«المركزي» المصري يرفع سعر الفائدة

«قناة السويس» أكدت أن الصندوق الاستثماري «لا يمس الأصول»

مركب إرشاد يسبق سفينة حاويات عملاقة خلال عبورها قناة السويس المصرية (رويترز)
مركب إرشاد يسبق سفينة حاويات عملاقة خلال عبورها قناة السويس المصرية (رويترز)
TT

«المركزي» المصري يرفع سعر الفائدة

مركب إرشاد يسبق سفينة حاويات عملاقة خلال عبورها قناة السويس المصرية (رويترز)
مركب إرشاد يسبق سفينة حاويات عملاقة خلال عبورها قناة السويس المصرية (رويترز)

أعلن البنك المركزي المصري، في بيان أمس الخميس، أنه رفع أسعار الفائدة 300 نقطة أساس، مضيفاً أنه حدد سعر الإقراض لليلة واحدة عند 17.25 في المائة ارتفاعاً من 14.25 في المائة، وسعر الإيداع لليلة واحدة عند 16.25 في المائة. وأفاد البنك بأنه حدد معدل الفائدة المستهدف عند متوسط 7 في المائة بزيادة أو نقص نقطتين مئويتين خلال الربع الرابع من 2024.إلى ذلك، وبعد لغط كبير حول تفاصيل مشروع قانون لإنشاء صندوق سيادي استثماري لقناة السويس المصرية، كشف الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة القناة، أن الصندوق السيادي الجديد ليس له أي علاقة بأصول القناة، ولن يتم اقتطاع أي موارد من الموازنة العامة لصالحه... مشددا على أن «قناة السويس ستظل تتمتع بالسيادة المصرية المطلقة؛ بشقيها السياسي والاقتصادي».وأضاف ربيع في مؤتمر صحافي أن الصندوق الجديد سيضيف عائدا وقيمة مضافة لهيئة قناة السويس، وأن الصندوق خضع لدراسات عديدة ولن يسمح بوجود أي أجانب كعاملين بالقناة، وأنه لن يسمح بتغيير هذه الهوية. وأشار إلى أنه لن يتم اقتطاع أي موارد من ميزانية الدولة لحساب الصندوق، وأوضح أن تمويل الصندوق سيكون من فوائض هيئة قناة السويس.
وقال ربيع، خلال مؤتمر صحافي نظمته هيئة قناة السويس لتسليط الضوء على حصاد عام 2022: «يفتح الصندوق الباب لمستثمر أجنبي، لكن لن يكون له سلطة أو سيطرة على القناة فهذا مرفوض». وأضاف أن صندوق هيئة قناة السويس مراقب من الجهاز المركزي للمحاسبات، وله مجلس إدارة منفصل ولا يدخل مع موازنة هيئة قناة السويس. وأشار إلى أن الصندوق مراقب من أكثر من جهة، وليس له علاقة بأصول هيئة قناة السويس، موضحا أنه سيتم استثمار جزء من الصندوق لتطوير قناة السويس ومجابهة الأزمات وحالات الطوارئ مثل أزمتي كورونا وإيفرغيفن (سفينة الحاويات العملاقة التي تسببت في تعطل الملاحة بالقناة في ربيع عام 2021). ولفت ربيع إلى أن ميزانية هيئة قناة السويس تتم في شهر يونيو (حزيران) من كل عام، ويخصص الجزء الأكبر منها للدولة، ويتبقى جزء من الميزانية يدخل في الاستثمار للهيئة وجزء آخر في التشغيل داخل الهيئة. وأضاف: «لا يمكن أن نمس المبلغ المخصص للدولة»، مشيرا إلى أن إدارة التخطيط بالهيئة تدرس جميع المشاريع الملاحية الدولية المنافسة لقناة السويس باهتمام بالغ، قائلا: «جميعها غير منافس حقيقي لنا».
وكان مجلس النواب المصري وافق، خلال جلسة عامة يوم الاثنين الماضي، من حيث المبدأ، على مشروع قانون مقدم من الحكومة خاص بهيئة قناة السويس. وتستهدف هيئة قناة السويس من مشروع القانون إنشاء صندوق مملوك لها، تسعى من خلاله إلى زيادة قدرتها على المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة لمرفقها، وتطويره من خلال الاستغلال الأمثل لأمواله وفقا لأفضل المعايير والقواعد الدولية لتعظيم قيمتها، وتمكين الصندوق من شراء وبيع وتأجير واستئجار واستغلال الأصول الثابتة والمنقولة والانتفاع بها.
ومن جهة أخرى، توقع ربيع أن تسجل قناة السويس أرقاما قياسية جديدة وغير مسبوقة على مدار تاريخ القناة، لتحقق في مجمل 2022 أعلى إيراد سنوي يبلغ 7.9 مليار دولار، متخطية بذلك جميع الأرقام التي تم تسجيلها من قبل. وذلك مقابل 6.3 مليار دولار خلال عام 2021، وبنسبة زيادة بلغت 25.2 بالمائة.
وأوضح ربيع أن التقارير الملاحية خلال 2022 رصدت طفرة كبيرة في أعداد السفن العابرة للقناة، لتسجل وفقا للتوقعات أعلى معدل عبور سنوي على الإطلاق بعبور 23869 سفينة، مقابل عبور 20694 سفينة في 2021، بنسبة زيادة 15.4 بالمائة، فيما بلغت إجمالي الحمولات الصافية العابرة للقناة خلال العام ما يقرب من 1.4 مليار طن مسجلة أعلى حمولة صافية سنوية في تاريخ القناة، مقابل 1.2 مليار طن خلال 2021، بزيادة 10.5 بالمائة.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن تنامي أعداد وحمولات السفن العابرة للقناة خلال العام انعكس على تحقيق طفرة كبيرة في حصيلة إيرادات القناة مقومة بالدولار، محققة أعلى عائد سنوي في تاريخ القناة.


