هيئة النزاهة العراقية: معركتنا ضد الفساد أعقد من محاربة الإرهاب

توعدت بملاحقة كبار الفاسدين مهما علا شأنهم

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لدى إعلانه أخيراً استرداد أموال مسروقة (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لدى إعلانه أخيراً استرداد أموال مسروقة (أ.ف.ب)
TT

هيئة النزاهة العراقية: معركتنا ضد الفساد أعقد من محاربة الإرهاب

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لدى إعلانه أخيراً استرداد أموال مسروقة (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لدى إعلانه أخيراً استرداد أموال مسروقة (أ.ف.ب)

قال رئيس هيئة النزاهة الاتحادية القاضي حيدر حنون، أمس، إن المعركة التي تقودها بلاده ضد الفساد «أعقد من محاربة الإرهاب، كون الأخيرة واضحة والأعداء مشخصين، بينما تتسم معركتنا ضد الفساد بالغموض، ونحتاج لعمليات مضنية من التحري والتقصي والتحقيق لدك أوكار الفاسدين».
وشدد حنون، في بيان عقب لقائه إدارة وملاكات مديرية تحقيق بغداد، على ضرورة «رفع مستويات عمل مديريات ومكاتب تحقيق الهيئة، وأن يكون هذا العام منطلقاً جديداً لعمل الهيئة في إطار سعيها لمكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين».
وتضع حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، التي اختارت حنون لشغل المنصب في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مكافحة الفساد على رأس أولويات برنامجها الحكومي.
وفي الشهر ذاته بادر حنون إلى تشكيل «لجنة عليا للتحقيق بقضايا الفساد الكبرى» داخل هيئة النزاهة.
وذكر بيان النزاهة، أن القاضي حنون «حثّ ملاكاتها التحقيقية والتدقيقية وعناصر التحري على تكثيف جهودها لمحاربة الفساد وملاحقة المتجاوزين على المال العام»، وأشار إلى أن «العمل الرقابي يكتسب الأهمية من جوانب عدة، منها أنه يمثل أحد الحلول الناجعة التي يمكن من خلالها إزالة المعوقات والعقبات التي تعرقل عمليات الإعمار والاستثمار وولوج البلد لمرحلة التنمية الاقتصادية».
ولوّح حنون بـ«محاسبة كبار الفاسدين، مهما علا شأنهم، والحرص على عدم إفلاتهم من العقاب؛ لأن الفاسدين يسرقون قوت المواطن ويتسببون في ضياع مستقبل الأجيال القادمة».
وبيَّن بيان الهيئة أن منهج القاضي حنون يرتكز على «مكافأة الأكفاء المتميزين ومعاقبة المسيئين المتقاعسين، وأن يكون العمل التحقيقي وفق القانون وتحت مظلة القضاء، ويتحاشى أية شبهة لانتهاك حقوق المتهمين».
وليس من الواضح بعد، كيف ستتمكن هيئة النزاهة من محاسبة كبار الفاسدين كما تقول، في ظل الحماية التي توفرها الجهات والأحزاب السياسية النافذة للفاسدين، وسبق أن صدرت على امتداد السنوات الماضية تهديدات مماثلة عن هيئة النزاهة والجهات الرقابية بمحاسبة كبار الفاسدين من دون أن تحقق شيئاً يذكر على أرض الواقع، كما سبق أن قامت حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بتشكيل لجنة خاصة للعمل على قضايا الفساد الكبرى، قبل أن يتبين أنها غير دستورية بحكم المحكمة الاتحادية، لتلاحقها التهم لاحقاً بممارسة انتهاكات خطيرة ضد حقوق الإنسان خلال عمليات التحقيق مع المتهمين التي أجرتها.
وما زالت قضية سرقة أموال التأمينات الضريبة (2.5 مليار دولار) التي باتت معروفة بـ«سرقة القرن»، مثار لغط وتشكيك واسع النطاق، وخصوصاً بعد أن أقدمت السلطات القضائية على إطلاق سراح مشروط للمتهم الرئيسي في القضية، نور زهير، بذريعة تمكينه من إعادة الأموال المسروقة، لكن إعادة مبلغ يسير من إجمالي المبلغ المسروق (نحو 2 في المائة)، إلى جانب بقائه حراً طليقاً تضع كثيراً من علامات الاستغراب والخيبة، ويتردد كثيراً على المستوى الشعبي أنه غادر البلاد نتيجة ضغوط شديدة مارستها فصائل وجماعات نافذة تقف وراء كواليس السرقة.
وفي شأن آخر لهيئة النزاهة، أعلنت في وقت سابق، ضبط 12 معقّباً في ثلاث محافظات، في أولى عمليات فرقها الميدانية في وزارة العدل.
وقالت دائرة التحقيقات في الهيئة، في بيان، إن «غرفة عمليات مديريَّات ومكاتب تحقيق الهيئة في بغداد والمحافظات قامت بعمليَّات ضبط عدة في فروع مديريَّة التسجيل العقاري في العاصمة بغداد والمحافظات، وإن تلك العمليات أسفرت عن ضبط 8 معقبين في بغداد، و3 معقبين في كركوك، فضلاً عن معقب واحد في محافظة الأنبار».
وتابعت الدائرة أنه «تم تشخيص عديد من المخالفات فيما يخص عمل فروع مديرية التسجيل العقاري، وعديد من السلبيَّات التي تؤثر في سير العمل، إذ سيتم اتخاذ التدابير المناسبة بشأنها، فضلاً عن رصد حالات ابتزاز ورشى».
يشار إلى أن العراق، يصنّف ضمن الدول الأكثر فساداً في العالم، إذ احتل المرتبة 157 عالمياً، ضمن مؤشرات مدركات الفساد التي أصدرتها منظمة الشفافية الدولية عام 2021، ويتوقع أن يحتل التصنيف ذاته خلال العام الماضي (2022).


