بوش وكلينتون ومتجر «ميسز».. لا أحد يسلم من هجمات ترامب

تباهى دونالد ترامب إمبراطور عالم العقارات بتحسن مكانته في استطلاعات الرأي وهاجم أمس منافسيه في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 وانتقد شركات مثل «ميسز» التي قطعت صلاتها به بسبب تصريحاته الملتهبة عن المهاجرين المكسيكيين.
وصرح ترامب الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية خلال خطاب استمر ساعة واجتذب الآلاف: «آلاف مؤلفة من الناس تمزق بطاقات ائتمان (ميسز) وأنا أعشق ذلك».
ومنذ اتهم ترامب المكسيك في الشهر الماضي بإرسال «مغتصبين ومجرمين إلى الولايات المتحدة» قطعت كثير من الشركات صلاتها به ومنها هيئة الإذاعة «إن بي سي يونيفرسال» و«يونيفيجن وناسكار». وبنبرة تحد، سخر ترامب من كل من هذه الشركات وروى بالتفصيل ما دار في مكالمة هاتفية عندما اتصل به الرئيس التنفيذي لشركة «ميسز» تيري لوندجرين، وقال له إن «الشركة التي تعمل في مجال تجارة التجزئة ستتخلى عن خط ملابس الرجال الذي يحمل اسم ترامب».
وكان من المقرر في الأصل أن يعقد هذا المؤتمر الشعبي في إحدى قاعات الحفلات بأحد الفنادق، لكن القائمين على تنظيمه قالوا إنه نقل إلى مركز للمؤتمرات بعد أن طلب أكثر من 9 آلاف شخص بطاقات للحضور. وكان العدد أقل من ذلك بكثير في القاعة رغم أن ترامب قال إن «الآلاف لم يتمكنوا من الدخول».
وأعلن ترامب أن «شهادته الجامعية من كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا وكتبه الاثني عشر التي تحقق أفضل المبيعات عن نشاط الأعمال وسجله في تلفزيون الواقع وثروته كلها أدلة على مؤهلات لشغل أعلى منصب في البلاد». وأضاف: «أنا فعلا ذكي».
وقال للحاضرين إن بوسعه أن يعيد أي رهائن مخطوفين «في غضون ساعة»، وإنه سيفرض ضريبة على المكسيك في كل مرة يعبر فيها الحدود أحد بالمخالفة للقوانين.
وذكر أن بوسعه إقناع رئيس شركة «فورد موتور» للسيارات بنقل مصنعها من المكسيك للولايات المتحدة بين عشية وضحاها بمكالمتين هاتفيتين فقط. وأضاف: «الأمر في غاية البساطة».
وأظهر استطلاع للرأي اشتركت في إجرائه وكالة «رويترز» مع «أبسوس»، أن ترامب وحاكم فلوريدا السابق جيب بوش «يتصدران المرشحين الساعين لتمثيل الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة». وصرح ترامب في خطابه: «كيف يمكن أن أتعادل مع هذا الشخص.. فهو فظيع، وإذا اخترتم بوش ستخسرون».
واستهدف ترامب في كلمته هيلاري كلينتون التي تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي والرئيس الأميركي باراك أوباما وكذلك السفيرة الأميركية لدى اليابان كارولين كيندي. وسخر من وزير الخارجية جون كيري لكسر ساقه في حادث دراجة، وقال: «عندنا زعماء أغبياء. أليس كذلك؟». وانتقد ترمب الحكومة المكسيكية والصحافة «غير الشريفة»، ووصف القس إل شاربتون زعيم حركة الحقوق المدنية بأنه «محتال».
وكانت تصريحات ترامب أثارت انزعاج الجمهوريين ولفتت الأنظار إلى الجدل المحرج الذي أثاره الحزب حول قضية الهجرة. ويواجه الجمهوريون صعوبات في كسب تأييد الناخبين من أصول لاتينية دون إغضاب مؤيديهم الذين تقلقهم الهجرة غير القانونية.
وقبل المؤتمر الشعبي قال السيناتور جون ماكين من ولاية أريزونا الذي كان مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات 2008، إن ترامب يقيم «سيركا» يمثل مجازفة بسمعة الحزب.
وخارج المؤتمر الشعبي، وزع ديمقراطيون زجاجات المياه على نحو 100 محتج كانوا يرددون «كفى كراهية، كفى كراهية» على دقات الطبول. ولفترة وجيزة رفع محتجون لافتة أثناء كلمة ترامب كتب عليها «أوقفوا الكراهية»، لكنها أنزلت بسرعة وتم إخراج المحتجين من القاعة.
وقال ترامب: «هل يا ترى أرسلتهم حكومة المكسيك إلى هنا.. أعتقد ذلك». وقالت الجمهورية من سكوتسديل في أريزونا جوان إيوارت الذي تبلغ 81 عاما بعد انتهاء ترامب من كلمته، إنها «معجبة بكون ترامب غير مدين ماليا لأحد، وهذه هي روعة دونالد ترامب. يمكنه أن يقول أي شيء».