تحالفات تدخل في المزادات العالمية لتطوير مشاريع التعدين السعودية

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لـ «الشرق الأوسط» : جذب الاستثمارات الأجنبية لاستكشاف المعادن الحرجة في المنطقة

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في مؤتمر صحافي أمس في الرياض (الشرق الأوسط)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في مؤتمر صحافي أمس في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

تحالفات تدخل في المزادات العالمية لتطوير مشاريع التعدين السعودية

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في مؤتمر صحافي أمس في الرياض (الشرق الأوسط)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في مؤتمر صحافي أمس في الرياض (الشرق الأوسط)

كشف المهندس خالد المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين السعودية لـ«الشرق الأوسط»، عن مساعي بلاده لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة والمنطقة المحيطة من أجل استكشاف المعادن الاستراتيجية والحرجة المستخدمة في الطاقة المتجددة، مبيناً أن التقارير الدولية تؤكد حاجة العالم إلى تلك الثروات بنسبة 400 في المائة والمنطقة تمثل 50 في المائة من الموارد التعدينية المستقبلية.
الدرع العربي
وواصل المديفر أن السعودية تمر في أفضل الأوقات لاستغلال وتطوير ثرواتها بشكل مستدام وتقنيات عالية للاستفادة من مستقبل التعدين مع المنطقة المحيطة كون الجيولوجيا في الدرع العربي وأفريقيا ووسط آسيا تمثل تقارب دون حدود فيما بينها، كاشفا عن توفر فرص بقيمة تريد عن 120 مليار ريال (32 مليار دولار) يعمل عليها مستثمرون محليون وأجانب، وإصدار حوالي 16 ألف رخصة منجم جديد باستثمارات تقدر بـ100 مليون (26.6 مليون دولار)
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس (الأربعاء) في الرياض للإعلان عن تفاصيل برنامج النسخة الثانية من مؤتمر التعدين الدولي، التي تنعقد تحت رعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، خلال الفترة من 10 إلى 12 من يناير (كانون الثاني) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض.
وأفصح المديفر، عن وجود إقبال كبير من تحالفات محلية ودولية من القطاع الخاص على المزادات العالمية لاستكشاف وتطوير التعدين في المملكة، بالإضافة إلى تسلم العديد من الطلبات في رخص الكشف من شركات أجنبية، مؤكداً أن ذلك التوافد جاء نتاج نجاح النسخة الأولى من مؤتمر التعدين الدولي.
منطقة التعدين الناشئة
وبحسب نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية فإن المملكة تسعى للوصول من خلال استراتيجية التعدين، إلى 3 أضعاف الناتج المحلي حتى الوصول إلى 240 مليار ريال (64 مليار دولار).
وقال نائب الوزير إن المؤتمر يعد منصة دولية شاملة تتيح الفرصة للمستثمرين والشركات والأطراف المعنية على مستوى العالم، للالتقاء والاطلاع على الإمكانات والفرص في منطقة التعدين الناشئة وكيفية بناء صناعة مستدامة، موضحاً أن المملكة تعمل على قيادة المساهمة في تطوير المنطقة التعدينية المتميزة التي تمتد من أفريقيا إلى وسط وغرب آسيا.
وأضاف أن الإقبال الكبير لتسجيل الحضور في المؤتمر من المختصين والمهتمين بعد النجاح الذي تحقق في النسخة الأولى العام الماضي، يؤكد أن المملكة نجحت في بلورة دورها المهم والكبير فيما يتعلق بالقطاع وإطلاق الحوار البناء بين ذوي العلاقة وتحقيق التعاون المثمر بين الدول في هذا المجال.
الطاقة المتجددة
