجددة التي تُعرّف من نكون وإلى أين نمضي».