مقالات ذات صلة

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

TT

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)
ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)

قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة، وهو ينمو بوتيرة متسارعة ويوجد فرصاً غير مسبوقة، من خلال المحافظة على مستويات مستدامة من الدَّيْن العام واحتياطيات حكومية معتبرة، إضافةً إلى سياسة إنفاق مرنة تمكّنها من مواجهة التحديات والتقلبات في الاقتصاد العالمي.

وشدد ولي العهد، عقب إقرار مجلس الوزراء ميزانية العام المالي لعام 2025، على أن الإصلاحات المالية التي نفّذتها المملكة انعكست إيجابياً على تصنيفاتها الائتمانية؛ نتيجة تبني الحكومة سياسات مالية تسهم في المحافظة على الاستدامة المالية وكفاءة التخطيط المالي.

وأشار محمد بن سلمان إلى أن ميزانية العام المالي 2025 تؤكد استهداف حكومة المملكة الاستمرار في عملية تنفيذ الإصلاحات التنظيمية والهيكلية وتطوير السياسات الهادفة إلى الارتقاء بمستوى المعيشة وتمكين القطاع الخاص وبيئة الأعمال، والعمل على إعداد خطة سنوية للاقتراض وفق استراتيجية الدّيْن متوسطة المدى التي تهدف إلى الحفاظ على استدامة الدّيْن وتنويع مصادر التمويل بين محلية وخارجية والوصول إلى أسواق الدين العالمية.

ونوه بالدور المحوري للمملكة في دعم الاستقرار الاقتصادي والمالي إقليمياً وعالمياً، انطلاقاً من متانة اقتصادها القادر على تجاوز التحديات.

