الاستخبارات الألمانية تحذر من ازدياد التجسس الروسي

TT

الاستخبارات الألمانية تحذر من ازدياد التجسس الروسي

أعلنت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا) أن اهتمام أجهزة الاستخبارات الروسية بألمانيا سيزداد كلما طال أمد الحرب في أوكرانيا.
وقال رئيس الهيئة توماس هالدنفانغ إن الصين وإيران تندرجان أيضاً ضمن الدول التي تقوم أجهزتها الاستخباراتية بأنشطة كبيرة في ألمانيا. وتابع هالدنفانغ أن «اهتمام روسيا بالتجسس هنا في ألمانيا ليس مستمراً فحسب، بل إنه يزداد أيضاً كلما استمرت الحرب».
وقال رئيس الاستخبارات الداخلية بألمانيا: «تُظهر القضية الحالية أيضاً مدى حقيقة خطر التجسس الروسي»، مشيراً إلى العميل المزدوج المشتبه به لدى الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي إن دي) الذي تم إلقاء القبض عليه قبل وقت قصير من احتفالات عيد الميلاد.
وأحجم هالدنفانغ وكذلك رئيس الاستخبارات الخارجية برونو كال، عن تقديم أي تفاصيل حول هذه القضية كي لا يتم تعريض التحقيقات لأي خطر. يشار إلى أن الشخص الذي تم القبض عليه يشتبه بأنه زود وكالة استخبارات روسية بمعلومات سرية. وقال هالدنفانغ إنه يتوقع أن تحاول موسكو تعويض فرص التجسس التي ضاعت بسبب طرد 40 عميلاً من ألمانيا.
يذكر أن دولاً أوروبية طردت عملاء روسيين كرد فعل على بدء الحرب الروسية في أوكرانيا. وأعلنت الحكومة الاتحادية أيضاً في مطلع أبريل (نيسان) الماضي أن 40 شخصاً يعملون بالسفارة الروسية ببرلين يعدون أشخاصاً غير مرغوب فيهم بألمانيا. وقال هالدنفانغ لوكالة الأنباء الألمانية: «نقوم بمساعٍ كبيرة من أجل الحيلولة دون أن يأتي أشخاص آخرون قد يكونون ينتمون لأجهزة استخبارات روسية، إلى ألمانيا»، وأشار إلى أن الحكومة الاتحادية شددت إجراءات تأشيرات الدخول لأجل ذلك. وأضاف رئيس الاستخبارات الداخلية بألمانيا أنه يمكن أيضاً توقع تزايد كبير في الهجمات السيبرانية الروسية وكذلك ما يسمى بعمليات التأثير، التي يندرج ضمنها حملات التضليل الإعلامي وكذلك العمليات الأخرى التي تهدف للتأثير على الرأي العام أو التأثير على نتائج انتخابات أو على قرارات سياسية.
ولكن بشكل إجمالي أشار هالدنفانغ إلى أن جهاز الاستخبارات الداخلية مستعد لمواجهة التحديات الراهنة، وقال: «أود أن أواجه بحسم الادعاءات التي تقول إننا لم نفعل سوى القليل في مجال مكافحة التجسس في الماضي»، مؤكداً أن الهيئة الاتحادية لحماية الدستور مستعدة منذ فترة طويلة لتزايد أنشطة التجسس من جانب أجهزة روسية أو أي أجهزة أخرى. وأشار رئيس الاستخبارات الداخلية بألمانيا إلى أن الصين، التي كانت تركز أكثر في الماضي على التجسس الاقتصادي، تكثف جهودها أيضاً منذ عدة أعوام لاستيضاح السياسة الألمانية.
وانتقد هالدنفانغ أنه لم يتم الاهتمام لفترة بالمخاطر الناشئة عن العلاقات الاقتصادية المكثفة مع الصين سوى بشكل محدود للغاية، وأضاف أنه من المعروف أيضاً أن «الصين تستخدم قوتها الاقتصادية في جميع أنحاء العالم لتنفيذ أهداف سياسية»، وتابع قائلاً: «هناك حاجة لحل شامل على مستوى أوروبي من أجل عكس هذا الاتجاه بالنسبة للدول الأوروبية مهما كانت الظروف». وأضاف أن هيئة حماية الدستور تشير للأوساط الاقتصادية وللرأي العام وللأوساط السياسية بصورة مكثفة بالفعل إلى محاولات صينية محتملة للتجسس وفرض التأثير.
وقال هالدنفانغ: «هناك مشكلة أخرى كبيرة تتمثل في التأثير على مجتمعها الخاص»، وأوضح أن الصين لديها اهتمام كبير في السيطرة على المهاجرين المتحدرين من أصول صينية في ألمانيا، وأشار إلى أن أغلب الدارسين الصينيين بألمانيا والبالغ عددهم 40 ألف شخص «مرتبطون بالسفارة والقنصليات ارتباطاً وثيقاً». وأضاف أن ذلك يسري على الباحثين أيضاً، وقال إنه أينما تستثمر الصين في الاقتصاد الألماني، يتم تعيين أفراد صينيين، من بينهم أعضاء بالحزب الشيوعي، وأوضح أن هؤلاء الأشخاص منظمون في خلايا حزبية وملزمون بإرسال تقارير لهيئات صينية حكومية.
على صعيد آخر، دعا رئيس الاستخبارات الداخلية بألمانيا الأشخاص المتحدرين من أصول إيرانية وينتقدون نظام الحكم في إيران، لتوخي الحذر، حال الرغبة في السفر إلى إيران أو إذا كان لا يزال لديهم أقارب هناك. وقال إنه من بين أكثر من 200 ألف شخص يتحدرون من أصول إيرانية مهاجرة بألمانيا، هناك الكثير من الأشخاص «لديهم موقف منتقد لنظام الحكم بإيران». وأضاف هالدنفانغ أنه تم بالفعل منذ بضعة أعوام ملاحظة أن أعضاء هيئات حكومية إيرانية لديهم «اهتمام بالبحث» عن هؤلاء الأشخاص.


مقالات ذات صلة

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

أوروبا رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز) play-circle 00:36

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 13 شخصاً اليوم (الأربعاء) في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج الأمير محمد بن سلمان والرئيس فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية- رويترز)

ترمب عن الـ«ناتو»: يدفعون أقل مما ينبغي لكي تحميهم الولايات المتحدة

حضّ ترمب أعضاء حلف «الناتو» على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5 % من إجمالي ناتجهم المحلي، مقابل «حماية الولايات المتحدة».

«الشرق الأوسط» (مارالاغو (الولايات المتحدة))
أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.