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

مؤسس «الجيش السوري الحر» واثق من توحيد صفوف الفصائل

رياض الأسعد (أ.ف.ب)
رياض الأسعد (أ.ف.ب)
TT

مؤسس «الجيش السوري الحر» واثق من توحيد صفوف الفصائل

رياض الأسعد (أ.ف.ب)
رياض الأسعد (أ.ف.ب)

أعرب رياض الأسعد، أحد أوائل المنشقين عن الجيش السوري لدى اندلاع النزاع عام 2011، عن ثقته بأن الفصائل التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد بعد سنوات من الحرب ستوحد صفوفها، وذلك في مقابلة أجرتها معه «وكالة الصحافة الفرنسية».

كان الأسعد عقيداً في سلاح الجو السوري قبل أن ينشق عنه في يوليو (تموز) 2011 عند بدء حملة قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي تصاعدت إلى حرب أهلية. وأسس «الجيش السوري الحر»، أحد فصائل المعارضة الرئيسية خلال النزاع الذي استمر 13 عاماً، وبترت ساقه في مارس (آذار) 2013 في هجوم استهدف سيارته في شرق سوريا.

وأطيح بالأسد الأسبوع الماضي بعد هجوم خاطف شنته فصائل بقيادة «هيئة تحرير الشام» التي عينت حكومة انتقالية.

وقال الأسعد إنه يعمل بصورة وثيقة مع «هيئة تحرير الشام»، مبدياً ثقته بأن الحكومة الجديدة ستسعى لتوحيد مختلف الفصائل المعارضة سابقاً لنظام الأسد. وقال الأسعد: «من الطبيعي أن تكون الثورة مرت في عدة مخاضات أفرزت فصائل» مختلفة. وأضاف: «الحقيقة أننا كنا نسعى منذ البداية إلى الآن أن يكون هناك جسم واحد للساحة السورية، ويكون هناك مجلس يقود هذا العمل العسكري لتحقيق النصر».

ومنذ الإطاحة بالأسد، تشدد «هيئة تحرير الشام» والحكومة الانتقالية على ضمان حماية حقوق جميع السوريين. واندلعت في سوريا عام 2011 احتجاجات مناهضة للأسد، قمعتها القوات الأمنية بعنف. وعلى مر الأعوام، انزلقت البلاد إلى نزاع دامٍ متعدّد الأطراف. وتدخلت إيران وروسيا و«حزب الله» اللبناني المدعوم من طهران عسكرياً لدعم الأسد، بينما دعمت تركيا ودول أخرى بعض أطياف المعارضة. كما شهدت البلاد حضوراً واسعاً لتنظيمات جهادية.

«العدالة»

ولم يعد الأسعد يقود «الجيش السوري الحر» الذي انقسم إلى مجموعات مختلفة، لكنه يبقى من رموز المعارضة ويبدي سروره بالعودة إلى دمشق. وقال إنه يعمل مع السلطات الانتقالية الجديدة التي عينتها «هيئة تحرير الشام» على توحيد الفصائل المسلحة في إطار وزارة دفاع جديدة، على أمل قطع الطريق على أي اقتتال داخلي وأعمال انتقامية.

وأوضح: «هدفنا المسامحة والمصالحة، ولكن يجب أن تكون هناك عدالة انتقالية حتى لا يكون هناك انتقام»، مطالباً بـ«محاسبة المجرمين ضمن القانون وضمن القضاء وضمن المؤسسات الدولية»، عن الجرائم التي ارتكبت في عهد الأسد.

وحض الأسرة الدولية على دعم السلطات الجديدة، قائلاً: «نتمنى من كل دول العالم والدول الإقليمية أن تقف إلى جانب الشعب السوري... بحيث تكون سوريا حقيقة لكل الشعب السوري». وبعدما سعى «الجيش السوري الحر» خلال النزاع للحصول على دعم خارجي، قال الأسعد: «نطلب مجدداً اليوم الوقوف إلى جانب الشعب السوري... حتى تكون سوريا حقاً لكل الشعب السوري».

وأكد أن سوريا «ستبني علاقات جيدة مع كل دول العام والدول الإقليمية». أما بالنسبة إلى روسيا التي كانت الداعم الرئيسي للأسد ولا تزال تملك قاعدة جوية وميناء في غرب سوريا، فقال إن عليها أن «تعيد حساباتها وعلاقاتها الاستراتيجية». وأضاف أن «روسيا كانت عدوة للشعب السوري، ونتمنى أن تتخلى عن هذا العداء وتكون صديقة».