بينما أكد مسؤول في حكومة الأنبار المحلية أن الاجتماع الذي عقد مؤخرا بين مسؤولين في حكومة الأنبار والسفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز لم يتضمن موقفا أميركيا قاطعا برفض مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في معارك تحرير الأنبار، فإن مسؤولا أمنيا أبلغ «الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى هويته، بأن «الأميركيين كانوا أعلنوا بالفعل ونتيجة لما وصلهم من معلومات من بعض القيادات السنية في محافظتي صلاح الدين والأنبار عن ما عدوه انتهاكات لعناصر من ميليشيات الحشد الشعبي فقد رغبوا بعدم المشاركة في معركة الأنبار حتى لا يتم دفع المزيد من أبناء تلك المناطق السنية إلى أحضان (داعش)».
لكن، وحسب نفس المسؤول، تمت في لقاءات رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري مع الإدارة الأميركية في واشنطن «تسوية الأمر»، مضيفا أنه «في بغداد حصلت لقاءات مماثلة تم التوصل خلالها إلى نوع من التفاهم بحيث يتولى طيران التحالف الدولي ضرب مواقع (داعش) بينما تشارك ميليشيات الحشد الشعبي في إطار القوات المسلحة وبإشراف مباشر من قبل رئيس الوزراء».
وبين المسؤول الأمني أن «من الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تراجع الموقف الأميركي هو انتكاسة الرمادي خلال شهر مارس (آذار) الماضي التي لم تكن بالحسبان مما جعل من أمر مشاركة الحشد وفق ضمانات أمرا ضروريا». ويضيف المسؤول الأمني أن «رئيس البرلمان سليم الجبوري طالب الأميركيين بتسليح العشائر لكنه لم يرفض مشاركة الحشد في العمليات العسكرية».
من جهته أكد عضو مجلس محافظة الأنبار كريم هلال أن «السفير الأميركي وخلال اجتماعه بمجلس المحافظة لم يقل بالحرف إنه لا يريد وجود الحشد وإنما أعطى انطباعًا بأن أميركا لا تحبذ مشاركته في استعادة الأنبار، ملقيًا باللائمة على حكومة المحافظة نفسها، التي لا قدرة لها على طرد التنظيم بمعزل عن مشاركة الحشد». ويضيف هلال «طلبنا من الأميركيين مواصلة الضربات الجوية في الأنبار التي ما زلنا نرى أنها لا تفي بالغرض بالإضافة إلى أن تسليح العشائر من قبل الحكومة أو الأميركيين لم يأخذ بعد الصيغة الجدية». وتتناقض مشاركة الميليشيات في معركة تحرير الأنبار مع خطة قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي إن مستشارين عسكريين ساهموا في صياغتها مع الحكومة العراقية تنص على أن تتولى قوات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية بقيادة قوات مكافحة الإرهاب عملية تحرير الأنبار من دون مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في القوة المهاجمة تفاديا لتوترات طائفية.
في السياق نفسه، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، لـ«الشرق الأوسط»: «معظم مقاتلينا من متطوعي أبناء العشائر لم يتم تسليحهم من أجل مشاركتهم في عمليات التحرير وكذلك لم يكن هناك تنسيق مع الخبراء والمستشارين الأميركيين الموجودين في الحبانية حول بدء العمليات ولا علم لنا إن كان تم اتفاق مسبق مع الحكومة المركزية حول انطلاق العمليات العسكرية وكل ما نعلمه أن الجانب الأميركي يدعم تسليح العشائر ومشاركتهم في تحرير مدن الأنبار ويرفض من جانبه مشاركة قوات الحشد الشعبي».
من جانبه، أعرب الشيخ نعيم الكعود، شيخ عشائر البو نمر في محافظة الأنبار ورئيس مجلس العشائر المنتفضة ضد تنظيم داعش، استغرابه من عدم مشاركة أبناء العشائر في عمليات التحرير. وقال الكعود لـ«الشرق الأوسط»: «السؤال الأهم هو من سيمسك الأرض بعد عمليات التحرير؟ وهل ستبقى القوات الأمنية والحشد داخل مدينتي الرمادي والفلوجة». وأضاف: «أنا شخصيًا سمعت ببدء العمليات العسكرية عير وسائل الإعلام حالي حال أي مواطن عراقي بينما كنا نمني النفس بإناطة شرف استعادة أراضينا بعشائرنا».
الشيخ رافع الفهداوي شيخ عشائر البو فهد والأمين العام لحلف الفضول لعشائر الأنبار المتصدية لتنظيم داعش قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتمنى أن نكون نحن رأس الرمح في عمليات تحرير مدن الأنبار، ولكن للأسف لم يحدث هذا، ولا نعرف ما السبب وراء عدم تجهيز الحكومة لأبنائنا المتطوعين بالسلاح والذين تلقوا التدريبات على أعلى المستويات تحت إشراف مدربين أميركيين».
وبالتزامن مع انطلاق عملية تحرير الأنبار، أعلنت وزارة الدفاع العراقية تسلم أربع مقاتلات حربية من طراز «إف 16»، هي الدفعة الأولى من اتفاق مبرم منذ أعوام مع واشنطن، فيما يشكل تعزيزا لقوتها الجوية المحدودة في خضم الحرب ضد «داعش». وجاء في بيان مقتضب للوزارة عبر موقعها الإلكتروني وصول الطائرات الأربع إلى قاعدة بلد الجوية (70 كلم شمال بغداد). ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بريت ماكغورك، مساعد المنسق الأميركي للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم داعش، قوله في تغريدة له عبر موقع «تويتر» إنه «بعد أعوام من التحضير والتدريب في الولايات المتحدة، هبط طيارون عراقيون اليوم (أمس) بأول بسرب من مقاتلات (إف 16) العراقية في العراق».
وأبرم العراق مع الولايات المتحدة اتفاقا في عام 2011 لشراء 36 مقاتلة من هذا الطراز. إلا أن تسليم المقاتلات أرجئ العام الماضي بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد في يونيو (حزيران)، وانهيار قطاعات من الجيش العراقي وسقوط بعض مراكزه بيد المتطرفين. ودفع تقدم المتطرفين في مناطق قريبة من قاعدة بلد العام الماضي، إلى سحب المتعاقدين الأميركيين الذين كانوا يعملون على تأهيلها لاستقبال المقاتلات.
غموض أميركي حول مشاركة ميليشيات {الحشد الشعبي} في معركة الأنبار
شيخ عشيرة تقاتل «داعش»: علمت بانطلاق العمليات من وسائل الإعلام
غموض أميركي حول مشاركة ميليشيات {الحشد الشعبي} في معركة الأنبار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة