الحوثيون يعدون لأنفسهم بطاقات هوية مزيفة تزعم أنهم من مواليد الأقاليم التي استولوا عليها

سكان بمدينة الحديدة: انتشار المتمردين بأسلحتهم قتل فرحة التسوق للعيد لدى الأطفال

الحوثيون يعدون لأنفسهم بطاقات هوية مزيفة تزعم أنهم من مواليد الأقاليم التي استولوا عليها
TT

الحوثيون يعدون لأنفسهم بطاقات هوية مزيفة تزعم أنهم من مواليد الأقاليم التي استولوا عليها

الحوثيون يعدون لأنفسهم بطاقات هوية مزيفة تزعم أنهم من مواليد الأقاليم التي استولوا عليها

شكا سكان في إقليم تهامة اليمني محاولات المتمردين الحوثيين الذين استولوا على مدن في الإقليم، بينها الحديدة، انتهاج طرق تحايل لتغيير تفاصيل الهوية الخاصة بهم بهدف إثبات أنهم من أبناء الإقليم، رغم أن الجميع يعلم أنهم قادمون من محافظة صعدة وبعض المحافظات الأخرى. ويقول سكان إن الحوثيين يهدفون بهذه المحاولات لإثبات أن من يسيطرون على تهامة من المسلحين هم من أبناء الإقليم ذاته، وهو ما يؤكد فشلهم في سيطرتهم على الإقليم، خصوصا بعد تصعيد الهجمات عليهم من قبل مسلحي المقاومة الشعبية التهامية.
ويقول شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «المسلحين الحوثيين يتدفقون بشكل كبير إلى مصلحة الأحوال المدنية في مدينة الحديدة لتغيير أماكن ميلادهم واستخراج بطاقات شخصية تفيد بأنهم من مواليد محافظة الحديدة. وتضيف المصادر نفسها أن المسلحين الحوثيين فرضوا على العاملين في إدارة الأحوال المدينة في الحديدة تسهيل معاملات أعداد كبيرة من زملائهم والإسراع بتغيير محل ميلادهم في البطاقات الشخصية من محافظاتهم الأصلية إلى محافظة الحديدة. وتقول مصادر محلية مطلعة إن الحوثيين يسعون من هذه الخطوة تسهيل الاستيلاء على الوظائف السيادية والهامة في المحافظة بحجة أنهم من أبناء المحافظة ومواليدها.
في غضون ذلك، عبر سكان في مدينة الحديدة الواقعة غرب اليمن عن استيائهم الشديد من تدهور الوضع الأمني منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على مدينتهم الساحلية، وأشاروا إلى أن انتشار الميليشيات الحوثية هذه الأيام بأسلحتها في شوارع المدينة قتل فرحة التسوق التي تسبق عيد الفطر المبارك، لدى الأطفال. ومع اقتراب موعد العيد، كثف المسلحون الحوثيون انتشارهم في جميع مداخل ومخارج الأحياء السكنية بالحديدة، وكذا مداخل ومخارج المحافظة. وتشهد الحديدة فشلا أمنيا كبيرا بسبب تحكم الحوثيين في زمام الأمور بينما لم يستطيعوا منع الهجمات التي تطالهم من قبل المقاومة المحلية التي تعرف باسم «المقاومة الشعبية التهامية» منذ أشهر.
وقال أحد أعيان المدينة، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أثبتت جماعة الحوثي فشلها في السيطرة أمنيا على المحافظة، إذ كبدتها المقاومة والمسلحون المجهولون خسائر فادحة في الأرواح، بل أصبح شبح الموت يلاحقها من حي لآخر في جميع مدن إقليم تهامة» الذي تتبعه الحديدة. وأضاف المتحدث: «لقد أصبح المسلحون الحوثيون والموالون لهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح مسعورين، وباتوا يلاحقون كل من يشتبه في انتمائه إلى المقاومة من أي مديرية كانت».
واستاء سكان من تجول المسلحين الحوثيين بأسلحتهم الخفيفة والثقيلة في الشوارع هذه الأيام، مما خلق رعبا لدى الأطفال. وقال أحد السكان، ويدعى أحمد سعيد، لـ«الشرق الأوسط»: «يريد المسلحون الحوثيون منا أن نعيش في قلق». وأضاف: «بعدما قتلوا لدينا فرحة شهر رمضان المبارك عبر انتشارهم الكثيف وتجولهم في المدينة بأسلحتهم واستهدافهم العشوائي للمواطنين، يريدون الآن أن يقتلوا فرحة العيد التي ينتظرها أطفالنا». وقال أيضا: «لا ندري ما نقول لأطفالنا عندما يسألوننا عن سبب تجول هؤلاء بالأسلحة. نحن في إقليم تهامة نعيش على عكس طريقتهم، فنحن لا نعرف لغة السلاح ولا نتجول به». وطالب أحمد سعيد، عبر «الشرق الأوسط»: «حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بوضع حل لتدهور الوضع الإنساني وضرورة تقديم المساعدات اللازمة وإنهاء وجود المسلحين الحوثيين وكل المسلحين من تهامة ككل لتعود الحياة كما كانت».
وفي التطورات الأمنية الميدانية، قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي المقاومة استهدفوا عناصر من الميليشيات الحوثية عندما كانوا في نقطة أمنية في شارح الحكيمي بالحديدة، وقتل في العملية اثنان من الميليشيات وجرح ثلاثة آخرون». وبينما تصعد المقاومة الشعبية التهامية من هجماتها باستهداف المسلحين الحوثيين والموالين لهم في كل مدن وإقليم تهامة، أكد شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» أن «مسلحي المقاومة الشعبية نفذوا هجوما على نقطة خاصة بالمسلحين الحوثيين في مفرق الخوخة التابع لمديرية حيس في الحديدة، مساء أول من أمس، من خلال إلقاء قنبلة يدوية على المسلحين الحوثيين الموجودين في النقطة ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى من المسلحين».
كذلك، تستمر المقاومة الشعبية في محافظة إب، وسط البلاد، في استهداف المسلحين الحوثيين وتنفيذ كمائن لهم. وقال شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي المقاومة الشعبية بمنطقة كتاب نفذوا كمينا لدورية خاصة بالمسلحين الحوثيين في نقيل سمارة، الخط الواصل بين شطري محافظة إب، مما تسبب في سقوط 4 قتلى من الحوثيين وعدد من الجرحى حالة بعضهم حرجة». وأضاف الشهود أن «المقاومة الشعبية بمديرية يريم في محافظة إب استطاعت التصدي لرتل عسكري مكون من عدد من الأطقم التابعة للمسلحين الحوثيين كانت في طريقها إلى محافظة تعز كدعم للمسلحين الحوثيين، مما تسبب في سقوط ثمانية منهم، وأجبرتهم على العودة من حيث أتوا». كذلك أكد شهود محليون أن «مسلحي المقاومة الشعبية بمديرية الرضمة نفذوا هجوما في منطقة كينة مركز المديرية، بقذائف (آر بي جي)، على محطة غاز تابعة لرجل موال للحوثيين وتعد بمثابة مورد مالي وتمويني للمسلحين الحوثيين في المنطقة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.