في ظل تنافس جيوستراتيجي محموم بين القوى الكبرى على النفوذ في قارة أفريقيا، يدور الحديث حول انضمام دول أفريقية إلى عضوية مجموعة «بريكس» التي تضم قوى كبرى منها روسيا والصين، فيما يرى خبراء أن المجموعة «قد تسعى للتوسع في أفريقيا في سياق تطلعها لعالم متعدد الأقطاب».
في هذا السياق، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إن «بلاده ستستخدم دورها كرئيس لمجموعة دول (بريكس) لعام 2023 في تعزيز مصالح أفريقيا ككل». وأضاف، في حدث صحافي في جوهانسبرع (الاثنين)، إن «دولاً أفريقية أخرى ستتم دعوتها لحضور قمة (بريكس)، المقرر عقدها في جنوب أفريقيا في أغسطس (آب) المقبل».
وتسلمت جنوب أفريقيا رئاسة المجموعة من الصين مطلع العام الجاري. وقالت «وكالة تاس» الإخبارية الروسية الرسمية، مطلع الشهر الجاري، إنها علمت من مصادر دبلوماسية في بريتوريا أن «مفاوضات بشأن التوسيع المحتمل لـ(بريكس) ستُعقد في الأشهر المقبلة».
والشهر الماضي، قال الرئيس الجزائري، في لقاء مع تلفزيون الجزائر الرسمي، إنه «يأمل أن يتوج عام 2023 بدخول الجزائر منظمة (بريكس)»، مضيفاً أن «بلاده حصلت على موافقة روسيا والصين وجنوب أفريقيا، وأن الرئيس الجديد للبرازيل سيوافق على انضمام الجزائر».
وتقدمت الجزائر رسمياً للانضمام للمجموعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبُعيد تقديم الطلب، وقّعت الصين في الشهر نفسه مع الجزائر ما سميت «الخطة الخماسية الثانية للتعاون الاستراتيجي الشامل» بينهما، للفترة بين عامي 2023 و2026، كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن «روسيا ترحب برغبة الجزائر في الانضمام ل(بريكس)».
وفي تصريحات ل«الشرق الأوسط» قال بوحنية قوي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة «ورقلة الجزائر»، إن «كل الإجراءات والنيات والترتيبات موجودة لانضمام الجزائر للتكتل». وأضاف قوي أن منظمة «بريكس» من المنظمات الدولية المهمة التي تسعى إلى «بلورة عالم جديد متعدد الأقطاب، وأن الجزائر مرشحة بقوة للعب دور محوري في أجندة التكتل، لكونها تستطيع أن تسهم في صياغة سياسة الطاقة، من خلال امتلاكها ثروات ضخمة في هذا السياق، كما تلعب الجزائر أدواراً مهمة في سياق السعي لتحقيق الاستقرار في الكثير من الملفات في العمق الأفريقي».
و«بريكس» هو اختصار يجمع الحروف الأولى لأسماء الدول المكونة للمنظمة باللغة الإنجليزية، وهي: البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، وعُقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في مدينة يكاترينبورغ بروسيا في يونيو (حزيران) 2009. حيث تضمنت الإعلان عن «تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية».
ويعد التكتل صاحب أسرع نمو اقتصادي في العالم، حيث تسهم دول «بريكس» بنحو 22 في المائة من إجمالي الناتج العالمي، وتمتد لقرابة 40 من مساحة الأراضي في العالم، إلى جانب تمثيلها أكثر من 41 في المائة من سكان العالم.
وكانت الصين قد أعربت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دعمها لتوسيع عضوية التحالف. ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في سبتمبر (أيلول) الماضي أن «هناك 15 دولة مهتمة بالانضمام إلى (بريكس)، من بينها الجزائر ومصر».
من جانبه، قال يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين - الأفارقة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن تحركات «بريكس» تأتي في ظل «التنافس الجيوستراتيجي الدولي المحتدم، لا سيما بعد الحرب الأوكرانية - الروسية، حيث تبحث جميع الدول والكيانات والتكتلات الاقتصادية عن تحالفات جديدة في إطار بلورة عالم جديد متعدد الأقطاب».
ولفت الشرقاوي إلى أن القمة الأفريقية - الأميركية التي عُقدت في آخر العام الماضي، «كانت محاولة أميركية وغربية جادة لجذب الاقتصادات الأفريقية للمحور الغربي الذي تقوده واشنطن وإبعادها عن المحور الصيني - الروسي».
وأشار الشرقاوي إلى أن «التكتل قد يدرس ضم مصر لعضويته، نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ولدورها الاقتصادي بوصفها صاحبة ناتج محلي يضعها بين الثلاثة الكبار في القارة، كما تمتلك إحدى كبرى أسواقها».
وأوضح الشرقاوي أن «كينيا أيضاً قريبة جداً من الترشح للانضمام للتكتل بسبب موقعها الجغرافي المميز وامتلاكها منظومة شمول مالي قوي إضافةً إلى استقراراها السياسي».
هل تتوسع «بريكس» بضم أعضاء جدد؟
بعد حديث رامافوزا عن دعوة دول أفريقية لحضور القمة المقبلة
هل تتوسع «بريكس» بضم أعضاء جدد؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة