أول صفقة تبادل سجناء بين واشنطن وطالبان

إدارة أوباما سعت لعقد اجتماعات سرية مع الحركة الأصولية

أول صفقة تبادل سجناء بين واشنطن وطالبان
TT

أول صفقة تبادل سجناء بين واشنطن وطالبان

أول صفقة تبادل سجناء بين واشنطن وطالبان

لقي سبعة جنود يمنيين مصرعهم وجرح عشرة آخرون، واختطف عدد آخر، في سلسلة هجمات على مجمع المحافظة في الضالع واللواء العسكري المرابط هناك، في وقت قتل فيه ضابط وجرح جندي في هجوم على حافلة للجيش في جنوب العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر محلية في الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين مجهولين يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي هاجموا قافلة تتبع «اللواء 33» المرابط في الضالع، واشتبكوا مع أفراد الحماية، الأمر الذي أسفر عن مقتل ضابط وستة جنود وإصابة تسعة آخرين وإحراق الناقلة وحاملة جنود كانت ترافقها.
وأكد مصدر عسكري بالضالع أنه «يجري حاليا التعامل مع تلك العناصر التخريبية وردعها»، مشيرا إلى مقتل ثلاثة من المسلحين المهاجمين، كما تمكن المسلحون من اختطاف 14 جنديا في هجوم مماثل على مجمع المحافظة في منطقة سناح شمال مدينة الضالع. وتأتي هذه التطورات في ظل التصعيد الأمني الذي تشهده المحافظات الجنوبية منذ اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، حيث يرفض الحراك الجنوبي «المسلح» مخرجات الحوار الوطني، ويطالب بفصل جنوب البلاد عن شمالها واستعادة الدولة الجنوبية السابقة.
وفي جنوب العاصمة صنعاء، لقي ضابط مصرعه وجنديان، وأصيب آخرون، في تفجير استهدف حافلة عسكرية. وفي مأرب، اغتال مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية مساعد مصلحة الأحوال المدنية، وذلك عندما أطلقا عليه وابلا من النيران وسط المدينة قبل أن يلوذا بالفرار. ويلجأ عناصر تنظيم القاعدة، منذ نحو عامين، إلى استخدام الدراجات النارية في تصفية ضباط أجهزة المخابرات وأجهزة الأمن الأخرى في عدد من المحافظات.
أما في المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، فقد تعرضت إدارة أمن المحافظة لهجوم من قبل مسلحين الذين أطلقوا النار على المبنى والمباني المجاورة له، وحسب مصادر رسمية فقد أسفر الهجوم عن فرار ستة سجناء لم تعرف هويتهم حتى اللحظة. ويقع مبنى إدارة الأمن في منطقة توجد فيها إذاعة المكلا والبنك المركزي ومبنى المجلس المحلي. وكان أكثر من 20 سجينا، معظمهم من عناصر «القاعدة»، تمكنوا الأسبوع الماضي من الفرار من السجن المركزي في صنعاء بعد تعرض الإصلاحية لهجوم مسلح أسفر عن مقتل سبعة جنود من الحراسة.
على صعيد آخر، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن اليمن هو البلد الوحيد من دول الربيع العربي الذي جنح إلى السلم، حيث قال أمام قوات الاحتياط في صنعاء إنه «لو قارنا ما يحدث في دول ما سمي بالربيع العربي، وقيّمنا مجريات الأحداث فيها، لوجدنا أن اليمن كان الوحيد الذي جنح للسلم، وارتقى إلى الحوار بصورة حضارية نالت إعجاب العالم كله». وأردف هادي «اليمن لو انزلق لا سمح الله إلى الحرب لكانت القوات المسلحة وقودا لها ومنها الاحتياط العام، وأن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و2051 كانت المخرج السليم والملائم على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ولا منتصر ولا مهزوم، ودارت عجلة تنفيذ الخطوات والإجراءات والقرارات في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية والقرارات الأممية».
وأكد الرئيس اليمني أن «اليمن خرج من الأزمات المتراكمة بوثيقة الحوار الوطني الشامل التي ستمثل منظومة حكم جديدة على أساس الحكم الرشيد والمشاركة الواسعة في المسؤولية والسلطة والثروة». وشدد على أن «الأقاليم في النظام الاتحادي ستنجح نجاحا باهرا، وستطوي صفحة الماضي إلى الأبد في طريق المستقبل المشرق». وكان هادي تسلم أمس رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما تتعلق بعلاقات البلدين والمستجدات على مختلف الصعد، وخلال استقباله للقائمة بالأعمال الأميركية في صنعاء، كارين ساسا هارا، أكد هادي على أن «اليمن على أعتاب مرحلة جديدة بعد نجاح مؤتمر الحوار وتحديد الأقاليم»، لافتا إلى أنه «سيجري تشكيل لجنة لصياغة الدستور الذي سيرسم ملامح الدولة اليمنية الحديثة المبنية على العدالة والمساواة والحكم الرشيد».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.