قائد عملية تحرير عدن: انطلقنا من 3 محاور وتزودنا بأسلحة عبر الإنزال المظلي

العميد الصبيحي قال لـ«الشرق الأوسط» إن التنسيق بين المقاومة والتحالف نقطة الارتكاز في العمل العسكري

عناصر من المقاومة الشعبية يسيرون أمام مدخل مطار عدن إثر استيلائهم عليه وطردهم الميليشيات الحوثية منه أمس (أ.ف.ب)
عناصر من المقاومة الشعبية يسيرون أمام مدخل مطار عدن إثر استيلائهم عليه وطردهم الميليشيات الحوثية منه أمس (أ.ف.ب)
TT

قائد عملية تحرير عدن: انطلقنا من 3 محاور وتزودنا بأسلحة عبر الإنزال المظلي

عناصر من المقاومة الشعبية يسيرون أمام مدخل مطار عدن إثر استيلائهم عليه وطردهم الميليشيات الحوثية منه أمس (أ.ف.ب)
عناصر من المقاومة الشعبية يسيرون أمام مدخل مطار عدن إثر استيلائهم عليه وطردهم الميليشيات الحوثية منه أمس (أ.ف.ب)

عزا مراقبون عسكريون النجاحات التي حققتها المقاومة الشعبية الموالية للشرعية في اليمن خلال الأيام الماضية في مدن الجنوب اليمني وخصوصًا في عدن، إلى التنسيق بين هذه القوات على الأرض وقوات التحالف الذي تقوده السعودية. وأوضح هؤلاء أن التحالف أسهم بشكل مباشر في تفتيت القوة العسكرية لميليشيات الحوثي وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، موضحين أن الدعم المقدم للمقاومة والجيش النظامي الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، جاء في أشكال مختلفة منها الإمداد بالسلاح والذخيرة، والغطاء الجوي وضرب مراكز القوة ومستودعات السلاح التي تسيطر عليها الميليشيات، إضافة إلى تقديم الغذاء في فترات متتالية.
ويتجه هذا الحشد العسكري بالتنسيق مع قوات التحالف عبر غرفة عمليات مشتركة استحدثت أخيرًا، إلى فك الحصار وتحرير باقي الجبهات والتي تشمل المعلا، والتواهي، مع التحرك نحو ضرب خطوط الإمداد للميليشيات المتواجدة في المحافظات القريبة من عدن. كما يسعى هذا الحشد الذي تجاوز 1500 جندي تابع للواء 15. إضافة إلى المقاومة الشعبية، في دعم المحافظات التي يحاصرها الانقلابيون.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء 15 وقائد عملية التحرير في عدن جنوب اليمن لـ«الشرق الأوسط» بأن التنسيق في التحرك كان نقطة الارتكاز بين جميع القيادات في المقاومة الشعبية والعسكرية وقوات التحالف من غرفة عمليات مشتركة حديثة لتوحيد آلية المواجهة العسكرية مع الانقلابيين وذلك بهدف تشديد الضربة العسكرية.
وأشار العميد الصبيحي، إلى أن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، له دور بارز في كل المراحل منذ دخول ميليشيات الحوثيين لعدن، وتنوع هذا الدعم الذي يخدم عموم سكان عدن، إضافة إلى قوات التحالف قدمت الدعم العسكري المختلف والذي كان آخره قرابة 75 مدرعة عسكرية عليها رشاش، سلمت عبر البحر بالتنسيق مع القيادة العسكرية والمقاومة الشعبية.
وأرجع الصبيحي، أن التحرير سبقته ضربات مكثفة من قوات التحالف لمواقع تمركز الحوثيين، بالتنسيق مع الوحدات على الأرض التي تحركت بالتزامن مع هذه الضربات نحو الهدف، وقامت بتنفيذ الخطة المعدة مسبقا، وهذه الضربات أحدثت حالة إرباك لدى الميليشيات الحوثية التي بدت غير قادرة على المواجهة العسكرية على الأرض.
