بيان منسوب لنجل القذافي يدعو لانتخابات رئاسية «دون إقصاء»

حفتر يكشف عن دور إماراتي في عملية تبادل الأسرى

رئيس أركان قوات «حكومة الوحدة» خلال زيارته إلى ترهونة (مكتب الحداد)
رئيس أركان قوات «حكومة الوحدة» خلال زيارته إلى ترهونة (مكتب الحداد)
TT

بيان منسوب لنجل القذافي يدعو لانتخابات رئاسية «دون إقصاء»

رئيس أركان قوات «حكومة الوحدة» خلال زيارته إلى ترهونة (مكتب الحداد)
رئيس أركان قوات «حكومة الوحدة» خلال زيارته إلى ترهونة (مكتب الحداد)

اعتبر سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، أن «النقاط الخلافية الخاصة بالقاعدة الدستورية في ليبيا، ما هي إلا مبرر لإجهاض العملية الانتخابية من قِبل مُتصدري المشهد السياسي، الذين اتفقوا على إلغاء الانتخابات، ومُصادرة إرادة خمسة ملايين ليبي». ودعا في بيان، منسوب إليه وزَّعه فريق دفاعه، إلى «السماح للجميع بالترشح للانتخابات التي تجرى في مرحلة مفصلية وفي ظروف استثنائية»، محذراً من أن «إقصاء أطراف بعينها قد يقود إلى الطعن في نتائج الانتخابات، وعدم الاعتراف بها أو مقاطعتها، وقد يصل الأمر إلى إجهاضها من الأساس».
وطالب بـ«ترك القرار للشعب الليبي، وأن تنتهي الوصاية على قراره وإرادته»، مشيراً إلى أن «المشكلة تكمن في المتصارعين على تقاسم السلطة والثروة؛ فهم سبب (تأزم) الموقف في البلاد، الذين يتعين عليهم أن يتصالحوا فيما بينهم وليس الشعب الليبي». وسجّل سيف الإسلام آخر ظهور علني وخاطف له لدى تقديم أوراقه كمرشح في الانتخابات الرئاسية، التي كانت مقررة العام الماضي وتم تأجيلها. وأخفق محاموه في مارس (آذار) 2020، في إسقاط القضية التي تنظرها المحكمة الجنائية الدولية، والتي أمرت باعتقاله، وتتهمه منذ يونيو (حزيران) 2011 بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية وقمع احتجاجات عام 2011».
ولا تزال المحكمة تعتبره مشتبهاً به «في ارتكاب هذه الجرائم». وتعول على تعاون الدول في أنحاء العالم «لاعتقاله ونقله إلى مقرّها في مدينة لاهاي الهولندية».
من جهة أخرى، كشف المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، النقاب عن دور لدولة الإمارات، في عملية تبادل إطلاق سراح الفريق عامر الجقم، مقابل أسرى من القوات الموالية لحكومة الوحدة المؤقتة أخيراً، بإشادته بالإمارات، بقوله «وقفت معنا موقفاً كبيراً جداً، ولولاها لما تحقق هذا الأمل».
واعتبر حفتر في كلمة بثها مكتبه، مساء أول من أمس، عقب استقباله الجقم بمقره في الرجمة بحضور قيادات الجيش، أن «الجقم الذي بذل جهوداً أيام السلم وروحه أيام الحرب يستحق كل الاحترام والتقدير». في حين أشاد الجقم بـ«الموقف الشعبي والرسمي المساند له». وكان فتحي باشاغا، رئيس حكومة الاستقرار الموازية، أشاد لدى اجتماعه، مساء أول من أمس، مع حكماء وأعيان ورئيس وأعضاء المجلس البلدي لمدينة الكفرة، بإطلاق سراح الجقم. وقال، إنها «خطوة ممتازة، رغم أنها تأخرت كثيراً»، لافتاً إلى أنها «خطوة نحو المصالحة الوطنية التي تحتاج إليها البلاد».
إلى ذلك، ناقش عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، في اجتماع موسع الأوضاع الأمنية داخل المنطقة الغربية والمشاكل التي تواجه سير العملية الأمنية بهذه المديريات. وأكد، أن «خطة عمل وزارة الداخلية ستشمل المديريات كافة على مستوى ليبيا؛ بهدف تحقيق الأمن وتفعيل هذه المديريات ومراكز الشرطة والأقسام التابعة لها بالوجه المطلوب لتقديم الخدمات الأمنية للمواطنين»، مشدداً على «ضرورة التعاون الأمني المشترك والتنسيق مع الأجهزة والإدارات التابعة للوزارة والأجهزة العسكرية التابعة لرئاسة الأركان بما يضمن تعزيز وبسط الأمن والاستقرار داخل المناطق الغربية».
من جهته، تفقد محمد الحداد، رئيس الأركان العامة لقوات حكومة الوحدة، أمس، رفقة رئيس أركان قواتها البرية، وآمر منطقة طرابلس العسكرية، ورئيس هيئة العمليات العسكرية، منطقة وشتاتة الواقعة جنوب مدينة ترهونة، حيث اطلع على بعض المواقع العسكرية المرشحة لأن تكون ميادين رماية لمشاريع تخرّج طلبة المؤسسة العسكرية في الفترة القادمة. كما زار الحداد مدينة ترهونة، والتقى عميد وأعضاء مجلسها البلدي، حيث طمأن الأهالي باستمرار تنفيذ الخطة الموضوعة لاستتباب الأمن واستقرار المدينة ومعاقبة المجرمين.
بموازاة ذلك، أعلن رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، تلقيه أمس، رسالة خطية من الرئيس الصيني شي جينبينغ، أعرب فيها عن رغبته «في العمل على توطيد وتعميق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين».
بدوره، أكد عبد الله اللافي، نائب المنفي، خلال لقائه مع ممثلي جمعية «أسر شهداء» بركان الغضب، على «أهمية مشروع المصالحة الوطنية الذي أطلقه المجلس الرئاسي، والخطوات التي اتخذها بالخصوص من أجل استقرار ليبيا». كما استعرض تجارب الدول التي سبقت ليبيا في هذا المجال، وكيفية الاستفادة منها لضمان نجاح المشروع، الذي قال إنه «يمهد الطريق لإجراء الاستحقاق الانتخابي التي يتطلع له الليبيون».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.