روسيا تمطر مدناً أوكرانية رئيسية بعشرات الصواريخ

صفارات الإنذار دوت لـ5 ساعات ضمن أطول فترات الإنذارات منذ انطلاق الحرب

آثار الصواريخ تظهر في سماء العاصمة كييف بعد تعرضها لقصف روسي (أ.ف.ب)
آثار الصواريخ تظهر في سماء العاصمة كييف بعد تعرضها لقصف روسي (أ.ف.ب)
TT

روسيا تمطر مدناً أوكرانية رئيسية بعشرات الصواريخ

آثار الصواريخ تظهر في سماء العاصمة كييف بعد تعرضها لقصف روسي (أ.ف.ب)
آثار الصواريخ تظهر في سماء العاصمة كييف بعد تعرضها لقصف روسي (أ.ف.ب)

قالت السلطات الأوكرانية إن روسيا أطلقت عشرات الصواريخ صباح اليوم (الخميس)، مستهدفة العاصمة كييف ومدينة خاركيف في الشمال الشرقي ومدناً أخرى، وفقاً لوكالة «رويترز».
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على «تويتر»: «بربرية متبلدة. هذه هي الكلمات الوحيدة التي تتبادر إلى الذهن عندما ترى روسيا تطلق وابلاً آخر من الصواريخ على مدن أوكرانية مسالمة قبل بداية العام الجديد».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1608455420074401794
وأعلن الجيش الأوكراني أنه أسقط 54 صاروخاً من بين 69 أطلقتها روسيا في هجوم بدأ في السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي. ودوت صفارات الإنذار في أنحاء البلاد وفي كييف لخمس ساعات فيما تعد واحدة من أطول فترات الإنذارات منذ انطلاق الحرب.

وكتب الجنرال فاليري زالوجني قائد القوات الأوكرانية على موقع «تلغرام»: «أطلق المعتدون صباح اليوم صواريخ كروز من الجو والبحر، وصواريخ موجهة مضادة للطائرات على منشآت البنية التحتية للطاقة في بلدنا». وجاء القصف بعد هجوم خلال الليل شنته طائرات مسيرة انتحارية إيرانية الصنع. يأتي هذا في أعقاب رفض الكرملين لخطة سلام أوكرانية، وتمسكه بأنه يتعين على كييف الإقرار بضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية.
وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر «تلغرام» إسقاط 16 صاروخاً فوق العاصمة. وذكر إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف أن المسؤولين يستوضحون الأهداف التي تعرضت للقصف، وما إذا كان هناك ضحايا بعدما تسببت الصواريخ الروسية في سلسلة من الانفجارات.

وأشار أندريه سادوفي رئيس بلدية لفيف عبر «تلغرام» إلى انقطاع الكهرباء عن 90 في المائة من المدينة الواقعة في غرب أوكرانيا، إلى جانب توقف وسائل النقل العام التي تعمل بالطاقة الكهربائية عن العمل.
وأعلن كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قصفاً روسياً أصاب جناحاً للولادة بأحد مستشفيات مدينة خيرسون في الجنوب يوم الثلاثاء، دون أن يصاب أحد بأذى. وأوضح عبر «تلغرام» أنه جرى إجلاء الطاقم والمرضى لأحد الملاجئ.
واستعادت أوكرانيا السيطرة على خيرسون الشهر الماضي فيما شكل انتصاراً كبيراً لها، إلا أن المدينة لا تزال تتعرض للقصف بشكل متواصل من قبل القوات الروسية التي انسحبت للضفة الشرقية لنهر دنيبرو.

«مراعاة الواقع الحالي»

لا يلوح أي أمل حتى الآن لإجراء محادثات لإنهاء الحرب. ويضغط زيلينسكي بقوة للدفع بخطة سلام من عشر نقاط تتضمن التزام روسيا باحترام وحدة الأراضي الأوكرانية وسحب كل قواتها.
إلا أن روسيا رفضتها أمس (الأربعاء) وأكدت أن على كييف تقبل ضم روسيا للمناطق الأربع وهي لوغانسك ودونيتسك في الشرق، وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب. كما تقول إن على أوكرانيا الإقرار بخسارة شبه جزيرة القرم على البحر الأسود التي ضمتها موسكو عام 2014.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه لا يمكن أن تكون هناك خطة سلام «لا تراعي الواقع الحالي فيما يتعلق بالأراضي الروسية، بضم المناطق الأربع إلى روسيا».
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف القول إن خطة زيلينسكي لطرد روسيا من شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم بمساعدة الغرب وحمل موسكو على دفع تعويضات لكييف ما هي إلا «وهم».
كما نقلت «تاس» عن لافروف قوله إن روسيا ستواصل تعزيز قوتها القتالية وقدراتها التكنولوجية في أوكرانيا. وأضاف أن القوات الروسية التي تمت تعبئتها خضعت «لتدريبات جادة»، وأنه رغم نشر كثيرين من أفرادها على الأرض، فإن الغالبية لم تصل بعد للجبهات.
وحث زيلينسكي البرلمان الأوكراني على البقاء موحداً، وأشاد بالأوكرانيين لمساعدتهم الغرب «في اكتشاف نفسه من جديد». وقال في خطاب سنوي إن الشعارات الوطنية الأوكرانية أصبحت «رمزاً دولياً للشجاعة والصمود للعالم بأسره».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1608447750496026626?s=20&t=I9glbaZceII2qg8LBpYs-A



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.