اتهامات لقيادات حوثية بإرسال مسلحين وحرق متاجر لجني الإتاوات

تقديرات بتسبب الانقلاب في هجرة استثمارات تلامس 1.5 مليار دولار

عناصر الميليشيات الانقلابية في صنعاء يغلقون أحد المتاجر (إعلام حوثي)
عناصر الميليشيات الانقلابية في صنعاء يغلقون أحد المتاجر (إعلام حوثي)
TT

اتهامات لقيادات حوثية بإرسال مسلحين وحرق متاجر لجني الإتاوات

عناصر الميليشيات الانقلابية في صنعاء يغلقون أحد المتاجر (إعلام حوثي)
عناصر الميليشيات الانقلابية في صنعاء يغلقون أحد المتاجر (إعلام حوثي)

على خلفية رفض بعض التجار اليمنيين دفع الإتاوات المالية، لجأت الميليشيات الحوثية إلى ابتكار طرق عنف جديدة لإجبارهم على الدفع، من بينها إطلاق النار على المتاجر وافتعال الحرائق في المستودعات والسطو عبر العصابات المسلحة.
جاء ذلك في وقت كشفت فيه دراسة اقتصادية حديثة أن قيمة الاستثمارات الأجنبية التي غادرت اليمن إلى الخارج منذ انقلاب الميليشيات على السلطة الشرعية تجاوزت ملياراً و519 مليون دولار (الدولار نحو 560 ريالاً في مناطق سيطرة الميليشيات).
وبحسب مصادر يمنية مطلعة، لجأت الميليشيات لإجبار التجار الرافضين لدفع الإتاوات إلى ابتكار أساليب إجرامية جديدة؛ منها الإيعاز إلى عصابات مسلحة لإطلاق الرصاص في ساعات الليل على متاجر ثم اقتحامها ونهبها، إضافة إلى إحراق البضائع في نقاط التفتيش والمستودعات.
وكانت عصابة حوثية مسلحة شنت قبل أيام هجوماً على مركز تجاري يتبع رجل أعمال وسط مركز محافظة إب؛ حيث تخلل الهجوم إطلاق أعيرة نارية كثيفة من قبل المسلحين على المركز، ضمن محاولتهم مداهمته ونهب محتوياته، وذلك على خلفية رفض مالكه دفع إتاوات لمشرفي الجماعة في المحافظة.
وسبق ذلك بأيام قيام مسلحين حوثيين بإطلاق وابل من الرصاص بعد منتصف الليل على محلات تجارية تابعة لأحد التجار بمنطقة «القصبي» في مديرية العدين (غرب إب) بدواعي رفضه تقديم الدعم للاحتفال بالمناسبات الطائفية.
في السياق نفسه، أفادت تقارير محلية بإحراق مسلحين انقلابيين قبل أيام كميات كبيرة من المفروشات تتبع تاجر أثاث بنقطة تفتيش وجباية تقع على المدخل الشرقي لمحافظة الجوف (شمال شرق صنعاء) بعد رفض التاجر دفع إتاوات.
وذكرت المصادر أن المسلحين عمدوا عقب نشوب مشادة كلامية بينهم وبين التاجر حول تحديد مبلغ الجباية ورفض الأخير الاستجابة لها، إلى إفراغ المفروشات من على متن الشاحنة والشروع بإحراقها دون مبالاة.
وتعد هذه الجريمة ضمن سلسلة جرائم نهب وابتزاز وتعسف يمارسها الانقلابيون بصورة مستمرة في نقاط التفتيش التابعة لهم والمنتشرة على مداخل محافظة الجوف وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرتهم.
وتأتي الانتهاكات الحوثية الجديدة متوازية مع مواصلة الجماعة التصعيد من حدة إجراءاتها التعسفية وتضييقها المستمرّ على أصحاب المحلات التجارية، والمنشآت الخاصة بمختلف مناطق سيطرتها، من خلال فرض إتاوات غير قانونية تحت تسميات كثيرة يتصدرها دعم الاحتفالات لمناسبة ما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة طائفية تقيمها الجماعة بشكل سنوي، لنهب الأموال من المواطنين والتجار وأصحاب المؤسسات والشركات الخاصة.
ورداً على الانتهاكات الأخيرة للميليشيات، أصدرت نقابة التجار اليمنيين، ومقرها صنعاء، بيان احتجاج على ممارسات الميليشيات التعسفية بحق منتسبيها، واصفة إياها بـ«التعسفية».
وكشف البيان عن رفض التجار للقرار الصادر عن حكومة الجماعة الانقلابية غير المعترف بها دولياً بتاريخ 1 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، الذي يحضّ بشكل مفاجئ و«ارتجالي» و«غير مدروس» على تخفيض الأسعار، حيث يعتبرها ناشطون أنها «محاولة حوثية هدفها تحسين صورتها الإجرامية أمام اليمنيين القابعين بمناطق سيطرتها».
ووفقاً للبيان، الذي أصدره عضو نقابة التجار وعضو الغرفة التجارية الصناعية التاجر منصور الريمي، فإن القرار افتقر لربط المسؤولية بالمحاسبة وفق الدستور، معتبراً أن حكومة الميليشيات تسعى لحل مشكلاتها وعجزها وأهملت مشكلات التجار وحمّلتهم وحدهم كل ما ترتب على الحرب التي أشعلت فتيل نيرانها.
وتوعدت نقابة التجار حكومة الانقلابيين بتنفيذ إضراب شامل في كل المفاصل الاقتصادية في حال عدم استجابتها لمطالبهم، لافتة إلى أن ذلك يعد إنذاراً أخيراً للميليشيات وتصريحاً بأن تجارة اليمن ستغلق أبوابها عجزاً وإفلاساً وسط سيل القرارات التعسفية والمجحفة التي تتخذها الميليشيات والتي لا تراعي حق المواطنين والتجار معاً.
على صعيد آخر، كشفت دراسة اقتصادية صدرت حديثاً أن قيمة الاستثمارات الأجنبية التي غادرت اليمن إلى الخارج منذ انقلاب الميليشيات على الدولة تجاوزت ملياراً و519 مليون دولار.
وذكرت دراسة تمويل التنمية في اليمن، الصادرة عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي وبتمويل من منظمة «يونيسف»، أن هروب رؤوس الأموال الأجنبية إلى الخارج بلغ في المتوسط 217 مليون دولار سنوياً خلال الفترة 2014 – 2021.
وكان تجار ورجال أعمال في صنعاء وريفها وإب وذمار وحجة وغيرها شكوا في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، من استمرار مضايقات الميليشيات لهم، وأكدوا أن الميليشيات تشن حملات متواصلة لجمع جبايات نقدية بالقوة تحت تسميات عدة؛ أبرزها تمويل المناسبات وجبهات القتال.
واتهم التجار الجماعة الحوثية بأنها عمدت طيلة انقلابها إلى ممارسة مختلف أشكال الضغوط عليهم وعلى زملائهم بغية نهب أموالهم تحت مسميات متعددة، منها: المجهود الحربي، وأسبوع الشهيد، وذكرى الصرخة، وذكرى الانقلاب، ويوم الولاية، والمولد النبوي.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.