«الباب الأخضر» يعيد أسامة أنور عكاشة إلى الواجهة

الفيلم من بطولة إياد نصار وخالد الصاوي وسهر الصايغ

«الباب الأخضر» يعيد أسامة أنور عكاشة إلى الواجهة
TT

«الباب الأخضر» يعيد أسامة أنور عكاشة إلى الواجهة

«الباب الأخضر» يعيد أسامة أنور عكاشة إلى الواجهة

أعاد فيلم «الباب الأخضر»، مؤلفات الكاتب المصري الراحل أسامة أنور عكاشة، للواجهة من جديد، بعد أن وجد العمل السينمائي في قائمة الأخبار الأكثر تداولاً على عملاق البحث «غوغل» عقب عرضه لأول مرة عبر منصة «Watch It» فيلم الباب الأخضر من بطولة الفنان الأردني إياد نصار، وسهر الصايغ، وخالد الصاوي، ومحمود عبد المغني، وسما إبراهيم، وعابد العناني، وبيومي فؤاد، وأحمد فؤاد سليم، ومن إخراج رؤوف عبد العزيز، وتدور أحداثه في فترة التسعينيات من القرن الماضي، عن (عائشة) التي تجسد شخصيتها الفنانة سهر الصايغ، التي تضطر للنزوح للعاصمة القاهرة بعد ولادتها من أجل استخراج شهادة ميلاد لطفلها، وتعصف بها المشاكل أثناء وجودها بالقاهرة، فيتم إدخالها مصحة للأمراض النفسية والعصبية، والتي تحقن فيها بمادة فيروسية إلى أن يظهر الطبيب (شفيع) الذي يجسد دوره الفنان إياد نصار ويحاول إنقاذها.
قالت الإعلامية نسرين أسامة عكاشة لـ«الشرق الأوسط» إن «خروج ورق فيلم (الباب الأخضر) للنور جاء بمحض الصدفة، فأنا أفتش في أوراق والدي في المنزل منذ فترة طويلة، وبمحض الصدفة وجدت سيناريو الفيلم الذي كتب منذ ما يقرب من 30 عاماً، وخلال إحدى حلقاتي الإذاعية تحدثت عن الفيلم، فتلقيت بعدها اتصالاً من المخرج رؤوف عبد العزيز، يطلب مني مقابلتي والاطلاع وقراءة سيناريو الفيلم».
وأشارت نسرين إلى أنها «تركت الحرية كاملة للمخرج من أجل خروج العمل للنور بأفضل صورة ممكنة، وهو أصر على عدم تغيير أي شيء في السيناريو المكتوب».
فيما أشاد المخرج رؤوف عبد العزيز بقصة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «العمل على فيلم من تأليف وسيناريو وحوار أسامة أنور عكاشة هو حلم من أحلامي، هذا الرجل كان يرى ويتوقع المستقبل، فما كتبه في ثمانينيات وتسعينات القرن الماضي من توقعات عبر فيلم (الباب الأخضر) بأن يتحول الناس لحقل تجارب وانتشار الفيروسات، أصبح حقيقة في العصر الذي نعيش فيه، ولذلك كنت أعيش في سعادة غامرة أثناء التحضير وتصوير الفيلم، بالإضافة لوجود فنانين كبار معي في الفيلم».
وأشار عبد العزيز إلى أنه «لم يتدخل لتعديل النص المكتوب منذ ما يقرب من 30 عاماً لأن الكاتب الراحل قام بعمل تغيرات عدة على النص الأصلي قبل رحيله، وأنا أحببت تقديم الفيلم من رؤيته ومنظوره، لأنه أحد أهم كتاب الدراما في تاريخ الوطن العربي».

ويرى الناقد المصري محمد نبيل أن «عرض فيلم الباب الأخضر في بداية عام 2023 يعد بارقة أمل في رؤية موسم سينمائي جيد»، مشيراً إلى «أن العمل السينمائي في مجمله جيد سواء على مستوى الأداء التمثيلي والتصوير والإخراج».
وأشاد نبيل بالمؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية التي وضعها الموسيقار خالد حماد، بالإضافة إلى أداء الفنانة سهر الصايغ، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «سهر الصايغ فنانة مبدعة، ولديها عدد كبير من الأدوار الجميلة والمهمة، لكن دور (عائشة) في (الباب الأخضر) هو أفضل أدوارها الفنية منذ ظهورها، فهي تجعلك تتعاطف معها من الوهلة الأولى التي تراها فيها على الشاشة».
مشيراً إلى أن «كلاً من الفنان إياد نصار وخالد الصاوي، قدما دورهما على أكمل وجه: «إياد نصار وخالد الصاوي ليسا في حاجة للإشادة، لكنهما في هذا الفيلم قدما أداء يطلق عليه السهل الممتنع».
ولفت نبيل إلى أن «أكثر ما جذبه في الفيلم، هو دور الفنانة سما إبراهيم والكيمياء التي جمعتها بالفنانة سهر الصايغ».
ورحل السيناريست والكاتب المصري الكبير أسامة أنور عكاشة في عام 2010. وكان قد شهد الموسم الدرامي الرمضاني الماضي 2022، عرض آخر مؤلفاته الدرامية التلفزيونية «راجعين يا هوى»، الذي قام ببطولته الفنان خالد النبوي وأنوشكا.



السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

يحتفل الأمازيغ حول العالم وخاصة في المغرب العربي بعيد رأس السنة الأمازيغية في 12 أو 13 من يناير (كانون الثاني)، التي توافق عام 2975 بالتقويم الأمازيغي. ويطلق على العيد اسم «يناير»، وتحمل الاحتفالات به معاني متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها.

وتتميز الاحتفالات بطقوس وتقاليد متنوعة توارثها شعب الأمازيغ لأجيال عديدة، في أجواء عائلية ومليئة بالفعاليات الثقافية والفنية.

وينتشر الاحتفال ﺑ«يناير» بشكل خاص في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا والنيجر ومالي وسيوة بمصر.

أمازيغ يحتفلون بالعام الجديد من التقويم الأمازيغي في الرباط بالمغرب 13 يناير 2023 (رويترز)

جذور الاحتفال

يعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة.

ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.

ومصطلح «يناير» هو أيضاً الاسم الذي يُطلق على الشهر الأول من التقويم الأمازيغي.

خلال احتفال لأمازيغ جزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير» في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر (رويترز)

متى رأس السنة الأمازيغية؟

إن المساء الذي يسبق يناير (رأس السنة الأمازيغية) هو مناسبة تعرف باسم «باب السَنَة» عند القبائل في الجزائر أو «عيد سوغاس» عند الجماعات الأمازيغية في المغرب. ويصادف هذا الحدث يوم 12 يناير ويمثل بداية الاحتفالات في الجزائر، كما تبدأ جماعات أمازيغية في المغرب وأماكن أخرى احتفالاتها في 13 يناير.

يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ في 13 يناير وهو مستوحى من التقويم اليولياني الذي كان مهيمناً في شمال أفريقيا خلال أيام الحكم الروماني.

يمثل يناير أيضاً بداية فترة مدتها 20 يوماً تُعرف باسم «الليالي السود»، التي تمثل واحدة من أبرد أوقات السنة.

أمازيغ جزائريون يحتفلون بعيد رأس السنة الأمازيغية 2975 في قرية الساحل جنوب تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائر 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ما التقويم الأمازيغي؟

بدأ التقويم الأمازيغي في اتخاذ شكل رسمي في الستينات عندما قررت الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، البدء في حساب السنوات الأمازيغية من عام 950 قبل الميلاد. تم اختيار التاريخ ليتوافق مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.

وشيشنق كان أمازيغياً، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا القديم. بالنسبة للأمازيغ، يرمز هذا التاريخ إلى القوة والسلطة.

رجال أمازيغ يرتدون ملابس تقليدية يقدمون الطعام خلال احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

كيف تستعد لرأس السنة الأمازيغية؟

تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.

كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة.

وتماشياً مع معاني العيد المرتبطة بالتجديد والثروة والحياة، أصبح يناير مناسبة لأحداث مهمة لدى السكان مثل حفلات الزفاف والختان وقص شعر الطفل لأول مرة.

يحتفل الأمازيغ في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي وكذلك أجزاء من مصر بعيد «يناير» أو رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

ما الذي ترمز إليه الاحتفالات؟

يتعلق الاحتفال بيوم يناير بالعيش في وئام مع الطبيعة على الرغم من قدرتها على خلق ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. وفي مواجهة هذه المصاعب، كان الأمازيغ القدماء يقدسون الطبيعة.

تغيرت المعتقدات الدينية مع وصول اليهودية والمسيحية والإسلام لاحقاً إلى شمال أفريقيا، لكن الاحتفال ظل قائماً.

تقول الأسطورة إن من يحتفل بيوم يناير سيقضي بقية العام دون أن يقلق بشأن المجاعة أو الفقر.

نساء يحضّرن طعاماً تقليدياً لعيد رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.

في الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة أن يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.

ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.