الصومال: اشتباكات داخل صفوف «الشباب» تخلف 10 قتلى

قائد القوات البرية يتوعد بمضاعفة مطاردة الحركة

الرئيس الصومالي يوقع قانون الميزانية الجديد الذي أقره البرلمان الفيدرالي (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي يوقع قانون الميزانية الجديد الذي أقره البرلمان الفيدرالي (وكالة الصومال الرسمية)
TT

الصومال: اشتباكات داخل صفوف «الشباب» تخلف 10 قتلى

الرئيس الصومالي يوقع قانون الميزانية الجديد الذي أقره البرلمان الفيدرالي (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي يوقع قانون الميزانية الجديد الذي أقره البرلمان الفيدرالي (وكالة الصومال الرسمية)

أعلنت السلطات الصومالية اليوم (الأحد) مقتل 10 من عناصر حركة الشباب المتطرفة في مواجهات اندلعت إثر انشقاق داخلي في منطقة حررطيري بمحافظة مدغ، بينما تعهد الرئيس حسن شيخ محمود، مجدداً بمواصلة الجهود في عام 2023 للقضاء على الإرهاب والعمل بشكل أوثق مع شركائهم لتأمين مستقبل البلاد.
واعتبر حسن، في إشارة إلى الحركة أن «القضاء على ميليشيات الخوارج الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة وجميع المنظمات الإرهابية الأخرى، هو الحل الوحيد لتحقيق السلام والأمن والتقدم والازدهار على المدى الطويل للصومال والمنطقة والعالم».
وأضاف في مقال نشره بصحيفة «نيشن أفريقيا» أمس، «نحن ممتنون لأصدقاء الصومال الذين يشاركون في هذه الحرب من أجل السلام والاستقرار في الصومال وفي القرن الأفريقي والقارة الأفريقية»، لافتا إلى أن «ما نحتاجه الآن هو استمرار التعاون بشكل أوثق وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والجهود المشتركة لمواجهة التطرف».
وتابع بمناسبة العام الميلادي الجديد «من خلال جهودنا المشتركة ضد الإرهابيين، أنا واثق من أنه يمكننا تحقيق عالم أكثر أمانا وازدهاراً، بحيث يمكن لحكوماتنا التركيز على تنمية شعوبنا وبناء اقتصادات قوية وخلق فرص عمل والاستثمار».
في السياق ذاته، أعلن قائد القوات البرية اللواء محمد تهليل، أن القوات المتدربة في إريتريا ستشارك قريباً في عمليات القضاء على فلول الحركة. وحث تهليل عناصر الجيش الصومالي على تحسين سلوكهم وتعاملهم مع المواطنين، ووعد بتكريمهم على المشاركة في العمليات العسكرية للقضاء على الإرهاب، كما اعتبر أن العمليات العسكرية تجري بشكل جيد وسيتم مضاعفتها لمواجهة فلول الحركة.
بدوره، أبلغ اللواء علي عرالي أحد الضباط الذين يقودون العملية وسائل إعلام محلية أن الجيش نجح في السيطرة على منطقة «مسجواي» بعد مواجهات محدودة مع ميليشيات الخوارج، وقال إن الجيش يتعقب فلول الميلشيات التي فرت من المنطقة بعد هجوم شنه الجيش على المنطقة.
ونجح الجيش في تصفية عناصر ميليشيات الخوارج من محافظتي شبيلى الوسطى وهيران، حيث انتقل لتطهير محافظة جلجدود من فلول الميليشيات المتطرفة. وبحسب «وكالة الأنباء الصومالية» الرسمية فقد تجددت المواجهات بين عناصر حركة الشباب اليوم (الأحد) في منطقة «عليالو» الواقعة جنوبي منطقة «حررطيري» بمحافظة مدغ.
وأكد شهود عيان أن المواجهة الثانية من نوعها بين الميليشيات خلال 12 ساعة فقط، ما زالت مستمرة، وسط احتدام الصراع بين عناصر الحركة التي تختبئ في بعض المناطق التابعة لولاية غلمدغ بعد الهزيمة الساحقة التي تكبدتها من الجيش.
وكانت المواجهات قد اندلعت بعد مغادرة عناصر من الميليشيات تتبع القيادي المدعو محيي الدين دقري المدينة احتجاجا على قيادات أخرى حاولت الانشقاق عن صفوف الحركة، وأنه القيادي المدعو نونالي أمر أتباعه بالتصدي للميليشيات الفارة مما أسفر عن اندلاع المواجهات التي استغرقت عدة ساعات ووقوع خسائر بين الجانبين.
ونقلت الوكالة عن شاهد عيان أن هذه المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى واعتقال آخرين. ونجحت قوات الجيش وميلشيات المقاومة الشعبية في تحرير أكثر من 50 مدينة منذ بدء العمليات العسكرية الرامية للقضاء على فلول الحركة.
في غضون ذلك، قتل عدة أشخاص وأصيب آخرون منذ الثلاثاء الماضي، في احتجاجات ضد السلطات في جنوب شرقي أرض الصومال، المنطقة الانفصالية في الصومال، وفق ما قالت السلطات المحلية وزعيم حزب معارض.
ونظمت تجمعات في مدينة لاسعنود، على بعد حوالي 500 كيلومتر شرق عاصمة أرض الصومال، هرجيسا، في أعقاب مقتل سياسي على أيدي مسلحين. وقدم وزير الاتصالات في أرض الصومال ساليبان علي كور في مؤتمر صحافي «تعازيه» لأسر من قتلوا في «أحداث عنف» في لاسعنود، بدون ذكر تفاصيل عن عدد القتلى أو المسؤولين عن ذلك.
وقال عبد الرحمن إيرو زعيم حزب المعارضة الرئيسي «واداني» خلال تجمع «قتل أكثر من عشرة أشخاص في لاس عنود» وأصيب نحو خمسين آخرين.
وانتشر العديد من رجال الشرطة في المدينة، وظلت معظم المحال التجارية مغلقة، بحسب ما قاله سكان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقال أحد السكان المحليين محمد سليمان «تم نقل أكثر من 30 شخصاً إلى مستشفى لاس عنود، بينهم نساء وأطفال، أصيبوا جميعا بالرصاص، ولا تزال المدينة في حال توتر».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.