مصر: الحكومة تتعهد بـ«الحوار» قبل إتمام قانون «الأحوال الشخصية»

وزير العدل أكد موافقة «الأزهر» على القانون

الرئيس المصري يقود اجتماعا في القاهرة قبل يومين للاطلاع على مقترحات تعديل قانون الأحوال الشخصية (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يقود اجتماعا في القاهرة قبل يومين للاطلاع على مقترحات تعديل قانون الأحوال الشخصية (الرئاسة المصرية)
TT

مصر: الحكومة تتعهد بـ«الحوار» قبل إتمام قانون «الأحوال الشخصية»

الرئيس المصري يقود اجتماعا في القاهرة قبل يومين للاطلاع على مقترحات تعديل قانون الأحوال الشخصية (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يقود اجتماعا في القاهرة قبل يومين للاطلاع على مقترحات تعديل قانون الأحوال الشخصية (الرئاسة المصرية)

أكدت الحكومة المصرية، اليوم (الاثنين)، التزامها بـ«دعوة فئات المجتمع المعنية للحوار» بشأن مشروع لتعديل قانون «الأحوال الشخصية» لتنظيم وتوثيق مسألتي الزواج والطلاق، فضلاً عن إنشاء صندوق لمصروفات الأبناء الذين تتعرض أسرهم لخلافات زوجية تَحول دون التزام ذويهم بالمسؤولية.
وجاء تعهد الحكومة على لسان وزيرها للعدل المستشار عمر مروان، خلال مشاركته في فعالية افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لأحد المصانع، وشدد الرئيس على «إجراء حوار مجتمعي حول مشروع القانون»، وتساءل عما إذا «كان قد تم أخذ رأي جميع الجهات المعنية بالموافقة بشأن مشروع القانون»، لافتاً إلى أنه «تم تخصيص صندوق لرعاية الأسرة في الأوقات الحرجة حال حدوث خلافات أسرية وتوفير المصروفات اللازمة للأبناء».
وقال مروان إنه «ستتم دعوة جميع فئات المجتمع للحوار حول قانون الأحوال الشخصية، وسوف نقوم بطرحه على مجلسي النواب والشيوخ ومجلس الوزراء فور الانتهاء منه»، مضيفاً: «حصلنا على موافقة الأزهر، والأوقاف، والإفتاء في توثيق الطلاق وبالتالي نحن مطمئنون إلى البنود الموجودة في القانون».
وأشار وزير العدل إلى أن «نسبة الطلاق بين المتزوجين زادت في السنوات الأولى من الزواج وتقلّ تدريجياً كلما زادت سنوات الزواج».
بدوره قال السيسي إن «الدين لا يخاطب الضمائر فقط ولكنه يتضمن نظماً، وأن الدولة التي لا تتبع نظماً تحقق مقاصد الدين سيكون لديها شكل من أشكال القصور»، منوهاً إلى أن «الدولة يجب أن تتبنى نظماً وقواعد وإجراءات لتنفيذها».
وتحدث السيسي عن التبعات الاجتماعية والاقتصادية للخلافات الأسرية والتي تتدخل الدولة عبر مؤسساتها لدعم المتضررين منها، وقال إن «مديونية حساب التضامن الاجتماعي في بنك ناصر بلغت نحو 350 مليون جنيه»، مشيراً إلى أن «هذا الحساب يتم من خلاله تخصيص مساعدات بقيمة 500 جنيه من وزارة التضامن الاجتماعي للأسرة الواحدة، وعندما لم تكفِ مبالغ الأرباح أصبحت هناك مديونية».
وشرح الرئيس المصري فكرة «صندوق مطروح في تعديلات قانون الأحوال الشخصية»، وقال: «سيشارك به المقبلون على الزواج بمبلغ ليس كبيراً، ومن تكون لديه القدرة على مصاريف الزواج من تكاليف للأفراح والأثاث وغيرها يمكنه دفع هذا المبلغ». وجدد السيسي الحديث عن قضية الزيادة السكانية، موضحاً أنه عندما تحدّث عن ضرورة تأجيل الإنجاب للمتزوجين حديثاً كان يقصد «إعطاء فرصة للطرفين لفهم الأمور بينهما وتحديد هل سيستمر الزواج أم لا، بحيث يتم الخروج بأقل الخسائر للطرفين حال حدوث مشكلات أسرية». مشيراً إلى أنه «سيتم إلزام المقبلين الجدد على الزواج بإجراء كشف طبي صارم للتأكد من سلامة الطرفين في كل النواحي»، موضحاً أن «هذا الكشف الطبي سيُعرض على قاضٍ يعاونه مستشار من وزارة الصحة لإعطاء الإذن للمأذون بتوثيق الزواج».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.