هاري: العودة للحياة الملكية قد تكون «غير قابلة للنجاة»https://aawsat.com/home/article/4090281/%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%AF-%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86-%C2%AB%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%A9%C2%BB
هاري: العودة للحياة الملكية قد تكون «غير قابلة للنجاة»
الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل يقفان خلف الملك تشارلز وزوجته كاميلا (أ.ب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
هاري: العودة للحياة الملكية قد تكون «غير قابلة للنجاة»
الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل يقفان خلف الملك تشارلز وزوجته كاميلا (أ.ب)
وصف الأمير البريطاني هاري كيف «لا يمكنه الخروج أبداً» من العائلة المالكة، لكنه لا يعتقد أنه سيكون من الممكن بالنسبة له ولزوجته ميغان ماركل العودة إلى المملكة المتحدة كأفراد عاملين في العائلة المالكة.
في آخر مقابلة تلفزيونية له للترويج لسيرته الذاتية «سبير»، واصل دوق ساسكس توجيه انتقادات إلى كاميلا، الملكة القرينة، زوجة والده الملك تشارلز، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
عندما سُئل في برنامج «غود مورنينغ أميركا» عما إذا كان بإمكان الزوجين العودة إلى الحياة الملكية، قال إنه لا يعتقد أن «هذا سيكون ممكناً على الإطلاق».
وتابع هاري: «حتى لو كان هناك اتفاق، أو ترتيب بيني وبين عائلتي، هناك ذلك الطرف الثالث الذي سيفعل كل ما في وسعه للتأكد من عدم حصول الأمر»، مؤكداً أنه كان يشير إلى وسائل الإعلام والمكاتب الصحافية الملكية المتنافسة. وقال «لا يمنعونا من العودة، ولكن يجعلون الأمر غير قابل للنجاة».
وقال إنه يعتقد أن والدته الراحلة الأميرة ديانا ستكون حزينة بسبب الخلاف الذي نشأ بينه وبين شقيقه ويليام، أمير ويلز.
وأصر الأمير على أن جدته الراحلة، الملكة إليزابيث، لم تكن منزعجة من رغبته في التنحي عن مهامه الملكية، وأضاف: «لقد عرفت ما كان يجري. كانت تعرف مدى صعوبة الأمر. لا أعرف ما إذا كانت في وضع يسمح لها بتغييره... لم تقل لي قط إنها غاضبة. أعتقد أنها كانت حزينة لأن الأمور وصلت إلى تلك النقطة».
وعن العائلة المالكة، قال هاري: «لا يمكنني الخروج على الإطلاق وأنا على دراية كبيرة بموقفي. أنا ممتن للغاية للحياة التي عشتها وما زلت أعيشها».
وهاجم هاري ما زعم أنها محاولات كاميلا لـ«إعادة تأهيل» صورتها في عدة مقابلات، بعد أن تم تصويرها على أنها «الشخص الثالث» في زواج والديه. لكنه أكد أنه تعاطف معها أيضاً، قائلاً إنها ليست «زوجة أب شريرة».
في مقابلة منفصلة سابقة عبر شبكة «سي إن إن»، قال هاري إن استعداد كاميلا لإقامة علاقات مع الصحافة البريطانية يجعلها «خطرة»، وستكون هناك «جثث متروكة في الشارع بسبب ذلك».
موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5085536-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9
موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
وسط الأجواء المثقلة بالهموم والخوف أعادت رسالة هاتفية بعض الأمل إلى سكان مدينة بيروت، معلنةً عودة أمسيات «مترو المدينة». يتحدث أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، مع «الشرق الأوسط» عن ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها إلى ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.
في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».
لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».
يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.
استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.
يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.
يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطلَ هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».
كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إنْ توقّفت النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إنْ تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».
ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».
يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة، «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».