الجانب غير المعروف في قصة جيسي لينغارد الحزينة

مهاجم نوتنغهام فورست يتحدث عن معاناته مع الاكتئاب خلال مسيرته في مانشستر يونايتد

أصبح لينغارد مستعداً للقيام بأي شيء من أجل الهروب من واقعه الكئيب (غيتي)
أصبح لينغارد مستعداً للقيام بأي شيء من أجل الهروب من واقعه الكئيب (غيتي)
TT

الجانب غير المعروف في قصة جيسي لينغارد الحزينة

أصبح لينغارد مستعداً للقيام بأي شيء من أجل الهروب من واقعه الكئيب (غيتي)
أصبح لينغارد مستعداً للقيام بأي شيء من أجل الهروب من واقعه الكئيب (غيتي)

ربما تكون أفضل طريقة لتلخيص الحالة السيئة التي مرّ بها اللاعب الإنجليزي جيسي لينغارد هي الإشارة إلى أنه قد تحول إلى شخص آخر تماماً وأصبح يتصرف بطريقة مختلفة تماماً عما كان عليها في السابق، فبعدما كان مرحاً ومتفتحاً ويحب التواصل مع الآخرين أصبح لا يرغب في مغادرة المنزل، وبعدما كان يحتضن الكرة دائماً وينصبّ تفكيره بالكامل على اللعبة أصبح لا يريد النزول إلى أرض الملعب من الأساس! وعلاوة على ذلك، اتجه لينغارد حتى لتناول الكحوليات، وأصبح مستعداً للقيام بأي شيء من أجل الهروب من واقعه الكئيب.
يقول لينغارد عن ذلك «كنت أفعل أي شيء من دون تفكير، وكنت أوافق على الرأي الذي يقوله الناس من دون أي مناقشة، ولم أكن أعترض على أي شيء. كانت الكلمات تدخل من إحدى أذني وتخرج من الأخرى من دون أي اهتمام. لقد كنت مثل الشخص المخدر، وكنت أريد أن أستمر على هذه الحالة حتى لا أشعر بأي شيء». من المؤكد أن هذه هي أعراض الاكتئاب، الذي عانت منه أيضاً والدة لينغارد، كيرستي، لفترة طويلة. يقول لينغارد، إن والدته كانت «مكتئبة منذ ولادتي»، وغالباً ما كانت تتلقى العلاج وتبقى في الفراش وتشعر بالتعب والإرهاق وتجلس بمفردها. وقد عانى لينغارد من الاكتئاب هو الآخر في عام 2019 عندما كان لاعباً في صفوف مانشستر يونايتد، وبدأت أعراض الاكتئاب تتزايد عليه بشكل كبير خلال الأشهر التي سبقت أول فترة إغلاق بسبب فيروس كورونا في مارس (آذار) 2020.
يقول لينغارد، إن الاكتئاب وصل إلى أعلى مستوياته في مباراة مانشستر يونايتد أمام ديربي كاونتي في كأس الاتحاد الإنجليزي في بداية ذلك الشهر2020... ورغم أنه لعب المباراة بالكامل ورغم أن مانشستر يونايتد فاز بثلاثية نظيفة، فإنه لم يقدم أداءً جيداً. وعندما استقل حافلة الفريق بعد المباراة، وجّه إليه بعض مشجعي مانشستر يونايتد إساءة بالغة. لقد كانوا لا يعرفون شيئاً عما يجري في حياة لينغارد. فعندما دخلت والدته مصحة في لندن في عام 2019 لتلقي العلاج، جاء شقيق لينغارد الأصغر، جاسبر، وشقيقته الصغرى، ديزي، للعيش معه. لقد استضافهما في منزله «لمدة تزيد على ستة أشهر»، وظل يعتني بهما ويتأكد من ذهابهما إلى المدرسة ويهتم بكل الأشياء الأخرى من هذا القبيل. ونظراً لأن لينغارد كان قلقاً للغاية على والدته وكان يشعر بأن شقيقيه يفتقدانها؛ فقد بدأ يعاني نفسياً.

لينغارد فقد مكانه في تشكيلة منتخب إنجلترا بسبب الاكتئاب (غيتي)

لكن المشجعين الذين يسيئون للاعبين لا يهتمون بمثل هذه الأمور، فهم يرون لينغارد على أنه لاعب كرة قدم يحصل على مقابل مادي مرتفع وحقق حلمه باللعب للنادي الذي يعشقه منذ طفولته، وبالتالي يتعين عليه أن يلعب بشكل جيد، وهذا هو كل ما في الأمر. لكن لينغارد يريد الحديث عن الظروف الصعبة التي مر بها، والأوقات العصيبة التي قضاها في مانشستر يونايتد، والأهم من ذلك أنه يرغب في زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بالصحة الذهنية. لهذا السبب تعاون مع القناة الرابعة في بريطانيا من أجل إنتاج فيلم وثائقي بعنوان «الجانب غير المعروف في قصة جيسي لينغارد».
يقول لاعب مانشستر يونايتد السابق «شعرت بأن الجميع يراقبونني، خاصة بعد مباراة ديربي كاونتي، وتعرّضت للإساءة عندما صعدت إلى الحافلة. أنا أتقبل مثل هذه الأشياء في الأوقات العادية، لكنك تصل في بعض الأحيان إلى النقطة التي لم يعد فيها بإمكانك تقبل مثل هذه الأمور مرة أخرى». ويضيف «لا أحد يعرف شيئاً عن معاناتي خارج الملعب؛ لذلك فكل تفكيرهم هو أنني لاعب كرة قدم وأعيش في منزل جميل ولدي الكثير من الأموال ويمكنني أن أتعامل مع أي شيء. لكن الوضع يكون مختلفاً تماماً عندما يتعلق بصحة الشخص وسلامته النفسية، فكلنا بشر».
ويتابع «كان الأمر صعباً للغاية في تلك الفترة بالتحديد، وربما استمر هذا الأمر لأشهر. لم أكن أرغب في اللعب في حال قدمت أداءً سيئاً وكان هناك المزيد من التعليقات. أنا أعشق كرة القدم، لكن في ذلك الوقت لم أكن أرغب في اللعب من الأساس حتى لا أتعرض لهذا الموقف. كنت ألعب وأنا أشعر بأنني غير موجود، وكانت المباريات تمر من دون أن أفعل أي شيء. عندما لا يؤدي أي لاعب كرة قدم بشكل جيد في أي مباراة، فإنه يعمل جاهداً من أجل استعادة مستواه في المباراة التالية، لكنني لم أكن في حالة ذهنية تسمح لي بالقيام بذلك. كنت أرغب في التوقف تماماً عن اللعب والحصول على بعض الوقت للراحة والجلوس في المنزل فقط. لم أكن أرغب في أن أكون في الملعب وأن يدقق الجميع فيما أقدمه. لكن عندما تبتعد عن اللعب فإن الضغوط تتزايد عليك بشكل أكبر».
يرسم لينغارد صورة حية للوحدة التي كان يشعر بها داخل الملعب، حيث يشير إلى أنه كان يرى أنه يقف وحيداً أمام الآلاف الذين ينتظرون أي خطأ منه ولا يسامحونه على الإطلاق. يرفع لينغارد يديه ويوجههما ببطء نحو رأسه، ثم يقول «تشعر وكأن كل شيء يضيق عليك ويُغلق في وجهك، وأن كل الضغوط قد أصبحت على كاهلك. وعندئذ، تشعر بأنك لا تريد أن ترى أحداً ولا تريد أن تلعب الكرة، وتسعى للابتعاد عنها. لقد تغيرت تماما، فلم أكن بهذا الشكل من قبل على الإطلاق».
هناك مشهد في الفيلم الوثائقي يقوم فيه الشقيق الأكبر للينغارد، لوي، بتصوير لينغارد بالفيديو وهو مستلقٍ على الأريكة ولا يتحرك وعيناه تلمعان. لقد ظل لينغارد على هذا الحال لبضع دقائق وكأنه في عالم منعزل تماماً عن الآخرين. يقول لينغارد «كان كل ما أفعله هو أن أعود إلى المنزل وأستلقي على الأريكة وأحدق فيما هو أمامي. عندما أنظر إلى ذلك الفيديو الآن، فإنني لا أعرف ما الذي كنت أفكر فيه، لكن من الواضح أنني كنت أعاني. كان كل ما أريده حرفياً هو أن أجلس فقط في المنزل وأتناول الكحوليات، في محاولة للتخلص من المعاناة. أنا لا أفعل ذلك عادة، فلست من نوعية الأشخاص الذين يتناولون الخمور كثيراً. ربما أتناول كأساً هنا أو هناك في بعض الليالي بالخارج، لكن عندما أصبحت أجلس في المنزل وأشرب الكحوليات قبل النوم أدركت أنني في حالة يرثى لها».
ويضيف «لم أكن أفرط في تناول الكحوليات، فقد كنت أشرب بضعة كؤوس خلال الأسبوع أو شيئاً من هذا القبيل. وعندما أتذكر الآن ما كان يحدث في تلك الفترة فإنني أتساءل: ما الذي كنت أفعله؟ ربما كنت أحاول فقط أن أجد طريقة ما تساعدني على عدم الشعور بالألم أو القلق. وربما لجأت إلى ذلك لأنه لم يكن لدي أي شخص أعود إليه ليساعدني في تجاوز هذه الأزمة».
لقد كان لينغارد يثق كثيراً في طبيب فريق مانشستر يونايتد، وكذلك في المدير الفني للفريق في ذلك الوقت أولي غونار سولسكاير. لقد كانا متعاطفين للغاية معه وقدّما له الدعم اللازم، لكنه كان في حاجة إلى الابتعاد عن كرة القدم لبعض الوقت. وأشار لينغارد إلى أنه لم يكن يرغب أبداً في اعتزال اللعبة بشكل نهائي، لكنه كان يريد الحصول على راحة لفترة شهر أو شهرين؛ لذلك فإن فترة الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا كانت إيجابية بالنسبة له.
تلقى لينغارد من لوي مجموعة من مقاطع الفيديو القديمة له وهو يلعب بشكل جيد للغاية مع مانشستر يونايتد على مستوى الشباب والمنتخب الإنجليزي في كأس العالم 2018، عندما كان لاعباً أساسياً تحت قيادة المدير الفني غاريث ساوثغيت وقاد منتخب بلاده للوصول إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم. لقد ذكّره ذلك بأنه قد وصل للقمة من قبل، وبالتالي فإنه في حاجة إلى العمل بكل قوة من أجل العودة إلى مستواه السابق.
يقول لينغارد «لو لم يحدث الإغلاق بسبب فيروس كورونا، فأنا لا أعرف ما الذي كان سيحدث لي؛ لأنني كنت في حاجة ماسة إلى تلك الراحة لكي أستعيد عافيتي وحماسي وأعرف ما هي الأخطاء التي ارتكبتها. لقد كانت هذه الفترة بمثابة نقطة تحول في مسيرتي الكروية. شاهدت مقاطع الفيديو هذه وقلت لنفسي إنه لا يتعين عليّ أن أفقد الثقة في نفسي أبداً. بدأت أتدرب كل يوم، وأذهب للجري وأعمل بكل جيدة حتى أكون لائقاً للمشاركة في المباريات مع مانشستر يونايتد عندما تنتهي فترة الإغلاق».
ورغم أن لينغارد تعرض للكثير من الصعوبات بعد ذلك، فإنه أصبح قادراً على التعامل معها. لم يلعب لينغارد إلا نادراً مع مانشستر يونايتد في النصف الأول من الموسم التالي، لكن عندما انتقل إلى وستهام على سبيل الإعارة في يناير (كانون الثاني) 2021 قدم مستويات استثنائية وسجل تسعة أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز، على الرغم من أن ذلك لم يكن كافياً للعودة إلى قائمة المنتخب الإنجليزي المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية. وعلاوة على ذلك، تمكن لينغارد من الحفاظ على هدوئه واتزانه الموسم الماضي عندما شارك في ثلاث مباريات فقط مع مانشستر يونايتد ورفض النادي إعارته إلى نيوكاسل في يناير.
ووصف لينغارد استبعاده من نهائيات كأس الأمم الأوروبية بأنه «لحظة إحباط، حيث كنت أتوقع الانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي بسبب المستويات التي كنت أقدمها آنذاك». لكنه كان يعلم تماماً أنه لن يشارك في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر؛ نظراً لأنه لم يبدأ مسيرته مع نوتنغهام فورست بشكل جيد فور انضمامه إليه في صفقة انتقال حر بعد نهاية عقده مع مانشستر يونايتد في يوليو (تموز)، حيث لم يسجل أو يصنع أول هدف إلا في المباراة التي فاز فيها نوتنغهام فورست على توتنهام في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
لكن لينغارد عاد إلى طبيعته، ويمكنه أيضاً أن يشعر بالفخر بسبب الشجاعة التي أبدتها والدته للتحدث بكل صراحة في الفيلم الوثائقي. يقول لينغارد «أنا متأكد من أن الكثير من الناس سيعانون من الاكتئاب، خاصة في كرة القدم، فهي رياضة مرهقة للغاية من الناحية الذهنية.
بالنسبة لي، كان الأمر يتعلق بالخروج والحديث عن هذه التجربة، رغم أن البعض قد يرى أنه من الخطأ أن يخرج الرجل ليتحدث عن مشاكله الذهنية ومشاعره، لكن ذلك غير صحيح بالمرة».


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».