جذب استثمارات ضخمة بمجال «العالم الافتراضي» إلى السعودية

شركات وصناديق استثمرت عالمياً 120 مليار دولار في الـ«ميتافيرس» النصف الأول

السعودية تتصدر دول المنطقة في توجهات التحول إلى تبني التكنولوجيات المتقدمة من بينها الواقع الافتراضي (الشرق الأوسط)
السعودية تتصدر دول المنطقة في توجهات التحول إلى تبني التكنولوجيات المتقدمة من بينها الواقع الافتراضي (الشرق الأوسط)
TT

جذب استثمارات ضخمة بمجال «العالم الافتراضي» إلى السعودية

السعودية تتصدر دول المنطقة في توجهات التحول إلى تبني التكنولوجيات المتقدمة من بينها الواقع الافتراضي (الشرق الأوسط)
السعودية تتصدر دول المنطقة في توجهات التحول إلى تبني التكنولوجيات المتقدمة من بينها الواقع الافتراضي (الشرق الأوسط)

بينما تتجه السعودية لجذب استثمارات عالمية ضخمة في مجال التقنيات المتقدمة إلى السعودية، لا سيما في مدينة «نيوم» السعودية، بشّرت دراسة حديثة بواقع افتراضي جديد مترابط منسوج بسلاسة حول «فرص الواقع الافتراضي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا»، مع التركيز على الإمارات والسعودية وتركيا ومصر.
وأكدت دراسة أصدرتها «مجموعة بوسطن الاستشارية»، أخيراً، أن المملكة تظهر استعداداً عالياً لـ«الميتافيرس»، من خلال التبني عبر عوامل التمكين الرئيسية، في ظل جاهزية الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوفر موهبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعملات المشفرة.
وشددت الدراسة التي شارك فيها عدد من خبراء «مجموعة بوسطن الاستشارية»، من بينهم ليلى حطيط، وتيبور ميري، وجان فرنسوا بوبييه، وفرنسوا كانديلون، وبرنارد كرونفيلنر، وجوليا جاكوبسون، على أن السعودية تتمتع ببنية تحتية مهيأة للواقع الافتراضي، مع 98 في المائة من الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت في البلاد.
ويأتي ذلك، وفق الدراسة، في ظل تغطية كاملة للمناطق السكانية في المملكة بشبكة جوال «الجيل الرابع» على الأقل؛ إذ تحتل السعودية المرتبة الأولى من 130 دولة للإنترنت المدرسي، والرابعة للوصول إلى الإنترنت المنزلي، والخامسة على مستوى العالم لمتوسط سرعة اتصال الإنترنت عبر الهاتف الجوال.
وتتمتع السعودية، بحسب الدراسة، بجاهزية عالية عبر المقاييس التكنولوجية الرئيسية، بما في ذلك 74 في المائة هاتف ذكي بنسبة أعلى من الولايات المتحدة الأميركية التي بلغت 0.77 في المائة، مع توقعات أن تتضاعف المبيعات في السعودية بحلول عام 2025، في حين تحتل المرتبة الثانية من 130 دولة في الأمن السيبراني، وتحتل المرتبة 47 في الثقة في ذات المؤشر.
وتشير المؤشرات إلى ارتفاع الاستهلاك لبيئة العمل عبر «الميتافيرس»؛ إذ إن 60 في المائة من البالغين لديهم معرفة بذلك، و78 في المائة من السكان لديهم أساسيات مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي العليا على مستوى المنطقة، مع انتشار لوسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 82 في المائة، في حين أن 90 في المائة من السكان يستخدمون «يوتيوب»، ويقضون متوسط 8.1 ساعة في اليوم للتفاعل مع الإنترنت.
وتحتل السعودية حالياً، وفق الدراسة، المرتبة 70 في تطبيقات الأجهزة المحمولة؛ إذ إن مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة، من بين أعلى المعدلات في المنطقة؛ إذ تشير إلى وجود قاعدة كبيرة من مطوري المحتوى المحتملين، لكن 60 في المائة من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقول إن توظيف المواهب لا يزال يمثل تحدياً.
إلى ذلك، تتعاون «جيديا» لحلول المدفوعات في المنطقة، مع «ماغناتي» المختصة في حلول المدفوعات، لتمكين التجار عبر منصة «ماغناتي - ميتا في»، لأول سوق إلكترونية تعمل بتقنية الواقع الافتراضي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ إذ تقدم المنصة للمستخدمين تجربة بصرية وحسية للتسوق والتعلم وممارسة الألعاب وحضور الفعاليات، وغيرها ضمن تجربة افتراضية عبر الإنترنت.
من جهته، قال رجل الأعمال السعودي، عبد الله المليحي، رئيس شركة «التميز للتقنية»، إنه بحلول عام 2030 سيبلغ إجمالي مستخدمي الواقع الافتراضي (ميتافيرس) نحو 5 مليارات شخص بحسب تنبؤات الدراسات، مضيفاً أنه لهذا السبب استثمرت الشركات وصناديق رؤوس الأموال المغامرة 120 مليار دولار في عالم «ميتافيرس» بين يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) عام 2022، وهو ما يزيد على ضعف ما تم استثماره في عام 2021 ككل الذي بلغ 57 مليار دولار.
ووفق المليحي، يعتبر القطاع العقاري هو الاستثمار المفضل حقيقياً أو افتراضياً، مبيناً أن العقار القائم على «ميتافيرس» هو عبارة عن قطعة أرض على منصة يمكنك أن تبني عليها أي شيء رقمياً، كمعرض للوحات الفنية أو قاعة لإقامة الحفلات والفعاليات، مشيراً إلى أن المنصات التي تقوم بتطوير هذه الأراضي تجني الإيرادات عن طريق بيعها أو تأجيرها للعلامات التجارية ودور الأزياء الفاخرة التي تحاول الوصول إلى المستهلكين في «ميتافيرس».
ولفت المليحي، إلى أن شركة التقنية والرقمنة التابعة لـ«نيوم» السعودية، غيّرت علامتها التجارية إلى «تونوموس»، وهي تعمل على زيادة الاستثمار في مجال التقنيات التكنولوجية، كمجالات «الميتافيرس» و«الذكاء الاصطناعي».
وأوضح المليحي، أن معدل استثمار شركة «تونوموس» في عام 2022 بلغ نحو مليار دولار؛ لتعزيز تقنية الذكاء الاصطناعي وتنفيذ تقنيات «الميتافيرس»، بغية تكريس الجهود لتصبح «نيوم» أول مجتمع متوافق مع العالم الافتراضي والعلوم الإدراكية على مستوى العالم أجمع.


مقالات ذات صلة

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

ينطلق «قطار الرياض»، الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، الذي يتوقع أن يخفف من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

السعودية تتصدر دول «مجموعة العشرين» في انخفاض تكلفة النقل العام

تتصدر السعودية دول «مجموعة العشرين» في انخفاض أسعار تكلفة النقل العام، بالمقارنة مع متوسط دخل الفرد الشهري، وفق ما أظهرته بيانات تطبيق «درب».

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد لقطات أثناء تجربة «مترو الرياض» خلال الفترة الماضية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض) play-circle 02:15

«قطار الرياض» يحوّل العاصمة إلى منطقة اقتصادية أكثر جذباً للشركات العالمية

يرى مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن «قطار الرياض» الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، سيحول العاصمة السعودية إلى منطقة اقتصادية.

بندر مسلم (الرياض)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.