وأوضح أن الحكومة ملتزمة مواصلة دعم النمو الاقتصادي من خلال الإنفاق التحولي مع الحفاظ على الاستدامة المالية على المديين المتوسط والطويل، وتواصل الحكومة تعزيز دور القطاع الخاص وتمكينه ليصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي من خلال توفير البيئة الاستثمارية المحفّزة، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتكوين قطاع عمل قوي وواعد يعزز قدرات الكوادر البشرية في المشاريع المختلفة، ويُمكّن الحكومة من مواصلة العمل على تعزيز نموها الاقتصادي بما يحقق للاقتصاد استدامةً مالية، واستمرارية المشاريع ذات العائدَين الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى مواصلة العمل على تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات المتعلقة بتطوير البنية التحتية، ورفع جودة الخدمات الأساسية المقدَّمة للمواطنين والمقيمين والزائرين.

وقال ولي العهد: «إن الاقتصاد السعودي جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، ويتأثر بالتطورات العالمية كأي اقتصاد آخر؛ وهذا ما يدعونا إلى مواصلة العمل على مواجهة أي تحديات أو متغيرات عالمية عبر التخطيط المالي طويل المدى للاستمرار على وتيرتنا المتصاعدة نحو تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات، مع الالتزام بكفاءة الإنفاق، والتنفيذ المتقن والشفاف لجميع البنود الواردة في الميزانية، وإتمام البرامج والمشاريع المخطط لها في برامج (رؤية السعودية 2030) والاستراتيجيات الوطنية والقطاعية».

وقال إن المؤشرات الإيجابية للاقتصاد السعودي تأتي امتداداً للإصلاحات المستمرة في المملكة في ظل "رؤية 2030"؛ إذ يقدر أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بين الاقتصادات الكبرى خلال العام القادم عند 4.6 في المائة، مدفوعة باستمرار ارتفاع مساهمة الأنشطة غير النفطية والتي بلغت مستوى قياسياً جديداً لها خلال العام 2024 عند 52 في المائة، وانخفض معدل بطالة السعوديين إلى مستوى قياسي بلغ 7.1 في المائة حتى الربع الثاني وهو الأدنى تاريخياً، مقترباً من مستهدف 2030 عند 7 في المائة.

كما ارتفع معدل مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل ليصل إلى 35.4 في المائة حتى الربع الثاني متجاوزاً مستهدف الرؤية البالغ 30 في المائة، وبلغ صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي 21.2 مليار ريال (5.6 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، ويعكس ذلك اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بجميع فئات المجتمع.

ولفت ولي العهد إلى الدور المحوري لصندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الوطني والصناديق التنموية التابعة له في دعم الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة، كما يمثل الصندوقان قوة فاعلة لتنويع الاقتصاد والاستثمار في المملكة بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأضاف: «إن المملكة تسير على نهجٍ واضح، وهدف حكومتها -بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين- في المقام الأول هو خدمة المواطنين والمقيمين، والمحافظة على مكتسباتنا التنموية، والاستمرار في أعمالنا الإنسانية في الداخل والخارج، التزاماً بتعاليم ديننا الحنيف، ومواصلة العمل بكل الموارد والطاقات لتحقيق أهدافنا، مستعينين بالله -عز وجل- ومتوكلين عليه، وواثقين بطاقات وقدرات أبناء وبنات هذه البلاد الذين تسابقوا على الابتكار والإنتاج والإسهام في تحقيق رؤيتنا للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح».

كان مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد قد أقرَّ ميزانية العام المالي 2025، التي تتوقع إيرادات بقيمة 1.184 تريليون ريال (315.7 مليار دولار)، ونفقات بقيمة 1.285 تريليون ريال (342.6 مليار دولار)، وعجزاً بقيمة 101 مليار ريال (26.9 مليار دولار) الذي يمثل انخفاضاً نسبته 14.4 في المائة عن العجز المتوقع لهذا العام.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد وجّه الوزراء والمسؤولين، كلاً فيما يخصه، بالالتزام بتنفيذ ما تضمنته الميزانية من برامج واستراتيجيات ومشاريع تنموية واجتماعية ضمن رحلة «رؤية 2030».

وتتوافق الأرقام مع البيان التمهيدي لميزانية العام المقبل الذي كان وزارة المالية قد أصدرته في سبتمبر (أيلول) الماضي.