بعد أيام من عودته من رحلة مفاجئة إلى الولايات المتحدة، اتصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هاتفياً، برئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، وطلب دعماً في تنفيذ «خطة سلام» من 10 بنود مع روسيا.
وفي خطاب ألقاه في 27 ديسمبر (كانون الأول)، أشار زيلينسكي إلى اتصاله مع مودي، وقال إنه يشعر أن نيودلهي تستطيع «أن تكون أكثر فاعلية فيما يتعلق بالجهود المبذولة من أجل إنهاء العدوان (الروسي)». وأوضح: «تحدثت مع رئيس الوزراء الهندي، وسترأس الهند مجموعة العشرين العام المقبل، وتمنيت للرئيس مودي فترة رئاسة مثمرة ومزدهرة، ليس لشخص بعينه، لكن للجميع في العالم ممن يقدرون السلام».
وقبل أسبوع من مكالمة زيلينسكي، اتصل مودي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكانت تلك هي أولى مكالمات الزعيم الهندي مع بوتين وزيلينسكي منذ تولت بلاده رئاسة مجموعة العشرين.
- لماذا تضطلع الهند بدور الوسيط؟
تعزى ثقة زيلينسكي في قدرة نيودلهي على التوسط إلى أسباب عديدة. فقد رفضت الهند الانحياز لأي طرف في الصراع، كما أنها تترأس مجموعة العشرين للدورة الحالية.
يقول راجيف بهاتي، دبلوماسي سابق وزميل بارز في مركز «غيتواي هاوس» البحثي المختص بالسياسات الخارجية ومقره مومباي، إن «المكالمة الهاتفية بين زيلينسكي ومودي مهمة، لأن الأخير لم يعد يتحدث بصفته زعيماً للهند فحسب، بل بصفته رئيساً لمجموعة العشرين. رؤية مودي واتصالاته واضحة وبارزة على الساحة العالمية». وتابع: «يدرك زيلينسكي، مثل قادة العالم الآخرين، معادلة مودي مع الرئيس الروسي، والنفوذ الذي يمكن لرئيس الوزراء الهندي ممارسته من أجل المساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا».
من جانبه، أشاد ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارت المركزية الأميركية (سي آي إيه)، مؤخراً، بتعبير مودي عن مخاوفه حيال تهديد بوتين باستخدام السلاح النووي. فيما أقرت الولايات المتحدة الأميركية بالدور الذي اضطلعت به الهند خلال المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى بيان ختامي مشترك لقمة العشرين التي انعقدت في بالي قبل أسابيع، والتي كانت صعبة بسبب الانقسامات الحادة بين الدول الأعضاء حيال الحرب في أوكرانيا.
- عدم الانحياز
حافظت الهند على حياد نسبي من الحرب في أوكرانيا، رغم الضغوط التي تعرضت لها من حلفائها في الغرب للانضمام إلى جهود العقوبات المفروضة على موسكو. ومنذ ثلاثة أسابيع انتقد دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، في مقابلة مع محطة إخبارية هندية، الهند، بسبب وارداتها زهيدة الثمن من النفط الروسي.
وصرح كوليبا لمحطة «إن دي تي في» بأن خطوة الهند «غير لائقة أخلاقياً» بالنسبة إلى نيودلهي، ولا يوجد ما يبرر شراءها النفط من روسيا.
وتحدث مودي وزيلينسكي هاتفياً أربع مرات منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي. كما تحدث مع بوتين عدداً من المرات. وأكد الزعيم الهندي في أكتوبر (تشرين الأول) أنه «لا يوجد حل عسكري» ممكن للأزمة، مشيراً إلى استعداد بلاده دعم جهود السلام.
وفي مقابل مقاومة الهند لضغوط واشنطن، أوضح مودي لروسيا خلال اجتماع ثنائي مع بوتين أثناء قمة منظمة شنغهاي للتعاون بسمرقند في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «الوقت الحالي ليس حقبة حرب»، داعياً نظيره الروسي إلى «الاتجاه نحو مسار السلام». وبعد ذلك بفترة قصيرة، صوتت الهند لصالح قرار يسمح لزيلينسكي بمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بشكل افتراضي. وشدد مودي على رسالته المناهضة للحرب في إعلان قادة دول مجموعة العشرين في بالي.
هل تتوسط الهند لإنهاء حرب أوكرانيا؟
هل تتوسط الهند لإنهاء حرب أوكرانيا؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة