أميركا تقضي على أحلام بنما.. وهايتي تتأهل إلى دور الثمانية

الحماس والإصرار.. أبرز أسلحة جامايكا في بطولة الكأس الذهبية

الألماني وينفريد شافير المدير الفني لمنتخب جامايكا (رويترز)  -  هجمة لمنتخب بنما يتصدى لها المدافع الأميركي دياندر يدلين (أ.ف.ب)
الألماني وينفريد شافير المدير الفني لمنتخب جامايكا (رويترز) - هجمة لمنتخب بنما يتصدى لها المدافع الأميركي دياندر يدلين (أ.ف.ب)
TT

أميركا تقضي على أحلام بنما.. وهايتي تتأهل إلى دور الثمانية

الألماني وينفريد شافير المدير الفني لمنتخب جامايكا (رويترز)  -  هجمة لمنتخب بنما يتصدى لها المدافع الأميركي دياندر يدلين (أ.ف.ب)
الألماني وينفريد شافير المدير الفني لمنتخب جامايكا (رويترز) - هجمة لمنتخب بنما يتصدى لها المدافع الأميركي دياندر يدلين (أ.ف.ب)

تأهلت هايتي إلى دور الثمانية في النسخة الثالثة عشرة من بطولة الكأس الذهبية لمنطقة الكونكاكاف في كرة القدم (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) المقامة في الولايات المتحدة وكندا، بفوزها على هندوراس 1 - صفر في كنساس سيتي ضمن منافسات المجموعة الأولى. وسجل داكنز نازون الهدف في الدقيقة 13. وكانت هايتي تعادلت في الجولة الأولى مع بنما 1 – 1، ثم خسرت أمام الولايات المتحدة صفر - 1 في الثانية.
وفي مباراة ثانية تعادل المنتخب الأميركي الذي كان قد ضمن صدارة المجموعة والتأهل إلى الدور الثاني بعد فوزه في أول مباراتين له في البطولة، في الدقيقة 54 من اللقاء بأقدام قائد الفريق مايكل برادلي بعد أن كانت بنما متقدمة في النتيجة في الدقيقة 34 من الشوط الأول. وجاء تعادل الفريقين في صالح منتخب هايتي الذي حقق الفوز قبل هذه المباراة على منتخب هندوراس بهدف نظيف ليحل في المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد أربع نقاط خلف الولايات المتحدة الأميركية صاحبة المركز الأول برصيد سبع نقاط. وتمتلك بنما ثلاث نقاط فقط في رصيدها، ويتعين عليها الانتظار حتى تحديد أفضل فريقين في المركز الثالث ليتأهلا إلى الدور الثاني. وخرج منتخب هندوراس من البطولة بعد أن احتل المركز الرابع والأخير في المجموعة برصيد نقطة واحدة. وتبحث الولايات المتحدة عن لقبها السادس في البطولة بعد أعوام 1991 2002 و2005 و2007 و2013 لكي تعادل المكسيك التي تحمل الرقم القياسي بستة ألقاب.
ويخوض المنتخب الأميركي بقيادة المدرب الألماني يورغن كلينسمان غمار البطولة بـ16 لاعبا شاركوا في نهائيات كأس العالم الأخيرة في البرازيل عام 2014. ويشارك في الكأس الذهبية 12 منتخبا تم توزيعها على ثلاث مجموعات، حيث ضمت الأولى الولايات المتحدة المضيفة وبنما وهايتي وهندوراس، والثانية كوستاريكا وسلفادور وجامايكا وكندا شريكة الضيافة (ملعب تورونتو فقط)، والثالثة ترينيداد وتوباغو وغواتيمالا والمكسيك وكوبا. ويتأهل إلى دور الثمانية الأول والثاني في كل مجموعة مع أفضل منتخبين في المركز الثالث. وسيقابل المنتخب الأميركي في دور الثمانية أحد المنتخبين اللذين يحتلان المركز الثالث عن المجموعتين الثانية أو الثالثة، في حين تلعب هايتي مع ثاني المجموعة الثانية. وقد ضمن منتخب ترينيداد وتوباغو عن المجموعة الثالثة تأهله إلى ربع النهائي أيضا، واحتكرت المكسيك والولايات المتحدة ألقاب البطولة بفوزهما بـ11 لقبا من أصل 12، واللقب الوحيد الذي أفلت منهما كان لمصلحة كندا في نسخة عام 2000.