وأضاف الصبيحي، أن عملية تحرير عدن انطلقت من ثلاثة محاور رئيسية والتي كانت نقطة الانطلاق مع توحيد لحظة الهجوم، وتمثلت هذه الجبهات في «الجسر المؤدي إلى المعلا، ومحور العصيمي ومحور الصولبان» ومن هذه المحاور تم التوجه للمطار من خلال جبهتين أسهمتا في ضرب الحوثيين وتراجعهم من تلك المواقع التي يسيطرون عليها، وسقط في قبضة الحشد العسكري الكثير من أسرى الحوثيين الذين جاري التعامل معهم ونقلهم إلى مواقع آمنة.
وعن جبهة خور مكسر، قال العميد الصبيحي، بأن معركة خفيفة جرت مع دخول اللواء المساند بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف، وانهارت معها دفاعات الحوثيين، وفروا من المواجهة بعد أن شاهدوا زحف الحشد الموالي للشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى خط أبين العلم وتبقى مجاميع تم التعامل معها عسكريا ودحرها في الجبهة.
وفي وقت حرج مرت به المقاومة الشعبية أثناء عملية المواجهة مع ميليشيات الحوثي وحليفهم صالح، قدمت قوات التحالف بقيادة السعودية دعما عسكريا نوعيا وهو الثاني من نوعه والمتمثل في عملية إنزال مظلي لأنواع مختلفة من الأسلحة شملت صواريخ «لو» بنوعيها الموجهة والمحمولة، المخصصة لتدمير الدروع والدبابات العسكرية، إضافة إلى «آر بي جي»، ورشاشات مختلفة الاستخدام.
وجاءت هذه الأسلحة النوعية، لتمكين المقاومة من تقليص مدة الحرب وسير المعارك لصالح المقاومة، التي تسيطر على أربع جبهات، خاصة أن هذه الأسلحة قادرة على مواجهة المدرعات والدبابات العسكرية التابعة لميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، التي تتخذ من الأحياء السكنية مواقع لها تحسبا من قصف طيران التحالف، بعد أن نجحت المقاومة في دفع هذه الميليشيات للتراجع في عدة محاور رئيسية في العاصمة المؤقتة.
بدوره، قال علي الأحمدي المتحدث الرسمي لمجلس المقاومة الشعبية في عدن، بأن المقاومة ومنذ العدوان الذي شنه الحوثيون وحليفهم صالح، تلقت الدعم العسكري والمعنوي بشكل كبير ومباشر من قوات التحالف الذي تقوده السعودية، ودوما ما يأتي هذا الدعم في الوقت المناسب لدعم جبهات المقاومة في مواقع متعددة، إضافة إلى دعم طيران التحالف في ضرب الكثير من المواقع العسكرية التي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر الطيران الذي نجح في تدمير الكثير من الصواريخ والآليات.
وأضاف الأحمدي، أن النتائج العسكرية على الأرض، وما تحقق من انتصارات ميدانية، لعب الدور الأكبر في دكّ جميع آليات الميليشيات الإجرامية طوال الأشهر الماضية مما سهل مهمة المقاومة في عدن على حسم المعركة، والذي سبقه الدعم اللوجستي والقصف التمهيدي الذي حصل قبل عملية أمس، والتي تعد عملية الحسم والتي نتج عنها تحرير المطار والعريش ومن ثم خور مكسر والمناطق المحتلة بالاشتراك مع وحدات من الجيش المشكل من أبناء الجنوب وبقيادة وإشراف من المنطقة العسكرية الرابعة وتنسيق من مجلس قيادة المقاومة في عدن.
وكانت قوات التحالف قدمت في وقت سابق دعما عسكريا تمثل في إرسال في «رشاشات خفيفة، وآر بي جي، ورشاش حظيرة» ساعد المقاومة الشعبية وبشكل كبير في التقدم نحو بعض الخطوط والمحافظة على الجبهات الآمنة التي يسيطرون عليها، كما أوقفت على مدار الأشهر الماضية زحف ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، وحققت المقاومة نجاحات كبيرة في الفترة الماضية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.