جدار مناعة «كوفيد» يواجه المتحور الأميركي

ظهر في 40 بالمائة من الحالات

موجة متوقعة من إصابات المتحور الجديد (إكس بي بي 1.5) بعد انتهاء موسم الأعياد (أ.ف.ب)
موجة متوقعة من إصابات المتحور الجديد (إكس بي بي 1.5) بعد انتهاء موسم الأعياد (أ.ف.ب)
TT

جدار مناعة «كوفيد» يواجه المتحور الأميركي

موجة متوقعة من إصابات المتحور الجديد (إكس بي بي 1.5) بعد انتهاء موسم الأعياد (أ.ف.ب)
موجة متوقعة من إصابات المتحور الجديد (إكس بي بي 1.5) بعد انتهاء موسم الأعياد (أ.ف.ب)

ظهرت نسخة جديدة من أوميكرون في الولايات المتحدة، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويثير متغير أوميكرون الجديد، المسمى «XBB.1.5» مخاوف بشأن موجة محتملة أخرى من حالات «كوفيد – 19» بعد موسم إجازات رأس السنة.
وتوقع مركز السيطرة على الأمراض يوم الجمعة أن نحو 40 في المائة من حالات «كوفيد – 19» الأميركية المؤكدة ناتجة عن المتحور الجديد، بزيادة 20 في المائة قبل أسبوع، وفي الشمال الشرقي، تم الإبلاغ عن نحو 75 في المائة من الحالات المؤكدة بأنها من المتحور الجديد. وليس من الواضح حتى الآن من أين جاء هذا الإصدار الجديد من أوميكرون، لكن يبدو أنه ينتشر بسرعة، كما قالت باربارا ماهون، مديرة قسم فيروس كورونا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى في مركز السيطرة على الأمراض الأحد، لشبكة إن بي سي نيوز.
وأضافت أن هناك الكثير من الأشياء التي لا تزال غير معروفة حول هذا المتغير، بما في ذلك ما إذا كان معدياً أكثر من الأشكال الأخرى من أوميكرون.
ويشعر علماء آخرون بالقلق من أن المتغير الجديد أفضل في اختراق جدار المناعة الذي تشكل من الأجسام المضادة التي تم إنشاؤها من لقاحات كوفيد والعدوى السابقة من العديد من أنواع الأوميكرون المختلفة التي انتشرت منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بما في ذلك (BA.1) الأصلي، ومتغيراته الفرعية (BQ.1.1) و(BQ.1).
والمتغير الجديد (XBB.1.5)، هو أحد أقارب متغير أوميكرون (XBB)، وهو مؤلف من المتغيرات الفرعية (BA.2.10.1) و(BA.2.75).
يقول رابح الشيشيني، أستاذ مساعد الفيروسات بالمركز القومي للبحوث بمصر، لـ«الشرق الأوسط»: «أتعجب من التركيز إعلامياً على المتحور الصيني (BF7)، مع أن المتحور الأميركي (XBB.1.5) في رأيي هو الأخطر».
ويضيف: «طبيعي أن يحقق أي متحور من أوميكرون انتشاراً في الصين، بسبب ضعف الجدار المناعي الذي تشكل عند السكان، لعدم وجود مستويات كافية من التطعيم وعدم التعرض للعدوى الطبيعية بسبب سياسة (صفر كوفيد)، بينما الوضع في أميركا، على النقيض من ذلك، ومن ثم فإن وجود متغير يخترق جدار مناعة الأجسام المضادة، فهو أمر يبعث على القلق».
ويحاول آخرون تلمس جانب إيجابي يتعلق بمعدلات الوفاة ودخول المستشفيات، وقال إسحاق بوغوتش، طبيب الأمراض المعدية وعالم الأوبئة بجامعة تورونتو الكندية، لشبكة (إن بي سي نيوز) الأحد: «المستوى المرتفع من المناعة السكانية إما من خلال العدوى أو التطعيم أو كليهما قد يحد من حالات دخول المستشفى أو الوفيات، حتى لو حدثت عدوى تجاوزت مناعة الأجسام المضادة».
وأضاف: «الأجسام المضادة لا تروي القصة المناعية كاملة، حيث تشير الدلائل إلى أن اللقاحات تحفز أجزاءً أخرى من الجهاز المناعي يمكن أن تحمي من الفيروس وتجعل لقاحات كوفيد فعالة في منع المرض الشديد والوفاة».
وتوقع بوغوتش مزيداً من الانتشار للمتحور الجديد، قائلاً: «ستكون هناك موجة بالتأكيد، لكن من غير المرجح أن تكون مميتة أو ساحقة لنظام الرعاية الصحية مقارنة بالموجات السابقة قبل أن نحصل على هذه الدرجة من المناعة الهجينة».
ويؤيد ريك برايت، عالم المناعة الأميركي والمدير السابق لهيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم ما ذهب إليه بوغوتش، مستشهداً بتجربة سنغافورة مع المتحور (XBB) الذي سبق المتحور الجديد (XBB.1.5).
وقال برايت كانت هناك زيادة في عدد حالات الإصابة في سنغافورة، لكن «لم نشهد الزيادات الكبيرة المقابلة في المستشفيات والوفيات، ونعتقد أن السبب في ذلك هو أن عدداً أكبر من الناس في سنغافورة تم تطعيمهم بأحدث اللقاحات والمعززات».
وأضاف: «لسنا في عام 2020، لكن لا يزال يتعين على الناس أخذ هذا الأمر على محمل الجد وحماية أنفسهم»، مشدداً على إعطاء أولئك الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، وهي مجموعة عالية الخطورة، لقاح (كوفيد - 19) المحدث.
ووجدت دراسة نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة «نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسين»، أن معززات «كوفيد – 19» الجديدة من «موديرنا» و«فايزر – بيونتك»، عززت استجابات الأجسام المضادة للعديد من المتغيرات الفرعية من أوميكرون، بما في ذلك متغير (XBB).
ولم تتم دراسة متغير (XBB.1.5) الجديد في الدراسة، لكن ميهول سوثار، الأستاذ المشارك في مركز إيموري للقاحات بجامعة إيموري، والباحث الرئيسي بها، يتوقع أن تكون خصائصه المناعية المراوغة في نطاق مماثل لـ(XBB) ويتوقع أن تدعم الجرعة المعززة ثنائية التكافؤ الحماية ضده أيضاً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.