ليبيا: تبادل محدود لـ«المخطوفين» بين «الجيش الوطني» و«الوحدة»

المنفي يدعو لزيادة الإفصاح والشفافية في الإنفاق الحكومي

صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي لاجتماع نائبه اللافي في طرابلس بمرشحي الانتخابات بالمنطقة الشرقية
صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي لاجتماع نائبه اللافي في طرابلس بمرشحي الانتخابات بالمنطقة الشرقية
TT

ليبيا: تبادل محدود لـ«المخطوفين» بين «الجيش الوطني» و«الوحدة»

صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي لاجتماع نائبه اللافي في طرابلس بمرشحي الانتخابات بالمنطقة الشرقية
صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي لاجتماع نائبه اللافي في طرابلس بمرشحي الانتخابات بالمنطقة الشرقية

أجرى «الجيش الوطني» الليبي المتمركز في شرق البلاد بقيادة المشير خليفة حفتر، عملية محدودة بمنطقة الشويرف لتبادل «المخطوفين» مع القوات الموالية لحكومة «الوحدة» المؤقتة، بطرابلس، شملت إطلاق سراح اللواء طيار عامر الجقم، التابع للجيش، مقابل الإفراج عن 15 من المخطوفين لدى الجيش.
وأعلن جمال بحر، عميد بلدية الزاوية، إطلاق سراح الجقم، في عملية تبادل للمحتجزين بين المنطقتين الشرقية والغربية، بعدما ظل محتجزاً منذ سقوط طائرته نهاية عام 2019 جنوب مدينة الزاوية بغرب العاصمة، خلال الحرب التي شنها الجيش على طرابلس.
يأتي ذلك فيما عقد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، والنائب بالمجلس عبد الله اللافي، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، اجتماعاً اليوم (الاثنين)، بمقرّ ديوان المحاسبة، لمتابعة خطة الإفصاح والشفافية ومتابعة الإنفاق الحكومي.
وأكد المنفي في بيان لحكومة الدبيبة (الاثنين) ضرورة زيادة الإفصاح والشفافية الذي تعكسه، كخطوة أساسية، تقارير المصرف المركزي ووزارة المالية، ودور ديوان المحاسبة في متابعة المصروفات الحكومية ووضع الضوابط الضرورية لضمان استخدامها.
وناقش الاجتماع أيضاً مشروعات التنمية الضرورية وأهمية تفعيلها، وضمان التوزيع الجغرافي لها، وتفعيل التنمية المحلية من خلال دعم البلديات.
في شأن آخر، توقع خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة قبل نهاية العام المقبل، بينما أعلن أعضاء في المجلس تأجيل جلسته التي كانت مقررة اليوم (الاثنين) بالعاصمة حتى الاثنين المقبل، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
وقال المشري، في تصريحات تلفزيونية مساء (الأحد) إن الانتخابات قد تتم قبل شهر أكتوبر (تشرين الأول) العام المقبل، إذا تم إقرار «القاعدة الدستورية» للانتخابات، لافتاً إلى أنه تم قطع شوط كبير منها مع مجلس النواب.
وأضاف: «إذا تم إقرار هذه القاعدة في المدة القريبة، ستُسهل عمل القوانين الانتخابية، بحيث لا تتجاوز منتصف فبراير (شباط) المقبل، وبالنظر إلى أن التجهيز للانتخابات يحتاج تقريباً إلى 240 يوماً، بالتالي لا يتجاوز إجراؤها شهر أكتوبر المقبل».
وبعدما نفى وجود خلافات مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، رأى المشري أن الخلافات الموجودة، هي بين «كتلتين سياسيتين كبيرتين» في ليبيا، لافتاً إلى أن ما يهم المواطنين الآن هو المسار الدستوري لتعلقه بالانتخابات.
ومع ذلك فقد اضطر المجلس الأعلى للدولة إلى تأجيل جلسة كانت مقررة إلى الأسبوع المقبل، بعد حضور 24 عضواً فقط من بين 76 يمثلون النصاب القانوني اللازم. ويُفترَض أن تناقش هذه الجلسة المقررة، التي تأجلت للمرة الثانية على التوالي، قانون المحكمة الدستورية والمسار الدستوري والتواصل مع مجلس النواب.
في غضون ذلك، أعلن المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، البدء في تشكيل هيئة دستورية للإقليم الإداري الرابع عن طريق الانتخاب المباشر، بسبب فشل الأطراف السياسية في إيجاد قاعدة دستورية توافقية.
ودعا المجلس لإنهاء الأجسام السياسية الفاقدة للشرعية، ووضع خريطة طريق واضحة يشارك فيها كل أبناء الأمة الليبية، كما طالب بدعم جهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، في الدفع نحو حوار شامل لكل أبناء الأمة الليبية.
من جهة أخرى، قال عبد الله اللافي عضو المجلس الرئاسي الليبي، إنه ناقش اليوم (الاثنين)، مع المرشحين للانتخابات البرلمانية عن المنطقة الشرقية، مشروع المصالحة الوطنية، الذي يهدف لاستقرار ليبيا والوصول بها إلى الانتخابات.
ورأى أن هذا المشروع ليس مرتبطاً بزمن محدد، وقال إنه أهم أعمدة بناء السلام في ليبيا، وملك لكل الليبيين، بإشراف المجلس الرئاسي، والتعاون مع الخبراء المختصين في عديد المجالات من مؤسسات الدولة والجامعات.
ونقل اللافي عن المرشحين رغبتهم في نجاح المشروع كطوق للنجاة لليبيا، مؤكدين أن «مشروع المصالحة الوطنية الذي يقوده المجلس الرئاسي يسير بخطى ثابتة، وستكون نتائجه عادلة»، مطالبين «بدعمه حتى يحقق أهدافه المرجوة».
في إطار مختلف، استقبل اللافي، سفير دولة بنغلاديش لدى ليبيا، شميم الزمان، في مكتبه بطرابلس (الاثنين) بمناسبة انتهاء فترة عمله في ليبيا.
وأشاد السفير بـ«التعاون المثمر الذي التمسه من المجلس الرئاسي طيلة فترة عمله»، والتي وصفها بأنها «ساهمت في تطوير علاقات التعاون بين البلدين الصديقين في الكثير من المجالات».
من جهة أخرى، هدد «الجيش الوطني» بالتدخل لإنهاء ما وصفها بـ«التعقيدات الراهنة». وقال على لسان اللواء خالد المحجوب مسؤول توجيهه المعنوي، إنه «عندما تتبدل الأحوال لدينا أوراق سنكشف عنها في حينه».
ولفت المحجوب في تصريحات تلفزيونية مساء (الأحد)، إلى أن الجيش الذي «يسيطر على معظم البلاد، لن يطيل السكوت»، متابعاً: «لن نسكت عن تحوّل ليبيا إلى دولة فاشلة واستنزاف ثرواتها». ولفت إلى «انتظار الجيش موقف القوى السياسية والوطنية للتوافق على خريطة طريق تفضي لإجراء انتخابات».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.