«سطار» يحقق أعلى مبيعات في تاريخ الأفلام السعودية بأول 10 أيام

سيعرض في دول الخليج انطلاقاً من 19 يناير الحالي

الممثل إبراهيم الحجاج في أحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)
الممثل إبراهيم الحجاج في أحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)
TT

«سطار» يحقق أعلى مبيعات في تاريخ الأفلام السعودية بأول 10 أيام

الممثل إبراهيم الحجاج في أحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)
الممثل إبراهيم الحجاج في أحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)

حقق الفيلم السعودي «سطار»، أعلى مبيعات في تاريخ الأفلام السعودية في أول 10 أيام من تاريخ عرضه، وأعلنت أفلام الشميسي، إحدى شركات «ستوديو تلفاز 11». عن نتائج مبيعات فيلمها العائلي الجديد «سطار: عودة المخمس الأسطوري»، والذي نجح في تصدر قائمة الأفلام السعودية من حيث المبيعات، وذلك في خلال أقل من أسبوعين فقط من انطلاقة عرضه في 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث تجاوزت مبيعات الفيلم ما يفوق 159 ألف تذكرة حتى تاريخ 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، نجح الفيلم في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية من تصدر شباك التذاكر السعودي متفوقاً على الفيلم العالمي «أفاتار: ذا واي أوف واتر» والعديد من الأفلام العربية والعالمية.

وشهدت كافة مدن المملكة حضوراً وإقبالاً قوياً لفيلم سطار، هذا بالإضافة إلى التفاعل القوي على كافة وسائل الاجتماعي من خلال الحملة الدعائية للفيلم والتي تضمنت طرح أغنيتي «لازم فوز» للفنان دافنشي مع عبد الخالق، بالإضافة إلى «شيلة سطار» للفنان حسين آل لبيد والنجم عبد العزيز الشهري والتي حازت على إقبال وتفاعل ملحوظ من الجمهور سواءً في دور عرض أو عبر منصة «تيك توك».

وقال إبراهيم الخير الله، الرئيس التنفيذي لأفلام الشميسي: «سعادتنا الكبرى تكمن فيما حققه الفيلم العائلي سطار من أصداء إيجابية في المجتمع السعودي ليكون الاختيار الأول للعائلات والأصدقاء كما لاحظنا عدداً من الشركات قامت بحجز صالات كاملة لمنسوبيها لمشاهدة الفيلم دعماً منهم للإنتاج السعودي. بل وأيضاً تابعنا بعض المدرسات وطلابها لقضاء وقت ممتع والاستمتاع بتجربة مشاهدة فيلم سعودي يشبههم وقريب منهم».

وأضاف الخير الله: «هذه مجرد البداية، وما حققه فيلم سطار من مبيعات في أسبوعه الأول هو شهادة على قدرة الفيلم السعودي على المنافسة بقوة في شباك تذاكر ورهاننا دائماً هو تقديم محتوى يتناسب مع تطلعات المشاهد السعودي وتقديم أفلام قريبة منه وذات جودة إنتاجية عالية».
وأعلنت أفلام الشميسي أنها ستبدأ عرض الفيلم العائلي «سطار: عودة المخمس الأسطوري» في كافة دور العرض بدول الخليج انطلاقاً من يوم الخميس الموافق 19 يناير الحالي.

فيلم «سطار: عودة المخمس الأسطوري» من بطولة إبراهيم الحجاج بدور سطار، وعبد العزيز الشهري بدور علي هوغن، كما تشارك في البطولة النسائية شهد القفاري بدور فلوه. وينضم إليهم إبراهيم الخير الله بدور عبد الخالق. الفيلم من إخراج المخرج الكويتي عبد الله العراك ومن إنتاج المنتج أحمد موسى والمنتج المنفذ إبراهيم الخير الله. الفيلم من تقديم أفلام الشميسي، تلفاز 11 ستوديوز وموفي ستوديو ومن توزيع شركة فرونت رو ارابيا.



من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
TT

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

في الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، تنافست أعمال استثنائية نقلت قصصاً إنسانية مؤثّرة عن واقع المرأة في إيران وأفغانستان. وسط أجواء الاحتفاء بالفنّ السينمائي بوصفه وسيلةً للتعبير والتغيير، قدَّم فيلما «السادسة صباحاً» للإيراني مهران مديري، و«أغنية سيما» للأفغانية رؤيا سادات، شهادتين بارزتين على تحدّيات النساء في بيئاتهن الاجتماعية والسياسية.

