هل تأثرت سانت كاترين المصرية بتغير المناخ؟

ذوبان الثلوج السريع بمرتفعاتها أثار انتباه سكانها

مرتفعات مدينة سانت كاترين (فيسبوك)
مرتفعات مدينة سانت كاترين (فيسبوك)
TT

هل تأثرت سانت كاترين المصرية بتغير المناخ؟

مرتفعات مدينة سانت كاترين (فيسبوك)
مرتفعات مدينة سانت كاترين (فيسبوك)

لم تخلف الثلوج موعدها مع مرتفعات مدينة سانت كاترين، بجنوب سيناء، في مصر، والتي تبدأ في الاكتساء باللون الأبيض خلال شهر يناير (كانون الثاني)، ولكن اختلاف وتيرة سقوطها، ومدة استمرارها على المرتفعات، هما ما أثارا انتباه الأهالي بتلك المنطقة الذين بدأوا يتحدثون عن علاقة ذلك بالتغيرات المناخية.
وعبر صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث الأهالي عن أن وتيرة سقوط الثلوج اختلفت عن الماضي؛ حيث لم تعد تسقط على فترات طويلة، وتسقط لمدة 10 دقائق فقط ثم تختفي، كما أن الثلوج تذوب بسرعة كبيرة جداً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عن المعتاد.

ويقول حسن أبو النجا، المدير التنفيذي لـ«الشبكة العربية للتنمية المستدامة» لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يشير إليه الأهالي له علاقة بحدوث تسارع دورة المياه، ويكون من نتيجته سقوط كثيف للأمطار التي كانت تتوزع خلال ساعات، وفي المقابل تشهد مناطق أخرى تعودت سقوط المياه، جفافاً غير معتاد». ويضيف أبو النجا أن ما يحكي عنه الأهالي من سقوط كثيف للثلوج خلال 10 دقائق فقط، هو من تداعيات التغيير الذي حدث في دورة المياه، وهي أحداث «غير متوقعة»، ويصعب التنبؤ بها.
ويرتبط أيضاً بالتغيرات المناخية الذوبان السريع لتلك الثلوج؛ لأن درجة الحرارة بالمرتفعات لم تصل كما هو معتاد إلى درجة الصفر أو أقل من الصفر، حتى تسمح باستمرار تجمد الثلوج، كما يوضح أبو النجا.
وتعتبر منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن عدم وصول درجة الحرارة إلى الصفر أو تحت الصفر «أمر طبيعي»؛ لأن درجة الحرارة متغيرة، وليس شرطاً أن تصل في كل الأيام إلى هذا المستوى. وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «من المؤكد أنه ستكون هناك أيام في شهر يناير وفبراير (شباط) تصل فيها درجة الحرارة إلى الصفر أو ما تحت الصفر».

ويعد موسم تساقط الثلوج في جبال سانت كاترين بمثابة عيد لأهالي المدينة المعتمدة على النشاط السياحي؛ حيث تزيد الرحلات إلى المدينة رغبة في الاستمتاع بمشهد الثلوج.
وبينما تكون الأمطار الكثيفة عائقاً في بعض الأماكن ومثيرة للاضطرابات، فإنها في تلك المدينة تكون مناسبة للفرح والأجواء المبهجة. وينقل أهالي المدينة عبر صفحاتهم صوراً لمشاهد الثلوج بشكل يومي خلال فصل الشتاء، لجذب الراغبين في زيارتها، لعيش أجواء تسلق جبل سانت كاترين أثناء تساقط الثلوج.



مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.