وفاة طبيبة مصرية فزعاً من «كلاب الشوارع» تجدد جدل مكافحتها

خلاف بين مُربي الحيوانات والمتضررين

مشكلة الكلاب الضالة تؤرق المصريين (فيسبوك)
مشكلة الكلاب الضالة تؤرق المصريين (فيسبوك)
TT
20

وفاة طبيبة مصرية فزعاً من «كلاب الشوارع» تجدد جدل مكافحتها

مشكلة الكلاب الضالة تؤرق المصريين (فيسبوك)
مشكلة الكلاب الضالة تؤرق المصريين (فيسبوك)

جددت حادثة وفاة طبيبة مصرية رعباً من مطاردة كلاب لها، وهي بمفردها في الطريق، الجدل في مصر بشأن مكافحة «كلاب الشوارع». فبينما يطالب البعض بـ«التخلص منها عطفاً على الحوادث المتكررة التي تتسبب فيها»، يدعو ناشطون في مجال حقوق الحيوان إلى «تعقيمها ونقلها إلى ملاجئ آمنة».
وكانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغاً بوفاة الطبيبة في منطقة «حدائق الأهرام» بمحافظة الجيزة في ساعة متأخرة (مساء الثلاثاء)، حيث ذكر شهود عيان أن «الكلاب طاردت الطبيبة التي أصابها الفزع قبل أن تسقط مغشياً عليها». وأكدت التحريات الأولية أن «سبب الوفاة يعود إلى الإصابة بسكتة قلبية نتيجة رعب الضحية من هجوم الكلاب»، فيما تولت النيابة استكمال التحقيق.
وسادت حالة من القلق بين سكان المنطقة، التي شهدت الواقعة، حيث طالب الأهالي بـ«سرعة التخلص من (الكلاب الضالة) قبل سقوط ضحايا جديدة». وأكدوا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل أنهم «لا يمانعون من استخدام وسائل قاسية في سبيل ذلك، مثل السم أو طلقات الخرطوش للتخلص منها».
وكانت دار الإفتاء المصرية قد حذرت من قتل الكلاب بتلك الطريقة. وطالبت في فتوى لها الشهر الحالي على صفحة الدار بموقع «فيسبوك»، المتضررين من «كلاب الشوارع» بـ«اللجوء إلى أقرب وحدة صحية بيطرية، والإبلاغ عن الحيوانات المؤذية». وبات من المشاهد المألوفة في الشارع المصري، تجمع عدد من الكلاب، خاصة في الساعات المتأخرة من الليل أو الساعات الأولى من الصباح، مما يشكل مصدر إزعاج لدى كثيرين.
ويعد عدم وجود إحصائيات دقيقة بعدد «كلاب الشوارع» في مصر عائقاً يحول دون وضع استراتيجية لحل الأزمة، غير أن مصادر بنقابة الأطباء البيطريين «تقدر أعداد تلك الكلاب بـنحو 15 مليون (كلب ضال)، فيما يتراوح عدد بلاغات العقر في البلاد الناتجة عن الكلاب من 400 إلى 450 ألف بلاغ سنوياً، ويبلغ عدد الوفيات نحو 100 حالة سنوياً، وتعد محافظات القاهرة والجيزة والشرقية والبحيرة، الأكثر معاناة من الأزمة»، بحسب إحصائية أجريت عام 2019.
وتؤكد ياسمين شتا، مربية كلاب وناشطة في الدفاع عن حقوق الحيوان، أن «الحل الأمثل لمواجهة هذه المشكلة يتمثل في القيام بحملات تعقيم موسعة للكلاب، فضلاً عن منح الكلب مصلاً مضاداً للسعار»، مشيرة إلى «وجود حاجة ماسة لتضافر جهود مختلف الجهات، من جامعات طب بيطري، ووزارة صحة، وأجهزة محليات في المحافظات لحل الأزمة».
وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد من حلول نراعي فيها الحس الحضاري الأخلاقي في التعامل مع الحيوان، وفي الوقت نفسه لا يتأذى الناس، علماً بأن وجود الكلاب في شوارع مصر ضرورة مهمة جداً للتوازن البيئي، حيث إن اختفاءها تماماً يؤدي إلى انتشار حيوانات وزواحف أخرى مؤذية مثل الثعالب والفئران والثعابين».



سيناء تستعيد تراثها الشعبي في «ملتقى فنون البادية»

الملتقى تضمن حفلات لفرق الفنون الشعبية (وزارة الثقافة المصرية)
الملتقى تضمن حفلات لفرق الفنون الشعبية (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

سيناء تستعيد تراثها الشعبي في «ملتقى فنون البادية»

الملتقى تضمن حفلات لفرق الفنون الشعبية (وزارة الثقافة المصرية)
الملتقى تضمن حفلات لفرق الفنون الشعبية (وزارة الثقافة المصرية)

عبر حفلات للرقص والغناء الشعبي ومعارض للحرف اليدوية والفنون التشكيلية، وندوات أوصت بحفظ التراث البدوي، استعاد «ملتقى سيناء لفنون البادية»، تراث شبه الجزيرة المصرية، بكل ما يتضمنه من فنون متنوعة وحرف أصيلة.