على مدار سنوات مضت، أبهر العداء الجامايكي الشهير أوسين بولت العالم كله بأدائه المروع وأرقامه القياسية في سباقات المسافات القصيرة ببطولات العالم لألعاب القوى ودورات الألعاب الأولمبية. وبدا أن الروح المعنوية والإصرار والحماس هي أبرز الأسلحة التي يعتمد عليها بولت إلى جانب تمتعه بالإمكانات البدنية التي تساعده على تحقيق هدفه. والآن، وفي الوقت الذي يتوقع فيه كثيرون ألا يكون بريق بولت بالقدر نفسه في بطولة العالم لألعاب القوى هذا العام وفي دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو العام المقبل، يبدو أن الأنظار ستتجه بقوة إلى هذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 11 ألف كيلومتر مربع فقط ولا يتجاوز تعدادها السكاني ثلاثة ملايين نسمة، ولكن هذه المرة من خلال ملاعب الساحرة المستديرة.
وعلى مدار أسابيع قليلة، جذب المنتخب الجامايكي لكرة القدم اهتمام كثيرين من خلال أدائه الحماسي في بطولتين متعاقبتين هما كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) في تشيلي، والكأس الذهبية لأمم اتحاد منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).
ورغم هزائمه الثلاث المتتالية في مبارياته بالدور الأول لـ(كوبا أميركا)، اكتسب المنتخب الجامايكي احترام المتابعين للبطولة؛ حيث كانت خسائره الثلاثة بأقل نتيجة ممكنة وهي صفر – 1، ولم يكن الفريق «حصالة» لفرق هذه المجموعة القوية التي ضمن منتخبي أوروغواي وباراغواي طرفي المباراة النهائية لـ«كوبا أميركا» 2011، والمنتخب الأرجنتيني الذي كان مرشحا بقوة للقب «كوبا أميركا» 2015 ولكنه خسر أمام تشيلي في النهائي بركلات الترجيح. وكان المنتخب الجامايكي ندا عنيدا للمنتخبات الثلاثة في فترات كثيرة من هذه المباريات الثلاث، لكنه ودع البطولة من الدور الأول في أول مشاركة له في «كوبا أميركا» ليظل المكسب الحقيقي له هو اكتساب احترام المتابعين للبطولة واكتساب قدر جيد من الخبرة. وكشف المنتخب الجامايكي عن مدى استفادته من هذه الخبرة من خلال مشاركته الحالية في الكأس الذهبية؛ حيث استهل الفريق مسيرته في البطولة بالتعادل الثمين 2 - 2 مع نظيره الكوستاريكي صاحب الصولات والجولات في كأس العالم 2014 بالبرازيل. وبعدها، حقق المنتخب الجامايكي أول فوز لمنتخبات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة الحالية وتغلب على نظيره الكندي 1 - صفر لينفرد بصدارة المجموعة برصيد أربع نقاط مقابل نقطتين لكل من كوستاريكا وسلفادور ونقطة واحدة لكندا.
ومثلما اتسمت تصريحات المدرب الألماني وينفريد شافير، المدير الفني للفريق، باللعب على الوتر المعنوي خلال مشاركته في «كوبا أميركا»، أكد شافير (65 عاما) مجددا أن نجاح فريقه في البطولة الحالية يرجع إلى الروح المعنوية العالية لدى اللاعبين وإصرارهم على تقديم شيء في هذه البطولة. وسبق لشافير أن أكد، خلال المشاركة في «كوبا أميركا»، أن فريقه لا يخشى مواجهة الفرق الكبيرة. وكان الرهان الأساسي لشافير على اللياقة البدنية العالية للاعبيه والحماس والإصرار، وهو ما آتى ثماره في الكأس الذهبية؛ حيث تغلب الفريق على هزائمه الثلاث في «كوبا أميركا» وبات قريبا من دور الثمانية في الكأس الذهبية. وقال شافير، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للبطولة على الإنترنت: «معنوياتنا رائعة.. الروح المعنوية للفريق مثيرة، وهو ما نحتاجه في جامايكا. فريقنا ليس مثل المنتخب الأرجنتيني أو الألماني. ولهذا، نحتاج فريقا قويا.. ليس لدينا لاعب مثل ليونيل ميسي الذي يمكنه بمفرده تغيير مباراة. يمكننا تحقيق الفوز عندما تكون لدينا روح معنوية قوية في الفريق».
ورغم هذا، فإن شافير لم يتردد في الكشف عن المشكلة الحقيقية التي تواجه فريقه، وهي الفعالية على مرمى المنافسين، وأشار إلى أن فريقه سدد 21 كرة خلال المباراة أمام كندا، كانت منها 11 على المرمى، ولكنه لم يسجل سوى هدف واحد أحرزه رودولف أوستن في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة. وقال شافير: «هذا ليس كافيا، ولكنني لست منزعجا. أردنا تحقيق الفوز، وأعتقد أن الروح المعنوية كانت الفائز في هذه المباراة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».