«السادسة صباحاً»... دراما الصراع مع السلطة

يروي الفيلم قصة «سارة»، الشابة الإيرانية التي تتأهّب لمغادرة طهران لإكمال دراستها في كندا. تتحوّل ليلة وداعها مواجهةً مفاجئةً مع «شرطة الأخلاق»؛ إذ يقتحم أفرادها حفلاً صغيراً في منزل صديقتها. يكشف العمل، بأسلوب مشوّق، الضغط الذي تعيشه النساء الإيرانيات في ظلّ نظام تحكمه الرقابة الصارمة على الحرّيات الفردية، ويبرز الخوف الذي يطاردهن حتى في أكثر اللحظات بساطة.

الفيلم، الذي أخرجه مهران مديري، المعروف بسخريته اللاذعة، يجمع بين التوتّر النفسي والإسقاطات الاجتماعية. وتُشارك في بطولته سميرة حسنبور ومهران مديري نفسه الذي يظهر بدور مفاوض شرطة يضيف أبعاداً مرعبة ومعقَّدة إلى المشهد، فيقدّم دراما تشويقية.

لقطة من فيلم «أغنية سيما» المُقدَّر (غيتي)

«أغنية سيما»... شهادة على شجاعة الأفغانيات

أما فيلم «أغنية سيما»، فهو رحلة ملحمية في زمن مضطرب من تاريخ أفغانستان. تدور الأحداث في سبعينات القرن الماضي، حين واجهت البلاد صراعات سياسية وآيديولوجية بين الشيوعيين والإسلاميين. يتبع العمل حياة «ثريا»، الشابة الشيوعية التي تناضل من أجل حقوق المرأة، وصديقتها «سيما»، الموسيقية الحالمة التي تبتعد عن السياسة.

الفيلم، الذي أخرجته رؤيا سادات، يستعرض العلاقة المعقَّدة بين الصديقتين في ظلّ انقسام آيديولوجي حاد، ويُظهر كيف حاولت النساء الأفغانيات الحفاظ على شجاعتهن وكرامتهن وسط دوامة الحرب والاضطهاد. بأداء باهر من موزداح جمال زاده ونيلوفر كوخاني، تتراءى تعقيدات الهوية الأنثوية في مواجهة المتغيّرات الاجتماعية والسياسية.

من خلال هذين الفيلمين، يقدّم مهرجان «البحر الأحمر» فرصة فريدة لفهم قضايا المرأة في المجتمعات المحافظة والمضطربة سياسياً. فـ«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة، مع الإضاءة على دور الفنّ الحاسم في رفع الصوت ضدّ الظلم.

في هذا السياق، يقول الناقد السينمائي الدكتور محمد البشير لـ«الشرق الأوسط»، إنّ فيلم «السادسة صباحاً» ينساب ضمن وحدة زمانية ومكانية لنقد التسلُّط الديني لا السلطة الدينية، واقتحام النيات والمنازل، وممارسة النفوذ بمحاكمة الناس، وما تُسبّبه تلك الممارسات من ضياع مستقبل الشباب، مثل «سارة»، أو تعريض أخيها للانتحار. فهذه المآلات القاسية، مرَّرها المخرج بذكاء، وبأداء رائع من البطلة سميرة حسنبور، علماً بأنّ معظم الأحداث تدور في مكان واحد، وإنما تواليها يُشعر المُشاهد بأنه في فضاء رحب يحاكي اتّساع الكون، واستنساخ المكان وإسقاطه على آخر يمكن أن يعاني أبناؤه التسلّط الذي تعيشه البطلة ومَن يشاركها ظروفها.

على الصعيد الفنّي، يقول البشير: «أجاد المخرج بتأثيث المكان، واختيار لوحات لها رمزيتها، مثل لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي للهولندي يوهانس فيرمير، ورسومات مايكل أنجلو على سقف كنيسة سيستينا في الفاتيكان، وغيرها من الرموز والاختيارات المونتاجية، التي تبطئ اللقطات في زمن عابر، أو زمن محدود، واللقطات الواسعة والضيقة».

يأتي ذلك تأكيداً على انفتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، ومراهنته على مكانته المرتقبة في قائمة المهرجانات العالمية، وترحيبه دائماً بكل القضايا المشروعة.

ونَيل «أغنية سيما» و«السادسة صباحاً» وغيرهما من أفلام هذه الدورة، التقدير، وتتويج «الذراري الحمر» للتونسي لطفي عاشور بجائزة «اليُسر الذهبية»، لتقديمه حادثة واقعية عن تصفية خلايا إرهابية شخصاً بريئاً... كلها دليل على أهمية صوت السينما التي أصبحت أهم وسيلة عصرية لمناصرة القضايا العادلة متى قدّمها مُنصفون.

وأظهر المهرجان الذي حمل شعار «للسينما بيت جديد» التزامه بدعم الأفلام التي تحمل قضايا إنسانية عميقة، مما يعزّز مكانته بوصفه منصةً حيويةً للأصوات المبدعة والمهمَّشة من مختلف أنحاء العالم.