مسيرة لأكراد أوروبا في باريس في الذكرى العاشرة لمقتل ثلاث مناضلات كرديات

شخصيات رسمية فرنسية تكرم ذكرى مذبحة «شارلي إيبدو» عام 2015

من مسيرة الأكراد في باريس (أ.ب)
من مسيرة الأكراد في باريس (أ.ب)
TT

مسيرة لأكراد أوروبا في باريس في الذكرى العاشرة لمقتل ثلاث مناضلات كرديات

من مسيرة الأكراد في باريس (أ.ب)
من مسيرة الأكراد في باريس (أ.ب)

فيما تسبب نشر مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة الأربعاء الماضي رسوماً كاريكاتيرية للمرشد الإيراني علي خامنئي بأزمة ديبلوماسية بين باريس وطهران أفضت في اليوم التالي إلى إغلاق مركز الأبحاث الفرنسي في إيران الذي أسس في العام 1983، حلت أمس الذكرى الثامنة للمقتلة التي أصابت المجلة المذكورة والتي وقع ضحيتها 12 من محرريها ورساميها والعاملين فيها ورجل شرطة اسمه أحمد مرابط. وبهذه المناسبة، حصلت وقفة تكريمية أمام مقر المجلة السابق في الدائرة الحادية عشرة من باريس حيث حصلت الجريمة، بحضور رئيسة البرلمان يائيل براون بيفيه ورئيسة بلدية باريس آن هيدالغو ووزيري الداخلية والثقافة جيرالد دارمانان وريما عبد الملك ومدير تحرير المجلة وأقارب الضحايا وشخصيات أخرى... وعمد المسؤولون الى وضع أكاليل من الزهور أمام اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء الضحايا الذين قتلوا بالرصاص صبيحة السابع من يناير (كانون الثاني) على أيدي سعيد وشريف كواشي المنتميين الى تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، مدشنين بذلك عاما داميا عرفت فيه فرنسا أكبر عمليات إرهابية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد قتلت قوة تدخل تابعة لجهاز الدرك الفرنسي بعد يومين الإرهابيين في قرية تقع شمال باريس.
رئيسة البرلمان الفرنسي يائيل براون بيفيه تسلم إكليلاً من الزهر لشرطية في مناسبة إحياء ذكرى مجزر مجلة «شارلي إيبدو» (إ.ب.أ)
واليوم شهدت العاصمة كذلك مسيرة ضخمة ضمت حوالى 25 ألف شخص دعت إليها التنظيمات الكردية في فرنسا وشارك فيها كثير من الأكراد المنتشرين في أوروبا، وذلك تكريما للمناضلات الكرديات الثلاث اللواتي قتلن في يناير 2013 في مركز الإعلام الكردي القائم في الدائرة العاشرة من باريس. وتبيّن أن مرتكب الجريمة رجل تركي حامت حوله شبهات التواصل مع الاستخبارات العسكرية التركية. وكانت النساء الثلاث ينتمين الى «حزب العمال الكردستاني».
ورغم أن هذه المسيرة ترتدي طابعا تقليديا ويقوم بها الأكراد كل عام، فإنها اتخذت اليوم طابعا استثنائيا لأنها تحل بعد أسبوعين من مقتل ثلاثة أكراد على يدي رجل سبعيني فرنسي متعصب ويحمل كرها مرضيا للأجانب اسمه وليام ماليه. والقاتل الذي قبض عليه مباشرة بعد الجريمة الثلاثية التي ارتكبها وجت إليه تهم القتل بدوافع عنصرية والشروع في القتل وامتلاك أسلحة ممنوعة، وهو موجود في السجن.
بيد أن الجالية الكردية في باريس تشكك في دوافع الرجل وترى في الجريمة أصابع الاستخبارات التركية قياسا بالجريمة التي حصلت قبل عشر سنوات والتي ارتكبها تركي توفي في السجن عام 2016 قبل أن تنطلق محاكمته.
وبعكس التظاهرات الصاخبة التي تخللتها اشتباكات مع القوى الأمنية والتي تلت عملية القتل الثلاثية الأخيرة، فإن المسيرة، اليوم كانت سلمية تماما ولم تشهد أعمال شغب وإخلال بالأمن. بيد أن الكلمات التي ألقيت والتي نددت باستهداف الجالية الكردية، طالبت الدولة الفرنسية بتوفير الحماية للأكراد، من جهة، ونددت بالدولة التركية وبالرئيس رجب طيب إردوغان شخصيا ووصفته بأنه «قاتل»، من جهة أخرى. كذلك رُفعت أعلام «حزب العمال الكردستاني» ولافتات كثيرة مما كتب عليها: «الحقيقة والعدالة»، «لا شيء سيحرم الأكراد من الحرية»، «نريد العدالة»...


