مقتل ناشط إغاثة فلسطيني في مخيم اليرموك.. وتصعيد للنظام بريف دمشق

قصف الطيران لـ«داعش» بمدينة الباب في ريف حلب يستهدف تجمعات المدنيين

ملالا يوسفزاي الحاصلة على «نوبل للسلام» زارت مخيم الأزرق في الأردن أمس.. وفي الصورة تشارك ملالا أطفال المخيم لعب كرة القدم
ملالا يوسفزاي الحاصلة على «نوبل للسلام» زارت مخيم الأزرق في الأردن أمس.. وفي الصورة تشارك ملالا أطفال المخيم لعب كرة القدم
TT

مقتل ناشط إغاثة فلسطيني في مخيم اليرموك.. وتصعيد للنظام بريف دمشق

ملالا يوسفزاي الحاصلة على «نوبل للسلام» زارت مخيم الأزرق في الأردن أمس.. وفي الصورة تشارك ملالا أطفال المخيم لعب كرة القدم
ملالا يوسفزاي الحاصلة على «نوبل للسلام» زارت مخيم الأزرق في الأردن أمس.. وفي الصورة تشارك ملالا أطفال المخيم لعب كرة القدم

شيع أبناء مخيم اليرموك صباح أمس الناشط الإغاثي مصطفى الشرعان (أبو معاذ)، بعد اغتياله ليلة أول من أمس، عقب خروجه من صلاة التراويح بمسجد عبد القادر الحسيني في المخيم، عندما أطلق ملثمون مجهولون النار على الشرعان ولاذوا بالفرار، ونُقل على الفور إلى بلدة يلدا المجاورة للمخيم لتلقي العلاج فيها، لكن محاولات إنعاشه فشلت بسبب إصابته الخطيرة، وعدم توفر المستلزمات الطبية الضرورية لعلاجه، بحسب موقع «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» التي نشرت الخبر.
ويعد الشرعان أحد الناشطين الإغاثيين الذين رفضوا الخروج من مخيم اليرموك وفضلوا البقاء فيه لخدمة سكانه المحاصرين. وكان الشرعان المسؤول السابق لـ«هيئة فلسطين الخيرية» في مخيم اليرموك، وأسس مع مجموعة من أبناء المخيم «مؤسسة الوفاء الخيرية» التي قامت بكثير من المشاريع الخيرية، إضافة إلى دعمه مشفى الجمعية الخيرية وافتتاحه صيدلية تقدم خدماتها لأبناء المخيم.
وعملية الاغتيال هذه تعد الخامسة عشرة، بعد استهداف كثير من الكوادر الإغاثية وعدد من الناشطين في المخيم، التي تسجل ضد مجهول بسبب الفلتان الأمني داخل المخيم، على الرغم من سيطرة «داعش» و«النصرة» على أكثر من 70 في المائة من المخيم.
ميدانيا، قتل أمس الاثنين 13 شخصًا بينهم طفل جراء قصف جوي لقوات النظام على مدينة الباب الواقعة في شمال سوريا، والتي يسيطر عليها تنظيم داعش، لترتفع حصيلة القتلى إلى 47 خلال يومين، وفق ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أكد أن «الطيران المروحي التابع للنظام ألقى حاويات متفجرة على أماكن في منطقة سوق المازوت ومناطق أخرى في مدينة الباب التي يسيطر عليها (داعش) في ريف حلب الشمالي الشرقي»، مشيرًا إلى أن «القصف أسفر عن إصابة أكثر من أربعين آخرين بجروح، واعتبار عشرة أشخاص على الأقل في عداد المفقودين».
في هذا الوقت أعلنت «لجان التنسيق المحلية في سوريا»، أن «القصف الذي طال مدينة الباب أدى إلى احتراق عدد من الجثث التي تفحّمت ولم يتم التعرف على هوية أصحابها». وأشارت إلى أن «هذا القصف يأتي غداة تعرض المدينة لقصف جوي مماثل يوم السبت الماضي، أسفر عن مقتل 34 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال». وتحدث ناشطون عن «عشرات الغارات التي نفذها الطيران الحربي على نقاط في منطقة آسيا قرب مدينة حريتان وبلدة عندان في ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى عدة غارات على مناطق في بلدة عنجارة ومحيطها بريف حلب الغربي».
أما في حماه فلم يكن الوضع أقل حدّة؛ إذ أفاد موقع «الدرر الشامية» المعارض، أن «طيران النظام قصف بلدة اللطامنة في ريف حماه، بينما ردت الفصائل المعارضة بقصف مواقع عسكرية لقوات النظام في بلدة سلحب بريف حماه الغربي بصواريخ غراد. كما استهدفت قوات المعارضة رتلاً للقوات السورية النظامية على طريق السلمية - الرقة في ريف حماه الشرقي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين».
بدوره، نقل «مكتب أخبار سوريا» المعارض عن ناشطين، معلومات تفيد بأن «عناصر من كتيبة (أنصار الهدى) التابعة للجيش السوري الحر قاموا بتفجير لغمٍ أرضي على الطريق كانوا زرعوه سابقًا، ما أسفر عن تدمير السيارة ذات الدفع الرباعي المزوّدة برشاش، بالإضافة إلى مقتل تسعة عناصر من القوات النظامية». وتحدث عن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بعد التفجير، ممّا أدى إلى سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين». وأكد أن «الطيران ألقى الألغام البحرية على قرى العنكاوي والعمقية وقليدين في ريف حماه الغربي، الخاضعة جميعها لسيطرة المعارضة، ممّا أدّى إلى حدوث دمارٍ واسع بالأبنية السكنية، من دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين».
إلى ذلك، ذكر «مركز ‫حماه الإخباري»، أن «مواجهات اندلعت في مناطق مختلفة في ريف حماه الغربي، بين ضباط فارّين وعناصر قوات نظام الأسد، فيما قام الثوار باستهداف مواقع وتجمُّعات النظام بصواريخ (غراد)»، مشيرًا إلى أن «الثوار أطلقوا وابلاً من صواريخ (غراد) على تجمعات قوات الأسد في مدينة‫‏سلحب في الريف الغربي، وحققوا إصابات مباشرة».
وفي دمشق ومحيطها، صعدت القوات النظامية صباح أمس من حملتها الجوية وعمليات القصف العشوائية على حي جوبر ومدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق. وأفاد ناشطون أن «الطيران الحربي شن أكثر من 10 غارات جوية بالصواريخ الفراغية على أطراف‫‏حي جوبر ومدن وبلدات ‏زملكا وعربين وعين ترما بالغوطة الشرقية من جهة ‏المتحلق الجنوبي، أسفرت عن دمار هائل في الأبنية السكنية». وتزامن ذلك مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف من مدافع قوات الأسد المتمركزة على جبال قاسيون، وأن أصوات القصف والانفجارات تُسمع في جميع أحياء مدينة دمشق.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.