صحافيو مصر يرفضون تعديلات الحكومة على قانون مكافحة الإرهاب

النقابة تمسكت بالمادة 77 من الدستور

صحافيو مصر يرفضون تعديلات الحكومة على قانون مكافحة الإرهاب
TT

صحافيو مصر يرفضون تعديلات الحكومة على قانون مكافحة الإرهاب

صحافيو مصر يرفضون تعديلات الحكومة على قانون مكافحة الإرهاب

رفض صحافيو مصر التعديلات التي تزمع الحكومة إجراءها على قانون الإرهاب، إذ أكد خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصرية، أن «إقرار الحكومة لقانون الإرهاب دون الالتفات لتعديلات الجهات المختلفة والتعديلات التي تقدمت بها نقابة الصحافيين يكشف أن الهدف ليس محاربة الإرهاب، بل حرية الصحافة ومحاولة إسكات أصوات المعارضة».
وأضاف البلشي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «تعديل المادة 33 من قانون الإرهاب لتصبح العقوبة غرامة تصل إلى 500 ألف جنيه (نحو 62 ألف دولار)، هو تشديد للعقوبة وليس تخفيفا لها»، مؤكدا أن «التعديل التفاف على مطالب الصحافيين».
ووافق مجلس الوزراء المصري خلال اجتماعه، الذي استمر لساعات مساء أول من أمس، برئاسة إبراهيم محلب رئيس الحكومة، على تعديل المادة 33 من قانون مكافحة الإرهاب، وذلك بإلغاء الحبس، والاكتفاء بالغرامة من 200 إلى 500 ألف جنيه. لكن نقابة الصحافيين والمجلس الأعلى للصحافة، الذي يتولى مسؤولية الموافقة على إصدار الصحف في مصر، استنكرا موافقة الحكومة على التعديل الأخير، وأكدا أن ذلك «يعد استهدافا للصحافة وحرية الصحافيين».
وحول الإجراءات التي سوف تتخذها نقابة الصحافيين خلال الفترة المقبلة، قال البلشي, وكيل نقابة الصحافيين، إن «مجلس النقابة سوف يبحث قرار مجلس الوزراء بإلغاء الحبس والاكتفاء بالغرامة.. والنقابة سوف تلجأ إلى عدد من رجال القانون للاستشارة حول كيفية التعامل القانوني حال إقرار الحكومة للغرامات».
وكانت الحكومة قد أقرت مطلع يوليو (تموز) الحالي مشروع القانون، الذي لن يصبح ساريا إلا بعد أن يقره الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ واحتجت نقابة الصحافيين بشدة لكونه يعد تقييدا لحرية الصحافة. وقد أثار مشروع القانون وقتها احتجاجا شديدا من نقابة الصحافيين والأحزاب السياسية، لأنه يتضمن نصا يقضي بعقوبة السجن عامين كحد أدنى لنشر «أخبار كاذبة بشأن هجمات إرهابية مخالفة للبيانات الرسمية».
وأكدت مصادر مسؤولة في نقابة الصحافيين، لـ«الشرق الأوسط»، أن «النقابة برئاسة النقيب يحيى قلاش، قدمت مقترحات للحكومة تضمنت إلغاء المادة 33 من القانون، وتعديل 4 مواد أخرى بالقانون نظرا لخروجها على الدستور المصري، حيث نصت المادة 71 من الدستور على إلغاء الحبس في قضايا النشر والتعبير»، مضيفة أن «النقابة تمسكت بالمادة 77 من الدستور التي توجب ضرورة استطلاع رأي النقابة في أي مواد قانونية تخص مهنة الصحافة، وطالبت النقابة بضرورة النص في قانون مكافحة الإرهاب على أنه قانون استثنائي لفترة محددة، خاصة أنه يستند إلى مادة انتقالية في الدستور».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.