القوات العراقية تعلن دخول معركة الأنبار مرحلتها الثانية.. وكيلومتران يفصلانها عن الفلوجة

نازحون يعانون في العراء بعد غلق «جسر بزيبز» على الطريق إلى بغداد

القوات العراقية تعلن دخول معركة الأنبار مرحلتها الثانية.. وكيلومتران يفصلانها عن الفلوجة
TT

القوات العراقية تعلن دخول معركة الأنبار مرحلتها الثانية.. وكيلومتران يفصلانها عن الفلوجة

القوات العراقية تعلن دخول معركة الأنبار مرحلتها الثانية.. وكيلومتران يفصلانها عن الفلوجة

أعلنت القوات العراقية المشتركة انطلاق المرحلة الثانية من العمليات العسكرية لتحرير مدن الأنبار بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية وتمكنها من استعادة السيطرة على مناطق وقرى شاسعة تقع على أطراف مدينتي الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار.
وقال مصدر أمني من داخل قيادة العمليات، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات المشتركة باتت على مسافة كيلومترين من حدود مدينة الفلوجة بعد أن تمكنت القوات من محاصرة قرية المطير شمالها من أربع جهات». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «القوات الأمنية باتت تسيطر تمامًا على الطريق البري القديم الرابط بين مدينتي الفلوجة والرمادي، بينما استطاعت الفرق الهندسية المرافقة للقطعات العسكرية تفكيك مئات العبوات الناسفة كان أغلبها في قرية أم الغيران غرب مدينة الفلوجة». وأشار المصدر إلى «استمرار تقدم القوات الأمنية باتجاه مدينة الفلوجة وقد تمكنت من تطهير منطقة الطاحونة بعد معارك شرسة مع مسلحي تنظيم داعش، كبدتهم خلالها خسائر فادحة». من جانب آخر، أكد رئيس مجلس ناحية عامرية الفلوجة، شاكر العيساوي لـ«الشرق الأوسط»، أن «القطعات العسكرية مستمرة في التقدم نحو أهدافها خصوصًا اتجاه مدينة الفلوجة ومدينة الرمادي بعد أن أطبقت القوات الأمنية حصارها بشكل كامل على مسلحي داعش داخل المدينتين وقطع الإمدادات عنهم». وأضاف العيساوي أن «القوات تمكنت من تحرير مناطق في الصقلاوية والنعيمية وتواصل في العمل على تحريرهما بالكامل، فيما تمكنت من رفع العلم العراقي فوق ثلاث مدارس في منطقة الزيدان جنوب مدينة الفلوجة، وهناك معارك شرسة تجري حاليا جنوب مدينة الفلوجة لتحرير منطقة زوبع، فضلا عن محاصرة معمل غاز الفلوجة التي يتحصن فيه عناصر التنظيم الإرهابي». بدوره، قال محمد عبد الفلاحي، المستشار الأمني لمحافظ الأنبار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «أكبر تقدم حصل للقوات الأمنية المشتركة هو الذي حصل من جهة جنوب غربي مدينة الرمادي، حيث تمركزت تمركز قوات الفرقة الذهبية وقيادة عمليات بابل بالقرب من الرمادي باتجاه الغرب». وأضاف الفلاحي أن «مسلحي تنظيم داعش بدأوا بالفرار من المناطق ذات الطبيعة الجغرافية المكشوفة خوفًا من استهداف عناصره بواسطة طيران التحالف الدولي والعراقي، وشجع هذا الهروب والانسحاب لعناصر التنظيم الإرهابي، القوات الأمنية في السيطرة على مناطق مهمة في محيط الرمادي من دون قتال أو خسائر». إلى ذلك، تفاقمت أزمة النازحين، خاصة من الفلوجة، بعد غلق القوات الأمنية جسرا يربط بين مناطق شرق الأنبار والعاصمة بغداد. وأفاد مصدر أمني أمس بأن قوات في الجيش العراقي أغلقت جسر «بزيبز» أمام العائلات الفارة من العمليات العسكرية. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، إن قوات الجيش العراقي منعت دخول العائلات القادمة من مناطق الأنبار إلى بغداد بعد اتساع رقعة العمليات العسكرية في مناطق المحافظة. وأشار إلى أن ذلك أدى إلى تجمع عشرات العوائل في العراء في ظل ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة اقترب من 50 درجة مئوية، حيث تنتظر السماح لها بالدخول إلى بغداد عبر هذا المنفذ.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.