الملتقى الذي أقيم في العريش (شمال سيناء) خلال الفترة من 20 حتى 27 أبريل (نيسان) الحالي، يعكس الحرص على تحقيق التنمية الثقافية في ربوع مصر، جاء للتأكيد على أن الاهتمام بأبناء سيناء وتمكينهم ثقافياً ودعم تراثهم الأصيل الذي هو جزء من التراث المصري المتنوع، أهم أولويات الدولة المصرية، وفق تصريحات لوزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، في بيان، الاثنين.

وأشار هنو، عقب حضوره ختام الملتقى، إلى أن «الوزارة تعمل على دعم المبدعين في مختلف المجالات، وإبراز التراث الشعبي بكل ما يحمله من خصوصية وتنوع، من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسهم في بناء وعي المجتمع وصون تراثه».

في حين أكد رئيس هيئة قصور الثقافة، خالد اللبان، أن «هذا الملتقى يواكب الاحتفال بذكرى غالية على كل مصري، هي تحرير أرض سيناء»، مؤكداً أن «الملتقى ليس مجرد فعالية فنية أو تظاهرة ثقافية عابرة، بل يُعدُّ تجسيداً حقيقياً لإيمان الدولة المصرية بأهمية الثقافة بوصفها أداة محورية في مسار التنمية الشاملة، وركيزة لبناء الوعي الوطني، ودعم الانتماء لدى أبناء الوطن، خصوصاً في أرض سيناء التي كانت وما زالت عمقاً استراتيجياً وتاريخياً لمصر».

اللوحات الفنية والحرف اليدوية ضمن فعاليات الملتقى (وزارة الثقافة المصرية)
اللوحات الفنية والحرف اليدوية ضمن فعاليات الملتقى (وزارة الثقافة المصرية)

تضمَّنت فعاليات الختام، افتتاح معرض للفنون التشكيلية لمجموعة من فناني سيناء، إلى جانب معرض فنِّي لمجموعة من الأعمال الإبداعية نتاج الورش الفنية المصاحبة للملتقى، التي شارك فيها عدد من المبدعين من أبناء سيناء، عبَّروا خلالها عن تأثيرات البيئة البدوية على الفنون.

وأحيا الفنان أحمد إبراهيم حفلاً فنياً بمصاحبة فرقة قصور الثقافة لأغنيات الشباب، بقيادة المايسترو وائل عوض، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي بعنوان «أبطال كل الأزمان»، إخراج محمد الدرة، أعقبه عرض فني لفرقة العريش للفنون الشعبية، قدمت خلاله مجموعة من الفقرات المتميزة من التراث السيناوي.

يُذكر أن ملتقى سيناء الأول لفنون البادية شهد مجموعة من العروض الفنية، وورشاً حرفية ويدوية، وأنشطة للأطفال ومعارض للكتب والمنتجات التراثية، وندوات علمية بالإضافة إلى أمسيات شعرية بمشاركة نخبة من شعراء البادية.

الفنان أحمد إبراهيم في ملتقى سيناء لفنون البادية (وزارة الثقافة المصرية)
الفنان أحمد إبراهيم في ملتقى سيناء لفنون البادية (وزارة الثقافة المصرية)

وتحت عنوان «فنون البادية المصرية... رؤى ومفاهيم» تضمَّن الملتقى ندوة علمية ناقشت فنون الشعر والحكي، وآليات حفظ التراث والمأثور للبادية، كما شملت الفعاليات 4 أمسيات شعبية، وخرجت الندوة بتوصيات، من أبرزها ضرورة جمع المأثور الشعبي وتوثيقه، والحفاظ على الكنوز البشرية الحية من رموز فنية ورواة، وتوثيق سيرهم ومنتجاتهم، تأكيداً على أهمية حفظ تراث البادية في سيناء، وفق الدكتور مسعود شومان، رئيس الشؤون الثقافية في هيئة قصور الثقافة المصرية.

وخلال الملتقى قدمت فرقة العريش للفنون الشعبية بقيادة سامح الكاشف، فقرات مميزة من التراث السيناوي، منها: «جمعوا الأفراح»، و«الدبكة السيناوي».

الملتقى احتفى بالتراث البدوي (وزارة الثقافة المصرية)
الملتقى احتفى بالتراث البدوي (وزارة الثقافة المصرية)

وعرضت فرقة «الوادي الجديد» للفنون الشعبية بقيادة الفنان محمد عبد الله، رقصات فولكلورية من تراث الواحات، مثل: «الحنة»، و«العرس الواحاتي»، و«عن سيناء».

وشهد الملتقى معرضاً لنتاج الورش الفنية والحرف التراثية لفنون سيناء، عرضت خلاله سيدات من أهل العريش، طُرق تعليم هذه الفنون وإتقانها. وتضمَّن المعرض نتائج ورش متعددة، منها ورشة تعليم فن الأركيت، والديكوباج، وفن الفايانس (الحفر على الخزف)، بالإضافة إلى ورشة صناعة عرائس الماريونيت. كما شمل المعرض الحرف التراثية والصناعات اليدوية، إلى جانب معرض لإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.