إشاعات

> تبنّى المخرج الراحل صلاح أبو سيف مبدأ أن الفيلم العالمي هو المحلّي، وبقدر ما يكون محلّياً بقدر ما يكون عالمياً. وأن ما تستطيع السينما العربية توفيره لغير العرب هو بحث قضاياها ومجتمعاتها.
> خالفه المخرج الراحل يوسف شاهين، مؤكداً أن الوصول إلى العالمية يحتاج إلى عنصرين رئيسيين: الحديث عن الذات والتمويل الأجنبي.
> أظهر التاريخ أن يوسف شاهين هو من تمكّن من تحقيق هذه «العالمية»، أكثر مما فعل معظم المخرجين العرب. من سوريا هناك مصطفى العقاد الذي نقل كل سينماه إلى موطن جديد (هوليوود) وحقق أفلامه بالاستناد إلى موروث تلك السينما من ضخامة وأساليب عرض وإنتاج... إلخ، وهناك المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة المخرج العربي الوحيد الذي فاز بذهبية مهرجان «كان» وذلك عن فيلمه «مفكرة سنوات الجمر» سنة 1975.
> اليوم، وبفضل الانتقال من بلادهم العربية إلى العواصم الغربية (مثل الفلسطيني هاني أبو أسعد) أو بفضل المهرجانات الغربية (التونسية كوثر بن هنية) هناك مخرجون تفرّقت بهم السبل والأساليب لكنهم حققوا قدراً من العالمية التي رغبوا فيها.
> علينا أن نعرف أن العالمية كلمة مطّاطة ومخادعة. ييرزي سكلوموفسكي، كينث برانا، أندريه فايدا، أوليفييه أوساياس، مخرجون مختلفو المشارب حققوا بعض درجات العالمية إذا كان مقصوداً بها الشهرة. لكن أفضل ما حققوه ومئات سواهم من كل مكان هو القيمة الفعلية لأفلامهم فناً وفكراً.
> ليس كل مخرج نفذ إلى عرض فيلمه أوروبيا أو أميركياً بات عالمياً. المخرجون العالميون هم المؤثرون: هيتشكوك، ديفيد لين، غودار، برغمن، تشارلي تشابلن وآخرون... أما إذا كانت المحلية هي الطريق أو لا، فهذا يصبح أمراً ثانوياً.
م. ر