وتابع المديفر أن هناك إجماعا عالميا يتوقع ارتفاعا متزايدا في الطلب على المعادن بشكل عام والمعادن الاستراتيجية على وجه الخصوص، بسبب النمو في الهجرة إلى المراكز الحضرية وزيادة عدد السكان ونمو الاقتصادي العالمي وارتفاع الطلب من جراء التحول إلى الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وتوجه الدول لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري، الأمر الذي سيولد طلباً قياسياً على المعادن الاستراتيجية لنشر طاقة الرياح والشمسية وإنتاج السيارات الكهربائية، إلى جانب بناء مشاريع توليد الطاقة المتجددة وتخزينها.
ووفقاً للمديفر إنه بحكم التوقعات العالمية المستقبلية في الطلب، ركزت استراتيجية التعدين في المملكة ومبادراتها على المعادن المطلوبة لعملية انتقال الطاقة وتطوير السيارات الكهربائية، وعلى الاستفادة من المعرفة والخبرة العالمية، حيث تستعد البلاد لتلبية الطلب المستقبلي العالمي.
وأبان النائب أن المملكة تمثل مصدراً رئيساً لتزايد الطلب المستقبلي على المعادن وسلاسل القيمة لها نظراً لدخولها في مجال الصناعات الواعدة مثل العسكرية الحديثة، والأجهزة الإلكترونية، والسيارات الكهربائية، وكذلك بناء المدن الذكية والمستدامة مثل نيوم، والبحر الأحمر.
منظمات إقليمية ودولية
واستطرد المهندس خالد المديفر: «على المستوى الإقليمي خاصة في المنطقة الممتدة من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، تحتل المملكة مركز الوسط جغرافياً، ما يمنحها ميزة تشارك تجاربها وخبراتها التعدينية مع كل الدول المحيطة التي تنظر بإكبار إلى نهضة السعودية الاقتصادية والصناعية والتعدينية في عهد الرؤية، وتثمن إدارتها لنقاشات مسؤولة في الاجتماع الوزاري».
ومن المقرر أن يسبق انطلاق المؤتمر عقد الاجتماع الوزاري السنوي الثاني في 10 يناير الحالي، بمشاركة 60 دولة ممثلة بـ40 وزيراً و18 مسؤولا رفيعي المستوى، بالإضافة إلى حضور 10 منظمات إقليمية ودولية، لمناقشة مجموعة من الموضوعات الملحة من بينها تنمية المنطقة وزيادة مساهمتها في سلاسل القيمة والإمداد للمعادن الحرجة.
وسيناقش المؤتمر تعزيز التعدين المسؤول والمستدام وزيادة القيمة لثروة المنطقة المعدنية من خلال رفع مستوى الشفافية، وتطوير المنطقة لتصبح مركزا متكاملاً لإنتاج المعادن الخضراء، بالإضافة إلى تنمية التعاون الدولي لإنشاء مراكز تميز في المنطقة لزيادة مساهمتها في إمداد معادن المستقبل.
وخلال يومي 11 و12 يناير تنعقد جلسات المؤتمر بمشاركة أكثر من 200 متحدث من مختلف دول العالم، لمناقشة عدد من الموضوعات الملحة في القطاع والتي تشمل محور بحث التطورات الاقتصادية والبيئية العالمية التي تؤثر على صناعة المعادن في المنطقة، والممارسات البيئية والاجتماعية من حيث المنافسة وتكافؤ الفرص عبر سلسلة القيمة لتحقيق الازدهار الاقتصادي، علاوةً على دور المملكة وريادتها على مستوى العالم في إمدادات الطاقة المتجددة والتوقعات الخاصة بذلك خلال الفترة من 5 إلى 10 أعوام.
وهناك المحور الخاص بالشكل الذي ستكون عليه شركة تعدين المستقبل، والتطابق بين العرض العالمي والطلب ودور المنطقة في سد فجوة العرض والطلب على المعادن.
التقنيات المستقبلية
ويشهد المؤتمر هذا العام تخصيص منطقة لعرض أحدث تقنيات التعدين الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى منطقة معارض خارجية وموقع مخصص لعرض الفرص الاستثمارية في مناطق أفريقيا وغرب ووسط آسيا، باعتبارها مناطق تعدينية واعدة قادرة على المساهمة في سد فجوات الطلب المستقبلي.
ويعتزم المؤتمر تخصيص منطقة توقيع اتفاقيات الشراكة ومذكرات التعاون، بالإضافة إلى الجناح السعودي، والذي يأتي تحت مظلة «استثمر في السعودية» ويضم العديد من الهيئات والجهات الحكومية لتقديم المعلومات حول أبرز مستجدات الفرص الاستثمارية في البلاد.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.