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

الحكومة الإسرائيلية تغري النازحين للعودة إلى بيوتهم في الجليل

متظاهرون يحتجون أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية على الاتفاق المقترح مع لبنان (أ.ف.ب)
متظاهرون يحتجون أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية على الاتفاق المقترح مع لبنان (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الإسرائيلية تغري النازحين للعودة إلى بيوتهم في الجليل

متظاهرون يحتجون أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية على الاتفاق المقترح مع لبنان (أ.ف.ب)
متظاهرون يحتجون أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية على الاتفاق المقترح مع لبنان (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تخصيص مبالغ مالية مرتفعة ستعطى منحاً لمن يوافق على العودة من النازحين من البلدات الواقعة على الحدود الشمالية مع لبنان. ولكن ممثلي هؤلاء السكان من رؤساء بلديات وقادة ميدانيين يرفضون العودة، ويقولون إنهم لا يثقون بوعود الحكومة، ويعتقدون أن الاتفاق سيئ، ولا يوجد فيه ضمان حقيقي لوقف العمليات الحربية.

وقالت وزارة المالية الإسرائيلية إنها ستدفع مبلغ يتراوح ما بين 100 ألف و200 ألف شيقل (27 إلى 54 ألف دولار)، تشجيعاً له على العودة، وهذا إضافة إلى التعويضات التي ستعطى لكل متضرر.

وقالت الوزارة إنه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تم تدمير 8834 بيتاً في البلدات الإسرائيلية من جراء هجوم «حماس» و«حزب الله»، وتدمير 7029 سيرة و343 منشأة زراعية و1070 منشأة أخرى أي ما مجموعه 17276 منشأة أو عقاراً. وتقع هذه الإصابات بالأساس في البلدات الشمالية، حتى طبريا شرقاً وحيفا غرباً.

وقد خصص مبلغ 140 مليون شيقل لغرض المنح، التي تخصص لإغراء المواطنين بالعودة.

ولكن رؤساء البلدات في الشمال، لا يتحمسون لإعادة السكان.

ويقولون إنهم يرون أن الاتفاق سيقلب ساعة الرمل تمهيداً لحرب لبنان الرابعة. وبحسب رئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شتيرن، فإن بوليصة تأمين إسرائيل تعتمد على حرية العمل تجاه «التهديد الفوري» الذي هو تعريف قابل لكثير جداً من التفسيرات؛ فمنذ نهاية حرب لبنان الثانية، في صيف 2006، بنى «حزب الله» معظم بناه التحتية بشكل يزعم أنه لا يخلق «تهديداً فورياً».

كما أن نقل وسائل القتال من إيران، تدريب وحدات الرضوان وحفر الخنادق لم تعد «تهديداً فورياً». وعندها ننهض في الصباح، ونكتشف أنه على مسافة 300 متر من المطلة تمترست قوة عسكرية خبيرة، مدرَّبة ومسلحة حتى الرقبة، وأمر واحد فقط يفصل بينها وبين ذبح الإسرائيليين.

وتساؤل: ماذا سيحدث إذا كان أحد سكان لبنان يريد أن يعود ويعيد بناء بيته؟ ولنفترض أنه جاء بملابس مدنية، فمن يضمن لنا ألا يكون شيعياً ينتمي لـ«حزب الله»، بل ربما يكون مقاتلاً أيضاً؟ جنوب لبنان هو مملكة الشيعة. لا توجد عائلة شيعية لا تنتمي لـ«حزب الله» بشكل من الأشكال: هذه هي الحقيقة المريرة التي تعلمناها من انتشار السلاح في كل بيت ثانٍ. ومن المهم الإيضاح: «حزب الله» ليس «حماس»: هذا الواقع لم يفرض بقوة الذراع على السكان. فما العمل مع ذاك المواطن؟ هل مسموح بتعريفه «تهديداً فورياً»؟

وقال رئيس مجلس محلي قرية المطلة، دافيد أزولاي: «في هذه اللحظة يخيل أن رئيس الوزراء، ذاك الذي عدَّ اتفاق الغاز الذي أبرمته الحكومة السابقة، استسلاماً، وحرص على القول إنه الوحيد الذي يصمد أمام الضغوط الدولية. إنه اليوم مصمم على إغلاق وقف النار بشروط دونية، بل إنه يفعل هذا من فوق رأس زعماء الجمهور، بينما يتذكر مؤيدوه في الإعلام فجأة أن يذكروا أن الجيش «بحاجة إلى الإنعاش» وغيرها من الحجج. في هذه الأثناء في قيادة الجبهة الداخلية يشددون التعليمات، والجمهور في الشمال يستعد منذ الآن لأيام صعبة يحاول فيها «حزب الله» أن يرى أنه لم يستسلم. من ينتصر بشكل واضح لا يصل إلى مثل هذه الوضعية، بل يملي قواعد وقف النار، وإذا لم يقبل بها الطرف الآخر، فإنه يواصل ضربه. وإلا فإن هذا ليس نصراً، وبالتأكيد ليس نصراً مطلقاً».