تزامنًا مع مفاوضات فيينا.. استئناف محاكمة صحافي أميركي في طهرانhttps://aawsat.com/home/article/406046/%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%86%D9%8B%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A6%D9%86%D8%A7%D9%81-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86
تزامنًا مع مفاوضات فيينا.. استئناف محاكمة صحافي أميركي في طهران
مراسل «واشنطن بوست» يواجه تهم تجسس
زوجة جيسون رضايان الصحافي الأميركي المعتقل في طهران يغانه صالحي ووالدته ماري بعد جلسة محاكمته في طهران أمس (أ.ب)
طهران:«الشرق الأوسط»
TT
طهران:«الشرق الأوسط»
TT
تزامنًا مع مفاوضات فيينا.. استئناف محاكمة صحافي أميركي في طهران
زوجة جيسون رضايان الصحافي الأميركي المعتقل في طهران يغانه صالحي ووالدته ماري بعد جلسة محاكمته في طهران أمس (أ.ب)
بينما واصل المفاوضون من إيران والولايات المتحدة المفاوضات حول برنامج طهران النووي في فيينا أمس، مثل صحافي أميركي أمام محكمة إيرانية بتهمة «التجسس». واستؤنفت أمس محاكمة مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضايان بتهمة التجسس أمام محكمة في طهران بعد تعليقها لأكثر من شهر.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الجلسة الثالثة لهذه المحاكمة افتتحت في الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (6.30 توقيت غرينتش). وكانت المحاكمة التي تجري في جلسات مغلقة، بدأت في 26 مايو (أيار) أمام الغرفة الـ15 للمحكمة الثورية في طهران، وهي محكمة خاصة تنظر في القضايا السياسية أو تلك المتعلقة بالأمن القومي.
ويتهم الصحافي رضايان، وعمره، 39 عاما، يحمل الجنسية الأميركية، ووالده إيراني، بـ«التجسس» و«جمع معلومات سرية» و«التعاون مع حكومات معادية» و«نشر دعاية ضد النظام».
وينفي الصحافي الموقوف منذ عام في سجن ايوين شمال العاصمة، هذه التهم وقدم فريق الدفاع مرافعته خلال الجلسة السابقة في 8 يونيو (حزيران) .
ونددت أسرة رضايان بالاتهامات «المثيرة للسخرية»، بينما اعتبرت الصحيفة الأميركية أن الصحافي الذي يواجه إمكان الحكم عليه بالسجن بين 10 و20 عاما «ضحية لنزاعات» داخلية في إيران.
وكان رضايان يعمل لحساب الصحيفة الأميركية منذ 2012. وأوقف في 22 يوليو (تموز) 2014 مع زوجته يغانه صالحي في منزلهما لأسباب لم تتضح حتى الآن. وأوقفت أيضا معهما في اليوم نفسه مصورة صحافية لم يكشف اسمها.
وأطلق سراح المرأتين بكفالة، ولم يتحدد موعد محاكمتهما. لكن رضايان الذي تدهورت صحته منذ اعتقاله، لا يزال موقوفا منذ 10 أشهر في سجن ايوين، المعروف بقساوة سجانيه.
وأثار توقيف رضايان توترا جديدا بين إيران والولايات المتحدة، وقد دعت واشنطن السلطات الإيرانية إلى إطلاق سراح رضايان إلا أن طهران التي لا تعترف بازدواج الجنسية أصرت على أن القضية شأن إيراني وشددت على استقلالية القضاء.
الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيينhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5091874-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7-%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%88%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%86
الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)
قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.
كان جوهري، قيادي «طالبان» السابق يرتدي نظارات شمسية ومعطفاً من الصوف الثقيل، كما لو أنه قد يترك المكان في أي لحظة. على طاولة مغطاة بالبلاستيك تفصل بيننا تحت ضوء الفلورسنت، كان هناك تل من اللحم والأرز الذي لم يُمس. كانت هذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها، تحديداً في شتاء عام 2022، وقد اختار للقاء مكاناً يقع في نُزل وسط شارع مزدحم.
كانت أصوات التجار وهدير حركة المرور تتسلل عبر نافذة مفتوحة فيما كنت أشرح له لماذا تعقبتُ أثره. منذ أكثر من عقد من الزمان، حاصر 150 مقاتلاً من «طالبان» قاعدة أميركية في سفوح جبال «هندوكوش»، وقُتل تسعة جنود وأُصيب أكثر من عشرين فيما باتت تُعرف بمعركة «ونت»، التي تعد واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية خلال الحرب بأكملها.
هذا الرجل، الملا عثمان جوهري، كان قائد ذلك الهجوم، وهي معجزة أنه لا يزال على قيد الحياة. فخلال الحرب، كان القادة المتوسطون في «طالبان» يلقون حتفهم بانتظام. لكن ها هو حيٌّ يُرزَق. على مدار أكثر من عشرين عاماً، كانت الصحافة الأميركية تغطي نصف الحرب فقط. وأنا، بصفتي صحافياً سابقاً في أفغانستان ورئيس مكتب كابل، كنت جزءاً من ذلك أيضاً. كانت أجزاء كبيرة من البلاد محظورة، وكان تصوُّر «طالبان» غالباً ما يقتصر على دعاية الحركة، وكانت القصة الحقيقية غير معروفة. قرأتُ بصفتي صحافياً كل التقارير المتعلقة بمعركة «ونت»، وكل درس مستفاد. لكن الآن وقد انتهت المعارك، أصبحت أتساءل عما فاتنا. قد أتمكن من الحصول على بعض الرؤى حول كيفية انتهاء الحرب بشكل سيئ بالنسبة إلى الولايات المتحدة (وكذلك بالنسبة إلى كثير من الأفغان، لا سيما النساء).
أردت رؤية الحرب من الجانب الآخر لتقديم منظور قد لا يراه القارئ مطلقاً، ودروس مستفادة من الجماعة الوحيدة التي لم يُطلب منها ذلك، جماعة «طالبان». فبعد حرب فيتنام، التي تتشابه إلى حد كبير مع الحرب في أفغانستان لدرجة أنها أصبحت أشبه بالإكليشيه، مرّت عقود قبل أن تتعامل الولايات المتحدة مع عدوها السابق.
وبحلول ذلك الوقت، كان كثير من قادتها العسكريين قد ماتوا، وضاعت فصول من التاريخ ربما إلى الأبد، حسب المؤرخين.
قدمتُ هذا العرض للملا عثمان جوهري مرتين من قبل: الأولى كانت عبر حارسه الشخصي، الذي كان يرتدي زياً يشبه زي قوات العمليات الخاصة؛ والأخرى كانت عبر مساعده، الذي كان بمثابة قنبلة موقوتة في الانتظار، ولم يعد مطلوباً. أخيراً، جلستُ أمام الملا عثمان نفسه، وعندما انتهيت من حديثي، لم يقل شيئاً، ولم يحرّك حتى رأسه. نظرنا إلى الطعام الذي بدأ يبرد أمامنا حتى أشار إلى حارسه ليتهيأ، فقد كنا متجهين إلى موقع «ونت» بسفوح جبال «هندوكوش».
اليوم في «ونت»، ما زالت بقايا القاعدة الأميركية السابقة قائمة، مهدمة وممزقة كذكرى باهتة، أطرافها التي كانت قائمة في السابق ذابت في الأرض مثل لوحة لسلفادور دالي. أراني الملا عثمان خطوط إمداد «طالبان» ومواقع إطلاق النار، وأعاد تمثيل الحصار. لكن بينما كنا نتحدث على مدار الأيام التالية، ثم الأشهر والسنة التالية، أقنعني الملا عثمان بأن معركة «ونت» بدأت فعلاً قبل سنوات -لكنّ الأميركيين لم يكونوا يدركون ذلك. قال لنا إنه لكم يكن عضواً في «طالبان» عندما بدأت الحرب. وبعد انضمامه، أصبح موضع سخرية في قريته. كان السكان المحليون في الوادي يؤمنون بمستقبل وَعَدَتْهم به الولايات المتحدة. لكن بعد ذلك، بدأت الغارات الجوية الأميركية، التي استهدفت مسلحين مشتبه بهم، في قتل الأبرياء. هذه القصة مألوفة بشكل محبط، ولكن كان ما هو أغرب، فالأمريكيون قتلوا وجرحوا أولئك الذين دعموا وجودهم أكثر من غيرهم.
بدأت عمليات تجنيد «طالبان» في الازدياد، حسب الملا عثمان، مع تحول الأميركيين من حلفاء إلى أعداء.
يقول : «لم يكن هناك أي عنصر لـ(طالبان) هنا عندما بدأت الحرب»، عبارة قالها لي الملا عثمان جوهري في تلك الرحلة الأولى إلى قريته الأصلية في ويغال، التي تقع في عمق الوادي تحت الجبال الشاهقة المغطاة بالثلوج. «لكن بعد أن دخل الأميركيون وبنوا قواعدهم وقتلوا الأبرياء، نهض الناس وقرروا القتال».
دروس مستفادة
نورستان، منطقة جبلية في شمال أفغانستان، لم تكن تهدف مطلقاً لتكون نقطة محورية في الحرب على الإرهاب. لم تكن معقلاً طبيعياً لـ«القاعدة» أو «طالبان». في الواقع، خلال فترة حكمهم الأولى في التسعينات، كانت «طالبان» قد دخلت المنطقة بالكاد. ومع ذلك، اعتقد الأميركيون أنها طريق لتهريب الأسلحة والمقاتلين وملاذ آمن لتنظيم «القاعدة»، لذا بنوا قواعد وبدأوا في تنفيذ دوريات عدوانية في أماكن كانت معتادة على الاستقلال.
في رحلاتي عبر الوادي، قابلت حلفاء للولايات المتحدة تعرضوا للتشويه جراء الغارات الجوية، والذين فقدوا عائلاتهم أيضاً. هؤلاء الأشخاص كانوا بمثابة تذكير بقلة إدراك الولايات المتحدة للحرب التي كانت تخوضها. اتضح أن الأميركيين كانوا مخطئين بشأن كون نورستان معقلاً للإرهابيين. لكن قواعدهم أصبحت بمثابة مغناطيس يجذب المسلحين، مثل «حقل الأحلام» للمتمردين: الأميركيون بنوها، ثم جاءت «طالبان». وبحلول الوقت الذي قاد فيه الملا عثمان فريقه عبر الجبال لشن الهجوم على القاعدة الأميركية في «ونت»، كان الوادي قد تحوَّل ضد الأميركيين، وكانت النتيجة مأساوية.