إطلاق مشروع «اكتفاء» لتقديم الحد الأدنى من متطلبات النازحين إلى المكلا

يشمل جميع الهاربين من انتهاكات ميليشيا التمرد

إطلاق مشروع «اكتفاء» لتقديم الحد الأدنى من متطلبات النازحين إلى المكلا
TT

إطلاق مشروع «اكتفاء» لتقديم الحد الأدنى من متطلبات النازحين إلى المكلا

إطلاق مشروع «اكتفاء» لتقديم الحد الأدنى من متطلبات النازحين إلى المكلا

بعد أن فشلت مساعي الأمم المتحدة في إقرار هدنة مؤقتة حتى نهاية شهر رمضان الحالي، أطلق ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية في المكلا عاصمة حضرموت جنوب اليمن مشروعا خيريا أطلق عليه اسم مشروع «اكتفاء» الذي يستهدف تقديم الحد الأدنى من المتطلبات المعيشية التي يحتاج إليها النازحون. وأوضح عبد الرحمن بن غانم لـ«الشرق الأوسط» وهو المسؤول عن مشروع «اكتفاء»، أن المشروع يستهدف إغاثة الأسر النازحة من مناطق الصراع في اليمن، ويشمل جميع الهاربين من نار التمرد الحوثي.
وركز على أن المشروع يقدم للنازحين الإعانة اللازمة للاستقرار الاجتماعي في المناطق التي نزحوا إليها، حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم الطبيعية ويستطيعوا إعالة أسرهم وصولاً إلى حد الاكتفاء في أساسيات الحياة.
ووفقا للمسؤول عن المشروع، فإن الرؤية الأولية تتلخص في السعي نحو تحقيق اكتفاء ذاتي لـ80 في المائة من إجمالي الأسر المستفيدة خلال 6 أشهر، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الاستقرار الاجتماعي الذي يشمل الإيجار للمساكن، وتأثيثها، وتوفير الغذاء اللازم للأسر النازحة.
وشدد ابن غانم على أن مشروع اكتفاء يشمل مناطق حضرموت، وعدن، وأبين، وتعز، وشبوة، ولحج، ويستمر لمدة ستة أشهر بهدف تحقيق الاستقرار الاجتماعي للأسر النازحة، وصولا إلى ما يمكنها من الانخراط في سوق العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وقال إن المشروع يستهدف الأسر النازحة والتي يزيد عددها على 7496 أسرة، مشيرا إلى أن تكاليف الأسرة الواحدة خلال مدة المشروع 297 ألف ريال يمني (1389 دولارا).
وأكد المشرف على مشروع اكتفاء، وصول سجلات أكثر من 500 أسرة بحاجة للمشروع، مبينا أن السجلات التي تم تأكيد تسلمها وصلت من نحو عشر جمعيات ومؤسسات منفذة. وقال إنه تم فرز البيانات المكتملة والتي تحص 287 أسرة، ثم تم رفع خطاب للجهات المنفذة بالنسب المعتمدة لها من الحالات. ونوه بن غانم إلى أن إجمالي الاعتمادات المالية للدفعة الأولى من المشروع بلغت 59.400.000 ريال يمني، مبينا أن هذا المبلغ يمثل تكاليف 200 أسرة تم اعتمادها بعد أن رفعت كشوفاتها المنظمات المعنية في اليمن.
وعلى صعيد الأوضاع الميدانية في مختلف مناطق اليمن، جدد شيوخ وزعماء عدد من القبائل الرافضة للتمرد على الشرعية، مطالبهم بضرورة قطع خطوط الإمدادات عن الميليشيات الحوثية والقوى الداعمة للانقلاب في اليمن، لإنهاء صمود الانقلاب وتغيير كفة الموازين لصالح أنصار الشرعية، خاصة بعد تفوق مقاتلي القبائل في العدد من المعارك التي خاضوها مع الميليشيات المتمردة.
وأكد زعماء الكثير من القبائل اليمنية الموالية للشرعية والداعمة للتدخل العسكري الذي تباشره قوات التحالف العربي في اليمن، أن استمرار المواجهات العسكرية والدخول في مزيد من المعارك مهما كانت التبعات يظل هو الأفضل من القبول بهدنة تبقي على مكتسبات التمرد على الأرض كما كانت تريد الأمم المتحدة.
يشار إلى أن أبرز ما يحسب للمقاتلين من أبناء القبائل الموالية للشرعية هو عدم وجود خيانات في صفوف أي من القبائل، فضلا عن ثبات وحدة الصف بين مختلف القبائل، وهو ما قطع الطريق على التمرد الحوثي، ومن معه من المتمردين على الشرعية في اليمن رغم محاولاتهم اختراق القوى القبلية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.