ورم سرطاني عظمي عمره أكثر من 215 مليون سنة

أول اكتشاف من نوعه في حفريات البرمائيات

تصور لشكل حياة الحفرية قبل 215 مليون عام
تصور لشكل حياة الحفرية قبل 215 مليون عام
TT

ورم سرطاني عظمي عمره أكثر من 215 مليون سنة

تصور لشكل حياة الحفرية قبل 215 مليون عام
تصور لشكل حياة الحفرية قبل 215 مليون عام

اكتشف علماء بولنديون وأميركيون، أول دليل على مرض سرطان العظام، في حفرية لنوع من البرمائيات، عاش قبل 215 مليون عام، وتم الإعلان عن هذا الاكتشاف في العدد الأخير من دورية «علم البيئة والتطور». والحفرية تنتمي إلى برمائيات «تمنوسبونديل» المنقرضة، وعثر عليها في منطقة «كراشيوف» الشهيرة الواقعة بالقرب من مقاطعة أوبول جنوب غربي بولندا، والمعروفة بالعديد من بقايا الفقاريات الأحفورية.
ولاحظ الباحثون خلال فحص الحفرية كتلة عظمية متضخمة تغطي جزءاً كبيراً من إحدى الفقرات بالحفرية، ومن خلال العمل مع مختبر التصوير الدقيق الحسابي بجامعة سيليزيا ببولندا، استخدم الباحثون الأشعة السينية لفحص البنية الداخلية لهذه الحفرية، وأظهرت عمليات المسح أن النسيج المصاب لم ينمُ حول الفقرة من الخارج فحسب، بل اخترق أيضاً بعمق داخلها.
وبناءً على هذه البيانات، أصبح من الواضح أن سبب فرط النمو كان ورماً خبيثاً، وكشف تحليل إضافي لعمليات المسح أن الكثير من البنية الأصلية للفقرة قد تم تدميرها بسبب نمو الأنسجة المرضية السرطانية.

إعادة بناء النمو ومراحل غزو الورم (الفريق البحثي)

وقسم الباحثون العينة إلى أجزاء وأنتجوا عينة رفيعة وشفافة يمكن رؤيتها في مجهر ضوئي، تماماً مثل عينات السرطان الحديثة التي يتم فحصها في المختبرات الطبية. وأثبت الباحثون عبر هذا الإجراء أن الأنسجة العظمية اتخذت مساراً غير نمطي، وتمكنوا من وصف تطور الورم المحدد وإعادة بناء ديناميكية نموه الجيني، وبالتالي كيف نما الورم خلال حياة الحيوانات، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تم فيها وصف ديناميكية النمو في حيوان منقرض.
ويعد هذا الورم الخبيث في برمائيات «تمنوسبونديل» حالياً، أحد أقدم الأمثلة على السرطان في سجل الحفريات والوحيد المرتبط بالبرمائيات الأحفورية، وهو أيضاً أفضل دليل موثق على الإصابة بالسرطان في حيوان ما قبل التاريخ.
حول أسباب هذا السرطان، وما إذا كان هناك تشابه مع بعض الأسباب الحديثة مثل التلوث. يقول الدكتور داويد سورميك، من قسم الإيكولوجيا القديمة وعلم الطب بكلية العلوم الطبيعية بجامعة سيليزيا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «التلوث البيئي هو عامل يعزز السرطان، على سبيل المثال في الإنسان الحديث، لكن من الضروري أن نتذكر أن تكون الأورام يمكن أن تحدث تلقائياً في العديد من الأصناف عبر المملكة الحيوانية، ويبدو أن تكوين الأورام هو سمة متعددة الأشكال في أسلاف الحيوانات، وقد تم تأكيد ذلك بوضوح من خلال الأدلة من حياة ما قبل التاريخ».


مقالات ذات صلة

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)
طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)
TT

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)
طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

ويعتبر ذلك تطوراً آخراً في التهديد الناشئ لفيروس H5N1، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره السبب الأكثر ترجيحاً للوباء المقبل.

اكتشف علماء من جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة أجساماً مضادة للفيروس في عينات دم مأخوذة من خيول تعيش في منغوليا.

وقال البروفسور بابلو مورسيا، الذي قاد البحث، لشبكة «سكاي نيوز» إن النتائج تشير إلى أن الخيول في جميع أنحاء العالم قد تكون عرضة للإصابة في المناطق التي يوجد بها إنفلونزا الطيور، وقد تنقل الفيروس إلى البشر.

وتابع: «من المهم للغاية، الآن بعد أن علمنا أن هذه العدوى يمكن أن تحدث في الطبيعة، أن نراقبها لاكتشافها بسرعة كبيرة... تعيش الخيول، مثل العديد من الحيوانات المستأنَسة الأخرى، على مقربة من البشر. وإذا استقر هذا الفيروس في الخيول، فإن احتمالية الإصابة البشرية تزداد».

ويعتقد الفريق في مركز أبحاث الفيروسات التابع لمجلس البحوث الطبية بجامعة غلاسكو أيضاً أن الخيول قد تكون وعاء خلط لسلالات جديدة من الإنفلونزا.

من المعروف بالفعل أن الخيول يمكن أن تصاب بإنفلونزا الخيول، التي يسببها فيروس H3N8. ولكن إذا أصيب الحصان في نفس الوقت بفيروس H5N1، فقد يتبادل الفيروسان المادة الوراثية ويتطوران بسرعة.

كان فيروس H5N1 موجوداً منذ عدة عقود، ويتسبب في تفشّي المرض بين الدواجن إلى حد كبير. ولكن في السنوات الأخيرة انتشر نوع جديد من الفيروس في جميع أنحاء العالم مع الطيور المهاجرة، وقفز مراراً وتكراراً بين الأنواع ليصيب الثدييات.

ينتشر الفيروس بين الأبقار في الولايات المتحدة؛ حيث أُصيب أكثر من 700 قطيع من الأبقار الحلوب في 15 ولاية، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وقال الدكتور توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة للأوبئة والابتكار في جنوب أفريقيا، الذي اكتشف لأول مرة متحور «أوميكرون»، في جائحة «كوفيد - 19»، إنه يراقب الأحداث في أميركا بخوف.

وشرح لشبكة «سكاي نيوز»: «آخر شيء قد يحتاجون إليه في الوقت الحالي هو مسبِّب مرض آخر تطور وتحور... إذا أبقي فيروس H5N1 منتشراً لفترة طويلة عبر حيوانات مختلفة وفي البشر، فإنك تمنح الفرصة لحدوث ذلك. لا أحد يريد جائحة محتملة أخرى».