أعلن متحدث باسم الفاتيكان أن البابا السابق بنديكت السادس عشر توفي اليوم السبت في دير ماتر إكليسيا بمدينة الفاتيكان عن عمر ناهز 95 عاماً.
وأضاف المتحدث في بيان مكتوب «يؤسفني أن أبلغكم أن البابا بنديكت السادس عشر توفي اليوم في الساعة 9:34 في دير ماتر إكليسيا في الفاتيكان. سيتوفر المزيد من المعلومات في أقرب وقت ممكن».
وأعلن الفاتيكان في وقت لاحق أن جثمان البابا السابق سيسجى في كاتدرائية القديس بطرس بدءا من الاثنين، بينما سيترأس البابا فرنسيس جنازة البابا بنديكت السادس عشر في 5 يناير (كانون الثاني).
بنديكت السادس عشر يلقي عظة في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان عام 2012 (أ.ف.ب)
وكان بنديكت السادس عشر يتلقى الرعاية في دير قديم داخل الفاتيكان حيث كان يعيش منذ عام 2013 حين أصبح أول بابا يتنحى عن المنصب منذ 600 عام.
وكان البابا فرانسيس قد أعلن يوم الأربعاء أن صحة بنديكت تدهورت بشدة ودعا إلى الصلاة من أجله.
بنديكت السادس عشر (يسار) مع البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني خلال اجتماع في الفاتيكان عام 2005 (إ.ب.أ)
وكانت صحّة البابا بنديكت السادس عشر هشة منذ سنوات. وقد تدهورت في الأيام الماضية لكن الفاتيكان أعلن الجمعة أن وضعه «مستقر» وأنه شارك في قداس من غرفته الخميس.
وانتقل البابا بنديكت واسمه يوزف راتزينغر من القصر البابوي إلى دير سابق داخل حدائق الفاتيكان عندما تقاعد.
بنديكت السادس عشر (يسار) مع البابا فرنسيس عام 2014 (إ.ب.أ)
وكان البابا فرنسيس أعلن الأربعاء أن سلفه «مريض بشكل خطير» وأنه يصلي من أجله.
بعد ثماني سنوات من البابوية شهدت أزمات متعددة، طاردت البابا السابق في بداية عام 2022 فضيحة تحرّش رجال دين جنسيا بالأطفال.
واتهم في تقرير صحافي في ألمانيا بإساءة إدارة العنف الجنسي عندما كان رئيس أساقفة ميونيخ، فكسر صمته ليطلب «الصفح» لكنه أكد أنه لم يتستر مطلقًا على الإساءة للأطفال. وأكد في كتاب نُشر عام 2016 أن اعتزاله كان قرارًا شخصيًا نسبه إلى تراجع قدراته وليس بسبب الفضائح.
بنديكت السادس عشر يقرأ الصحيفة الرسمية للفاتيكان عام 2010 (إ.ب.أ)
ببادرته غير المسبوقة منذ 600 عام، مهد البابا المعتزل الطريق لخلفائه ليحذوا حذوه عندما تتراجع قواهم.
خلال حبريته اعتمد نهجا محافظا في مسائل عدة خصوصا الإجهاض والمثلية الجنسية والموت الرحيم. وأثارت تصريحاته مرارا الجدل، إضافة إلى إلغائه في العام 2009 مرسوم حرمان أربعة أساقفة أصدره البابا يوحنا بولس الثاني.
في العام 2012 سرّب مساعده الشخصي وثائق سرية للفاتيكان في ما أطلقت عليه تسمية «فاتيليكس»، وقد بيّنت الوثائق فسادا في إدارة الكرسي الرسولي وشؤونه المالية.
بنديكت السادس عشر (يسار) مع البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني خلال اجتماع في الفاتيكان عام 2005 (إ.ب.أ)
وأشادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بالبابا بنديكت، ووصفته بأنه «عملاق الإيمان والمنطق».
كما أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجهود البابا السابق بنديكت السادس عشر في سبيل «عالم أكثر أخوّة». وكتب ماكرون على تويتر «أفكاري مع الكاثوليك في فرنسا وحول العالم المحزونين برحيل قداسته بنديكتوس السادس عشر الذي عمل بروح وذكاء من أجل عالم أكثر أخوّة».
من جانبه، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس السبت أن العالم يخسر «شخصية بارزة» في الكنيسة الكاثوليكية مع وفاة البابا بنديكت السادس عشر. وقال شولتس على حسابه على تويتر «بصفته بابا +ألمانيًا+، كان بنديكت السادس عشر بالنسبة لكثيرين، وليس فقط في هذا البلد، قائدًا فريدًا للكنيسة»، واصفًا إياه بأنه كان «شخصية مؤيدة للنقاش» و«لاهوتيًا ذكيًا».
وعبّر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك السبت عن «حزنه» لوفاة البابا السابق. وكتب سوناك على تويتر «شعرت بالحزن لدى علمي بوفاة البابا الفخري بنديكت السادس عشر»، مضيفًا «كان عالم لاهوت عظيما شكّلت زيارته للمملكة المتحدة في العام 2010 لحظة تاريخية للكاثوليك وغير الكاثوليك في جميع أنحاء بلدنا» فيما أعلنت الكنيسة الأنجليكانية أنها تصلي لذكرى البابا الراحل.