ألبانيا تفتح ذراعيها للسعوديين وتستقبلهم من دون تأشيرة

70 % من شعبها مسلمون وفي كل من مدنها جامع

TT

ألبانيا تفتح ذراعيها للسعوديين وتستقبلهم من دون تأشيرة

مع حلول ربيع كل عام تبدأ ألبانيا بمختلف مُدنها ومناطقها بلبس حلة جديدة، تستقبل فيها زوارها من كل أنحاء العالم، للاستمتاع بأجوائها المعتدلة وبشواطئها، حيث تبدأ المقاهي بفتح أبوابها بعد أن كانت مغلقة طوال فترة الشتاء لتضع الشمسيات والكراسي وترسم لوحة فنية تلمع مع مياه البحر الصافية.
وتعتبر ألبانيا من البلاد التي بدأت تهتم حديثا بالسياحة من خلال تهيئة الخدمات التي يحتاج إليها السائح من أماكن إقامة ومتنزهات ومطاعم فاخرة، فمقومات السياحة مجتمعة في هذا البلد الأوروبي الصغير الذي تبلغ مساحته 28,748 كيلومترا مربعا وعدد سكان يتجاوز 3 ملايين بقليل، من مقدرات تراثية مضت عليها آلاف السنين، وطبيعة ساحرة لجبال خضراء يتخللها الأنهار والأودية التي تعطينا أشكالا مختلفة من الشلالات، إضافة إلى سهول مليئة بالأزهار التي لا يمكن أن تراها سوى في ألبانيا.
ومنذ عشر سنوات تقريبا بدأت حكومة ألبانيا بجعل البلاد من أهم بلدان أوروبا جذبا للسياح وعشاق السفر وطالبي الاسترخاء والاستجمام، إضافة إلى التعرف على أماكن جديدة لم تكتشف من الكثير من السياح، فبدأ المستثمرون في ألبانيا ومن أوروبا بالمشاركة في إنشاء مشروعات عقارية سياحية حتى وصل عام 2014 عدد زوارها إلى 4.1 مليون سائح.
وقال لـ«الشرق الأوسط» سمير شيبا سفير جمهورية ألبانيا لدى السعودية عن السياحة في بلاده وعن أهم معالمها: «في ألبانيا الكثير من المدن والمناطق السياحية لمختلف الفئات وعلى حسب الرغبات، فالقادم إليها إما مهتم بالجانب التراثي والتاريخي، أو راغب بالأجواء الهادئة مستمتعا بالطبيعة التي لم يكن للبشر أي تدخل فيها، والآخر الذي يرغب في أجواء البحر والرمال الناعمة التي تتميز بها شواطئ ألبانيا».
وعن مقومات السياحة في ألبانيا، قال شيبا «لدى ألبانيا طبيعة بكر ومناخ البحر المتوسط مما يجعلها إحدى أهم الوجهات السياحية خلال العام بأكمله، وفي الفترة الأخيرة نمت السياحة الألبانية مما يتيح التركيز في عرض الحزم السياحية التي تسمح أثمن سماتها مثل الشمس والسياحة البحرية، والسياحة التاريخية والثقافية، والسياحية الجبلية، جنبا إلى جنب مع غيرها من تزايد الحقول».
وتابع السفير الألباني «تتميز ألبانيا بساحل يبلغ طوله 450 كيلومترا، مع الكثير من الجزر والخليج، الذي يسمح للإمكانات حيث تطل البلاد على البحر الأدرياتيكي إلى الغرب وعلى البحر الأيوني إلى الجنوب الغربي».
وأوضح أن أكثر من ثلث أراضي ألبانيا هي مناطق غابات والبلد غني جدا بالنباتات، حيث تنمو نحو 3 آلاف نوع من أنواع النباتات المختلفة في ألبانيا، ويستخدم كثير منها للأغراض الطبية، وتملك ألبانيا عددا كبيرا من المناطق المناخية بالنسبة لمساحتها الضئيلة، فتواجه سواحلها البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، وتقع مرتفعاتها على المرتفع البلقاني، وتقع البلاد بأسرها على خط عرض يتعرض لمجموعة متنوعة من الأنماط المناخية خلال فصلي الشتاء والصيف، كما أن ألبانيا لديها الكثير من المدن ذات الطابع التاريخي وهي تحت حماية منظمة اليونيسكو، لما لها من قيمة تاريخية وطبيعية مثل مدينة أشقودرة وتقع على بحيرة أشقودرة وهي واحدة من أقدم البلدات في ألبانيا وأكثرها تاريخيةً، كما أنها مركز ثقافي واقتصادي مهم، وهي العاصمة القديمة لألبانيا.
وزاد شيبا «تعتبر مدينة دروس ثاني أكبر مدينة في ألبانيا والمدينة الاقتصادية وهي صلة مهمة إلى أوروبا الغربية بسبب قرب مينائها من ميناء مدينة باري الإيطالية، وتمتلك قطاعات صناعية خصوصا الجلديات والتبغ والبلاستيك، إضافة إلى مواقعها التاريخية، وتعد مدينة بيرات من أهم المدن التاريخية في ألبانيا، ووضعت على قائمة تراث العالم في يوليو (تموز) 2008، وتعد العاصمة تيرانا هي العاصمة الاقتصادية في البلاد التي بها كبريات الشركات وتستقبل السائحين عبر مطارها الدولي إضافة إلى احتوائها على الكثير من الآثار مثل قلعة بيترال».
وأكد السفير الألباني أن السلطات الألبانية واصلت العمل بقوة لإصدار القوانين التي تحكم السياحة والاستثمار الأجنبي وسلامة السياح، والحكومة الألبانية تعمل بعزم في البنية التحتية للطرق، من أجل تحسين شبكة الطرق الحديثة التي من شأنها أن تسمح للمواطنين والزوار والمستثمرين الأجانب بزيارتها بالسهولة ودون عناء، بالإضافة إلى ذلك، تم إيلاء اهتمام خاص إلى التعرض للسياحة الألبانية من خلال المعارض المختلفة في الكثير من البلدان.
ومنذ عشر سنوات تقريبا بدأت حكومة ألبانيا بجعل البلاد أحد أهم بلدان أوروبا جلبا للسياح وعشاق السفر وطالبي الاسترخاء والاستجمام إضافة إلى التعرف على أماكن جديدة لم يتم اكتشافها من الكثير من السياح، فبدأ المستثمرون في ألبانيا ومن أوروبا بالمشاركة في إنشاء مشروعات عقارية سياحية حتى وصل عام 2014 عدد زوارها إلى 4.1 مليون سائح.
وأوضح شيبا أن السائح العربي يعد النسبة الأقل بالنسبة إلى السياح من أوروبا وأميركا، وعلى هذا الأساس بدأت الحكومة ومن خلال سفاراتها الخليجية بشكل خاص بتسهيل إجراءات السفر إلى ألبانيا وخصوصا في موسم الصيف، حيث يمكن للسائح من السعودية والبحرين وعُمان وقطر السفر إلى ألبانيا دون تأشيرة وذلك ابتداء من شهر مايو (أيار) حتى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، فقد انصب توجهنا في استقطاب السياح الخليجيين والسعوديين بصفة خاصة لتوافر الأجواء العائلية الرائعة التي تشجعهم على قضاء أوقات جميلة، والأمر الذي يشجع العوائل الخليجية والعربية أيضا هو أن 70 في المائة من الشعب الألباني هو من المسلمين، فتكثر في البلاد المساجد سواء الأثرية أو الحديثة ويسمع الأذان في كل الأوقات، ويتمتع شعبها بطيبة التعامل وحسن الخلق.
وحول إمكانية السفر إلى ألبانيا، قال السفير الألباني إن «أقصر الطرق تكون عن طريق إسطنبول ومنها إلى تيرانا العاصمة حيث يوجد ثلاث رحلات يوميا وتستغرق الرحلة ساعة واحدة فالمسافة جد قريبة».
ويتأثر المطبخ الألباني كما هو الحال في معظم منطقة البحر الأبيض المتوسط والبلقان، بتاريخ البلد الطويل، فقد احتلت ألبانيا في أوقات مختلفة من قبل اليونان، وإيطاليا، وتركيا، وتركت كل مجموعة بصماتها على المطبخ الألباني، الوجبة الرئيسية للألبان هي وجبة الغداء، وعادة ما يصاحبها السلطة الطازجة والخضراوات مثل الطماطم والخيار، الفلفل الأخضر والزيتون مع زيت الزيتون والخل والملح، فالمائدة في مختلف مطاعم ألبانيا تحضر من منتجات البلاد محلية الصنع لتوفر المنتجات الزراعية في البلاد، فنهاك اللحوم الطازجة لتوفر مساحات شاسعة للمراعي الطبيعية لمختلف المواشي، إضافة إلى الخضراوات الطازجة وكثيرا ما تحتوي المطاعم على الكثير من المشاوي والمعجنات لذيذة الطعم.



أي مقعد في الطائرة نختار من أجل رحلة ممتعة؟

علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)
علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)
TT

أي مقعد في الطائرة نختار من أجل رحلة ممتعة؟

علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)
علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)

تشكّل رحلات السفر هواية للبعض، إذ يجدون فيها مساحة للتغيير والترويح عن النفس. وهناك قسم آخر من الناس يُعدّون من الركاّب الدائمين، فطبيعة عملهم تتطلب منهم التنقل المستمر بين بلد وآخر.

عندما يحين موعد حجز مقعد الطائرة، هناك من يشترط الجلوس قرب النافذة، وغيرهم يفضل قسم درجة رجال الأعمال (بزنس)، فيما لا تهتم شريحة ثالثة لهذا الأمر، فتجلس على المقعد الذي يُحجَز لها من دون نقاش.

درجة رجال الاعمال لمحبي الراحة التامة (الشرق الاوسط)

ولكن بعض الأشخاص يبحثون عن المقعد الأكثر أماناً، فأيّ مقعد نختار من أجل رحلة سفر ممتعة؟

يقول الكابتن الطيار هاروت أرتينيان لـ«الشرق الأوسط» إن لكلٍّ منّا مقعده المفضل في الطائرة. كما أن الطائرات تسهّل لنا هذه الخيارات حسب أقسامها. فهندستها صُمّمت كي تقدّم أفضل الخدمات، وذلك كي يُمضي الراكب رحلته براحة.

ومن بين هذه الأقسام «البزنس» الذي يؤمِّن لصاحبه الرفاهية. الخدمات مقابل المبلغ المرتفع الذي يدفعه الراكب، تشمل المقاعد الفخمة والمريحة ونوعية الضيافات والطعام الفاخر.

بالنسبة إلى العائلات الذين يصطحبون معهم مولودهم الجديد، تخصِّص لهم شركات الطيران أحواضاً أو أسرَّة خاصة بأطفالهم، فينعمون بنوم عميق طيلة الرحلة من دون أن يتسببوا بإزعاج لباقي الركاب.

المقاعد في الدرجة الاقتصادية في مؤخرة الطائرة (الشرق الاوسط)

فيما الثنائي المسافر يفضّل حجز مقعدين مجاورين كي يمضيا الرحلة معاً، فيتسامران أو يتابعان فيلماً سينمائياً، كي يمرّ الوقت بسرعة.

ولكن ماذا عن الأشخاص الذي يفتّشون عن المقعد الأكثر أماناً؟

يردّ الكابتن هاروت أرتينيان لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا إلا التأكيد أن الطائرة في جميع أقسامها آمنة. ولكن إذا أردنا أن نفصّل الأمر علمياً واستناداً إلى علم الفيزياء يمكننا الركون إلى معلومات معينة. وهناك دراسات قامت بها شركات طيران معروفة مثل «بوينغ» تشير إلى هذا الموضوع، وتبين من خلالها أن المقاعد الموجودة في القسم الأخير من الطائرة هي الأكثر أماناً». ويتابع أرتينيان: «منطقياً، جميعنا نعلم أن الصندوق الأسود الذي يحفظ المعلومات عن سير كل رحلة يوجد في آخر الطائرة. وهو الوحيد الذي يبقى سليماً في حال تعرّضت الطائرة لحادث ما. وكذلك ندرك جيداً أنه في حال سقوط الطائرة، فهي تهوي نحو الأسفل بدءاً من الجهة الأمامية، فيكون ذنب الطائرة آخر قسم منها يحطّ على الأرض، ولذلك كلما كان مقعدنا قريباً من الجهة الخلفية نكون في أمان أكبر».

كابتن الطيران هاروت أرتينيان (الشرق الاوسط)

قد يعلّق البعض على هذا الأمر بأن ركاب «البزنس» يدفعون تكلفة مرتفعة ويواجهون خطراً أكبر. يعلّق كابتن هاروت أرتينيان: «لا يمكننا التفكير بهذه الطريقة. ففي حال تعرّضت الطائرة لحادث، هناك نسبة تفوق 85 في المائة أن يلاقي جميع الركاب حتفهم. وتأتي مقصورة قائد الطائرة ومساعده في مقدمة هؤلاء. ولكن البعض يعتقد أن فرصة النجاة بنسبة 10 أو 15 في المائة قد تكون متاحة. ولذلك يبحث عن المقعد الأكثر أماناً في الطائرة».

أرتينيان اسم مشهور على وسائل التواصل الاجتماعي. وعبر حسابه «بايلوت هاروت» على «إنستغرام» و«تيك توك» يقدم نصائح ومعلومات في موضوع الطيران، ويقسم الطائرة إلى ثلاثة أقسام: «درجة رجال الأعمال (بزنس) الخاص بالرفاهية. والقسم الوسط بين جناحي الطائرة الذي يعد الأفضل لعدم التأثر بالمطبات الهوائية. والقسم الأخير الذي يُحفَظ فيه الصندوق الأسود. ويحبّذ بعض الركاب الجلوس فيه لأنه قريب من صالة الحمام.

ويؤكد أرتينيان في سياق حديثه أن الطائرة تصنع مقابل تكلفة مرتفعة جداً تفوق ملايين الدولارات. ولذلك يأخذ صنّاعها بعين الاعتبار تأمين كل عناصر الراحة والأمان. ويختم لـ«الشرق الأوسط»: «جميع مقاعد الطائرة تؤمِّن الراحة لركابها. فيكون الهدوء والسكينة عنوانها لإمضاء رحلة مريحة. وفي حال كانت قديمة الصنع فقد يتأثر ركابها بالضجيج الذي تُصدره محركاتها. ولكن في الصناعات الحديثة للطائرات يغيب هذا الموضوع عنها».