يمتلك «أفاتار: طريق الماء» القدرة على منح الشاشة درجة أقصى من الإحساس بأهمية الخيال والمغامرة في السينما. هذه دائماً ما سعت للإبهار من أيام «مولد أمّة» لديفيد وورك غريفيث في سنة 1915 إلى ما قد تختاره أنت من أمثلة حديثة.
لكن الانتماء الآخر، وربما الأهم، هو لتلك الأفلام التي قدّمت الحياة على أسطح الكواكب الأخرى كما لم تفعل الأفلام السابقة.
يشمل هذا ثلاثية «ستار وورز» الأولى (قبل أن تتهاوى إلى سلسلة من حكايات الفضاء المعلّب). في تلك الثلاثية التي أنتجها جورج لوكاس وأخرج بعضها، وفّر للعين جديداً من المناظر الصحراوية في الكواكب البعيدة وما يدور حولها ومن يعيش فوقها.
ريدلي سكوت عاين الكواكب الأخرى أكثر من مرّة. في عام 1979 قدّم «غريب» (Alien) حيث الفضاء ليس بالبراءة التي عرضتها بعض الأفلام، وجيمس كاميرون ردد ذلك عندما أخرج الجزء الثاني تحت عنوان Aliens. عاد سكوت إلى الفضاء سنة 2015 ليقدّم «المريخي» (The Martian) بينما تعاملت سلسلة Star Trek مع الفضاء الكبير كمجموعة ألغاز ومناطق غموض.
بعد عامين من «المريخي» قام ريدلي سكوت بتحقيق فيلم «أليان: عهد» (Alein: Covenant) الذي يحط فيه أبطاله فوق كوكب بالغ الجمال وأسباب المودّة والراحة قبل أن يكتشفوا أن هذا الكوكب البعيد عن الأرض يحفل بالوحوش التي كانت على شاكلة الأفلام السابقة من تلك السلسلة فتكاً وقوّة.
فيلما Dune (الأول من إخراج ديفيد لينش سنة 1984 والثاني لدنيس فلنييف) دارا أيضاً فوق واحد من تلك الكواكب المتوحشة وبحكاية مستوحاة من الشرقين العربي والآسيوي.
بدوره، أثبت بيتر جاكسون أن هناك عالماً آخر لا هو أرضي ولا هو فضائي، وذلك في سلسلته الشهيرة «سيد الخواتم» (The Lord of the Rings). عالمه ذاك منفرد، من حيث إن الصراعات التي تحتدم فيه والمعارك الملحمية التي تقع ليست جزءاً من التاريخ. هي ليست من نوع «حدث ذات مرّة في الأمس البعيد»، ولو أن الأسلحة المستخدمة ليست حديثه أو عصرية بأي حال.
نجاح تلك السلسلة المبهر كان تمهيداً لسلسلة أخرى باسم «ذا هوبِت» (The Hobbit) التي ماثلت السلسلة الأولى في اختيار تلك البقع شبه الأرضية التي - في الوقت ذاته - ليست فضائية.
تعاملت بعض الأفلام المذكورة والكواكب البعيدة وتلك الخيالية على أنها البديل الممكن للحياة بعيداً عن الأرض وفي رحاب الخيال. في WALL - E انتقلت الرغبة في البحث عن كوكب جيد للعيش إلى سينما الرسوم وما يرد في «أفاتار» الجديد حول هروب الأرضيين من كوكبهم بسبب التلوّث كامن في ذلك الفيلم الذي أخرجه أندرو ستانتون سنة 2008.
على خلاف من هذه الكوكبة من الأفلام جميعاً عكست السينما الأميركية على الأخص صوراً فعلية وذهنية مختلفة كونها رغبت في إيصال رسائل تحذير من السفر إلى الفضاء أو من احتمال هبوط الفضاء فوق الأرض مما قد يعرّضنا للإبادة.
كلوز أب: كواكب بعيدة قريبة
كلوز أب: كواكب بعيدة قريبة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة