رغم تصريح المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ أن فريقه مانشستر يونايتد خارج الترشيحات للفوز بألقاب هذا الموسم، فإنه أكد عزم لاعبيه على انتزاع بطاقة نصف نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية عندما يلتقي تشارلتون أثلتيك اليوم.
ويبحث يونايتد عن فوزه الثامن على التوالي في جميع المسابقات عندما يواجه تشارلتون الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية.
وبعد انتصاره على إيفرتون 3 - 1 الجمعة في الدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي يتطلع تن هاغ للتقدم خطوة جديدة نحو لقب كأس الرابطة، حيث يبدو فريقه مؤهلا لتخطي ضيفه المغمور تشارلتون. ولم يفز يونايتد بأي لقب منذ تحقيقه الدوري الأوروبي عام 2017، وبسؤاله عما إذا كان الفريق بات قادرا على تغيير ذلك الوضع، قال تن هاغ: «نحن في المكان الذي نريد أن نكون فيه، وننتقل من مباراة إلى أخرى، ونلعب في العديد من المسابقات، ونركز من مباراة لأخرى، ولا نفكر كثيرا في المستقبل... لدينا بعض الأمور التي علينا التحسن فيها. لسنا من المرشحين للألقاب، لكن ثقتي في التشكيلة ترتفع. علينا أن نبذل كامل طاقتنا بنسبة 100 في المائة في كل مباراة، وإذا حافظنا على هذه الفلسفة فمن الممكن الاقتراب من منصات التتويج».
وأثنى تن هاغ على مهاجمه ماركوس راشفورد بعدما سجل خامس أهدافه في خمس مباريات، ولعب تمريرتين حاسمتين في الفوز 3 - 1 على إيفرتون.
ورفع اللاعب، البالغ عمره 25 عاما، رصيده إلى 13 هدفا في كل المسابقات مع يونايتد؛ ما يجعله على الطريق للتفوق على أفضل سجلاته التهديفية التي جاءت في موسم 2019 - 2020 عندما أحرز 22 هدفا.
راشفورد استعاد تألقه تحت قيادة تن هاغ (إ.ب.أ)
وقال تن هاغ: «منذ الدقيقة الأولى، أظهر ماركوس ثقة وإيمانا بقدراته. طوال 90 دقيقة كان مصدر خطورة على دفاع إيفرتون... كمهاجم، المعيار هو الأهداف والتمريرات الحاسمة، لعب تمريرتين حاسمتين وسجل هدفا، لذا فإنه أمر رائع».
وأضاف «يعمل على تحسين اللعب بقدمه الأضعف، وعلى ضربات الرأس، لكنه جيد جدا في المهارات الأخرى. الأمر يتعلق أكثر بوضعه في المكان المناسب، وأن نخلق كفريق المساحة المناسبة له ليتمكن من استغلال نقاط قوته. بعدها، لا يمكن إيقافه بفضل سرعته ومراوغاته ولعبه المباشر... يتمتع بمهارات رائعة وعندما يحظى بالاستقرار الذهني، يمكنه الاستمرار على هذا المنوال».
واعترف تن هاغ بأنه خاطر بوضع راشفورد على مقاعد البدلاء خلال مواجهة ولفرهامبتون بالدوري الأسبوع الماضي لأسباب انضباطية، وأكد أنه كان من الضروري وضع قواعد وبث ثقافة الفوز في النادي.
لا يحتاج المتابعون للتفكير كثيرا في الكيفية التي غيّر بها تن هاغ مانشستر يونايتد من الناحية التكتيكية منذ توليه القيادة الفنية الصيف الماضي، لكن الفارق الأساسي والأهم هو ما يتعلق باستعادة الانضباط الذي كان يحتاج إليه الفريق بشدة.
لقد ذكر لاعبون كثيرون في مقابلات صحافية أن النادي أصبح لديه الآن نظام واضح ومساءلة للمخطئين. وأصبح هناك دليل على التغيير في السلوك والمواقف، في ظل قيام تن هاغ بالكشف على الملأ عن اللاعبين الذين يحتاجون إلى التحسن والتطور.
لقد شكك تن هاغ في السلوك الاحترافي للجناح الأرجنتيني الموهوب الصاعد أليخاندرو غارناتشو، ولم يتردد في استبعاد راشفورد، على الرغم من أنه يمر بمرحلة تألق ويقدم مستويات جيدة للغاية، من التشكيلة الأساسية أمام ولفرهامبتون الأسبوع الماضي، بسبب استغراقه في النوم وتأخره عن أحد اجتماعات الفريق. كما سبق وعوقب البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو مرتين بسبب رحيله عن ملعب المباراة قبل نهايتها، قبل أن يتم فسخ التعاقد معه نهائيا. والآن، يعرف اللاعبون جيدا أنه لا يمكنهم التهاون أو تقديم مستويات متواضعة، سواء في الدوري الإنجليزي الممتاز أو في أوروبا أو في مسابقات الكأس المحلية.
لقد استخدم تن هاغ وسائل الإعلام لكي يبعث برسائل إلى لاعبيه، ولأنه يعرف جيدا أن الجميع يستمع إلى ما يقوله. ولا يخفي المدرب الهولندي أي شيء، لأنه يتعين على اللاعبين أن يفهموا أنهم يخضعون للمساءلة، وأن أي لاعب يرتكب خطأ سيعاقب على الفور، لأنه يلعب في مانشستر يونايتد أحد أكبر الأندية في العالم.
من المؤكد أن هذا النظام الصارم قد بدأ يؤتي ثماره في مانشستر يونايتد، ويذكر المتابعون بأيام قيادة السير أليكس فيرغسون للنادي، حيث كان يأتي الجميع إلى العمل في الوقت المحدد، أو حتى قبله. لقد أرسى فيرغسون مدرسة تحتذى في مانشستر يونايتد، وكان يجب أن يدرك اللاعبون الجدد أن هناك معايير يسير عليها الجميع في «أولد ترافورد».
لقد أعطى تن هاغ للاعبيه تعليمات واضحة، وينطبق هذا على ما يقومون به داخل الملعب أيضا، فيما يتعلق على سبيل المثال بالضغط بقوة وشراسة على المنافس. في بداية الموسم، يخضع اللاعبون لاختبارات ركض لمعرفة سرعتهم القصوى، ويستخدم تن هاغ هذه الإحصاءات عندما يفشل اللاعبون في تلبية المعايير المطلوبة.
وكما ظهر للجميع في حالة رونالدو، فإن تن هاغ حازم وصارم للغاية، ولا يتسامح أبدا مع عدم الالتزام بالقواعد والمبادئ الموجودة التي يجب على الجميع الالتزام بها. ويتعين على المديرين الفنيين أن يلتزموا دائما بمبادئهم لأنهم سيفقدون كل شيء لو تخلوا عنها. ومن المؤكد أن الإجراء الحاسم الذي تم اتخاذه بإنهاء التعاقد مع رونالدو سيساعد الجميع في النادي.
لقد كان الجميع يعرفون أن مانشستر يونايتد يمتلك العديد من اللاعبين المميزين عندما تولى تن هاغ القيادة الفنية، وأنه لا يتعين عليه إلا أن يساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. وعلاوة على ذلك، دعم النادي صفوفه بلاعبين آخرين رائعين، مثل كاسيميرو، الذي يعد أحد أكثر لاعبي العالم انضباطا، فاللاعب البرازيلي لا يُعقد الأمور، بل على العكس تماما يقوم بدوره بكل بساطة وسهولة.
لقد دفع به تن هاغ على الطرف أمام ولفرهامبتون وطلب منه القيام بمهام تكتيكية معينة نفذها على الفور، فالنجم البرازيلي يعرف دوره جيدا، ويسيطر على كل شيء من حوله بنظام شديد. إنه لاعب مقاتل ويلعب بطريقة تجعل جميع اللاعبين من حوله يبذلون أقصى ما لديهم.
ومن الواضح للجميع أن كل اللاعبين الذين يلعبون بالقرب من كاسيميرو قد تحسن مستواهم بشكل ملحوظ، بدءا من البرازيلي فريد وصولا إلى البرتغالي برونو فرنانديز. لقد أظهر كاسيميرو أنه أفضل لاعب خط وسط دفاعي في العالم، وعندما تمتلك لاعبا مثله فإنه يمنح الراحة والطمأنينة للمدير الفني ولزملائه في الفريق.
ربما استفاد لاعبون مثل راشفورد من التغيير التكتيكي لتن هاغ، فقد أصبح يتدرب الآن أمام مدافعين نجحوا في الخروج بشباك نظيفة في آخر أربع مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وفي التدريبات يبذل هؤلاء المدافعون كل ما في وسعهم لعدم استقبال الأهداف، وهو ما يجعل المهاجمين يبذلون جهدا أكبر من أجل التسجيل. لقد نجح تن هاغ، من خلال وضع نظام صارم وواضح، في قيادة مانشستر يونايتد في الاتجاه الصحيح.