دراما 2022: المنصات تتوسع وتُثري الشاشات بأفكار متنوعة

شهدت زيادة في الإنتاج ودفعت بوجوه جديدة

نيللي كريم في لقطة من مسلسل «فاتن أمل حربي»
نيللي كريم في لقطة من مسلسل «فاتن أمل حربي»
TT

دراما 2022: المنصات تتوسع وتُثري الشاشات بأفكار متنوعة

نيللي كريم في لقطة من مسلسل «فاتن أمل حربي»
نيللي كريم في لقطة من مسلسل «فاتن أمل حربي»

حققت الدراما المصرية «تفوقاً» ملحوظاً خلال عام 2022، عبر أعمال أثارت قضايا اجتماعية، خلال شهر رمضان الماضي، الذي يُعد الموسم «الأقوى» درامياً، إضافة إلى أعمال حصرية قدمتها المحطات التلفزيونية في المواسم الأخرى. فيما «أثْرَت» منصات البث الإلكتروني الشاشات بأعمال اتسمت بالتنوع، ما لاقى إقبالاً جماهيرياً.

وشهد شهر رمضان الماضي «ذروة» الإنتاج الدرامي، بأعمال اعتبرها مراقبون «طفرة»، لا سيما بعد تناولها قضايا اجتماعية جدلية، من بينها مشكلات الأسرة، وقانون «الأحوال الشخصية»، والتي طرحها مسلسل «فاتن أمل حربي»، وقضايا الإرهاب والتطرف في مسلسل «بطلوع الروح»، فيما ناقش مسلسل «العائدون»، الدور الذي تقوم به أجهزة الاستخبارات المصرية في التصدي لتنظيم داعش، إضافة إلى مسلسل «الاختيار3»، الذي تناول فترة حكم تنظيم «الإخوان» لمصر، وصولاً إلى ثورة «30 يونيو (حزيران)» 2013، التي أطاحت بحكم التنظيم الذي تصنفه السلطات المصرية حالياً «إرهابياً».

وتنافست قنوات تابعة لـ«الشركة المتحدة» - شركة خدمات إعلامية تمتلك عدداً من الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية - في تقديم عروض حصرية لمسلسلات جديدة على مدار العام، تناولت قضايا اجتماعية أيضاً، من بينها: «إيجار قديم»، و«أعمل إيه»، و«العيلة دي»، و«طير بينا يا قلبي»، و«نقل عام».

وبحسب المخرجة إنعام محمد علي، فإن «دخول منصات المشاهدة الإلكترونية مجال الإنتاج الدارمي، شكّل دفعة لسوق الإنتاج، وأدى إلى زيادة عدد الأعمال»، لكنها أشارت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الفيصل في نوعية الرسالة التي تتضمنها هذه الأعمال، لا سيما في مجتمع اعتاد أن يستقي معلوماته من الدراما، يتخذ من شخصياتها نموذجاً يحتذى».

وأضافت المخرجة المصرية أن «هناك استعلاء على مشكلات المجتمع المحلية، بالاتجاه لطرح موضوعات أكثر إبهاراً مثل الأكشن، ومظاهر تكريس العنف في كثير من المسلسلات، ما يترك تأثيراً سلبياً على المجتمع، وإن تطرقت بعض الأعمال لقضايا مهمة مثل (فاتن أمل حربي) و(بطلوع الروح)، و(جزيرة غمام)». وأرجعت «علي» ما اعتبرته «خللاً» في الدراما، إلى «ظاهرة ورش الكتابة، وتكرار الممثلين في أكثر من عمل».

بوستر مسلسل بطلوع الروح

وأكدت المنصات حضورها عام 2022 بأعمال متنوعة، ولاقت عروض منصة «شاهد VIP» مسلسلات الإثارة والغموض، إقبالاً لافتاً على غرار «منعطف خطر»، و«الغرفة 207»، و«آخر دور»، كما طرحت «منصة Watch It» أعمالاً حظيت بقبول جماهيري مثل «تحقيق»، و«اتزان»، و«أم الدنيا»، بحسب ما أشارت إليه هذه المنصات، وإن لم تصدر إحصاءات رسمية عن معدلات المشاهدة.

ويرى الناقد الفني محمد عبد الرحمن أن «هناك طفرة في الدراما، بدأت مع جائحة كورونا، وما زالت مستمرة»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «العروض على مدار العام تضمنت أفكاراً عديدة، تدور أحداثها في حلقات معدودة». وأشار عبد الرحمن إلى أن «المنصات منحت لصناع ونجوم السينما فرصة أكبر للإنتاج والعمل».

وتطرقت أعمال المنصات لموضوعات جديدة مثل دراما الإثارة والغموض، وكذلك مسلسلات «الفورمات» التي يرى الناقد الفني محمد عبد الرحمن أنها «لم تحقق نجاحاً كبيراً لعدم اختيار موضوعات تناسب المجتمعات العربية»، لافتاً إلى «منصة نتفليكس باعتبارها منافساً قوياً للمنصات العربية».


مشهد من مسلسل منعطف خطر 



تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.