ماكرون: فرنسا ستسلم أوكرانيا دبابات خفيفة

الرئيسان الفرنسي والأوكراني (رويترز)
الرئيسان الفرنسي والأوكراني (رويترز)
TT

ماكرون: فرنسا ستسلم أوكرانيا دبابات خفيفة

الرئيسان الفرنسي والأوكراني (رويترز)
الرئيسان الفرنسي والأوكراني (رويترز)

مع انطلاقة العام الجديد، يبدو أن فرنسا عازمة على تعزيز دعمها العسكري للقوات المسلحة الأوكرانية، وأن تكون من بين الدول الأكثر استعداداً لتوفير الأسلحة التي تطلبها كييف والتي لم تحصل عليها حتى اليوم. فقد أفادت مصادر قصر الإليزيه عقب اتصال هاتفي دام ساعة كاملة اليوم بين الرئيس الفرنسي ونظيره الأوكراني بأن إيمانويل ماكرون وعد فولوديمير زيلينسكي بأن باريس ستعمد إلى «تقديم دبابات قتالية خفيفة» إلى كييف وهي من بين المطالب التي ما انفك زيلينسكي يطالب بها الغربيين إلى جانب منظومات الدفاع الجوي والذخائر.
ونقل عن مصادر الإليزيه أن ماكرون «راغب في توسيع المساعدة» العسكرية التي توفرها فرنسا لأوكرانيا من خلال تقديم عدد غير محدد من الدبابات القتالية الخفيفة من طراز AMX 10 RC من إنتاج الصناعات الدفاعية الفرنسية. وبحسب المصادر المشار إليها، فإنها سوف تكون المرة الأولى التي تحصل فيها أوكرانيا على دبابات غربية التصنيع. والمعروف أن هذه الدبابات الخفيفة قائمة على عجلات ما يجعلها أقل وزناً وأعلى سرعة وأكثر قدرة على المناورة بعكس الدبابات القتالية الثقيلة. وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لو كورنو زار كييف قبيل نهاية الأسبوع الماضي والتقى المسؤولين العسكريين الأوكرانيين للاطلاع منهم على احتياجاتهم العسكرية. وحتى اليوم، دأبت باريس على تقديم منظومات المدفعية المتحركة من طراز «قيصر» وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات وذخائر ومعدات عسكرية أخرى.

الدبابات القتالية الخفيفة طراز AMX 10 RC

واللافت أن باريس اقتربت كثيراً من الموقف والسردية الأميركيين إزاء الحرب في أوكرانيا. وظهر ذلك على الأقل في مناسبتين: الأولى، في كلمة ماكرون إلى الفرنسيين بمناسبة السنة الجديدة وفيما نقل عن تواصله مع زيلينسكي اليوم. ففي المرة الأولى، أكد ماكرون أن فرنسا ستقف إلى جانب أوكرانيا «حتى تحقيق النصر» ولكن من غير تحديد المقصود بذلك. واليوم، نقل عنه أنه أكد لـنظيره الأوكراني أن دعم باريس «لن يلين» وأنه متواصل «حتى تحقيق النصر». كذلك أفاد قصر الإليزيه بأن وزيري دفاع البلدين سيتواصلان قريباً جداً للاتفاق على التفاصيل إن بشأن مهل التسليم أو عدد الدبابات التي ستنقل إلى أوكرانيا.
ومنذ أسابيع، تدأب باريس على دحض المعلومات المتبادلة عن حجم المساعدة الفرنسية العسكرية لأوكرانيا، التي تجعلها في مرتبة متأخرة عن الدول الرئيسية الداعمة عسكرياً لأوكرانيا وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، ولكن أيضاً خلف دول أوروبية. وكشف تقرير أعده معهد «كييل» الألماني أن لندن وفرت ما قيمته الإجمالية، حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 4 مليارات دولار، وهي تحتل المرتبة الثانية، بينما باريس وفّرت، حتى التاريخ نفسه، 230 مليون يورو، وبالتالي فإنها تقع في المرتبة الـ13 بعد دول كبولندا وألمانيا وكندا والنرويج وتشيكيا والسويد.
غير أن وزير الدفاع اعتبر سابقاً أن هذه الأرقام «لا تعكس حقيقة المساعدات»، مميزاً بين الوعود وما تم تقديمه حقيقة. وبحسب لو كورنو، فإن الأرقام لا تستقيم إن لم يؤخذ بعين الاعتبار مساهمة فرنسا فيما يسمى «الصندوق الأوروبي للسلام» الذي تغرف منه أوكرانيا لتسديد أثمان الأسلحة الأوروبية. وأكد المسؤول الفرنسي أن باريس تسهم بـ450 مليون يورو، ما يمثل 20 في المائة من إجمالي رصيده الذي تم رفع سقفه مؤخراً. وإذا أخذت جميع هذه العناصر بعين الاعتبار، فإن باريس ترتقي إلى المرتبة الثامنة. وفي السياق، يشار إلى أن الرئيس ماكرون أعلن إيجاد صندوق من 100 مليون دولار مخصص لمشتريات الأسلحة الأوكرانية. وتفيد المصادر الفرنسية بأن مجمل المساعدات الفرنسية الإنسانية والمالية والعسكرية تصل إلى مليار يورو.
وخلال زيارته الأخيرة إلى كييف، حمل لو كورنو في جعبته وعداً بتزويد القوات الأوكرانية بـ12 بطارية مدفعية جديدة من طراز «قيصر»، التي أثبتت فاعليتها العالية، أكان في أوكرانيا أو قبلها في العراق. وحتى اليوم، سلمت باريس 18 منظومة من هذا النوع الذي يطلق قذائف من عيار 155 ملم على أهداف يزيد بعدها على 40 كلم. ومنذ أسابيع، ثمة محادثات مكثفة تجري بين فرنسا والدنمارك لاقتطاع 6 إلى 12 منظومة إضافية من عقد مبرم مع كوبنهاغن لإرسالها إلى أوكرانيا. ووفق المعلومات المتوافرة، فإن باريس وفرت للقوات الأوكرانية، إلى جانب مدافع «قيصر» صواريخ أرض ــ جو من طراز «كروتال» وصواريخ مضادة للدبابات من طراز «ميسترال» وسيارات مصفحة وألغام مضادة للدبابات وذخائر وأعتدة ومحروقات وثياب.


مقالات ذات صلة

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية في قرية سفيسا، وسط هجوم روسيا على أوكرانيا بمنطقة سومي بأوكرانيا في 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك بغرب روسيا، حيث أفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا جندي روسي خلال تدريبات عسكرية في الخنادق (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على «مركز لوجيستي مهم» في شرق أوكرانيا

سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف بشرق أوكرانيا، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي جرى تحقيقها بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وقال ترودو أمام في أوتاوا «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وأتت الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» أفادت الأحد، أنه من المرجح أن يعلن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.