مفاجأة «المركزي الياباني» ترج الأسواق

الين يقفز 3.5 %... وتراجعات جماعية للأسهم

مقر البنك المركزي الياباني في العاصمة طوكيو (أ.ب)
مقر البنك المركزي الياباني في العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

مفاجأة «المركزي الياباني» ترج الأسواق

مقر البنك المركزي الياباني في العاصمة طوكيو (أ.ب)
مقر البنك المركزي الياباني في العاصمة طوكيو (أ.ب)

على الرغم من توجهات البنوك المركزية العالمية لتشديد السياسات النقدية في مواجهة أعنف موجة تضخم منذ نحو 40 عاماً، فإن البنك المركزي الياباني فاجأ الأسواق العالمية، أمس، برفض تعديل سياسة التحكم في منحنى العوائد وتوسيع النطاق التجاري لعوائد السندات الحكومية لأجل عشرة أعوام.
وأعلن البنك الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسية دون تغيير، مع تمديد العمل بسعر العائد المستهدف على السندات الحكومية العشرية اليابانية.
وقال البنك، في بيان، إن مجلس السياسة النقدية في البنك المركزي وافق بالإجماع على استمرار سعر الفائدة الرئيسية عند مستوى سالب 0.1 في المائة على الحسابات الجارية للمؤسسات المالية لدى البنك المركزي.
وأضاف أنه يرغب في اتخاذ إجراءات إضافية لتخفيف السياسة النقدية إذا لزم الأمر.
ويتوقع البنك استمرار أسعار الفائدة قصيرة وطويلة الأجل عند مستوياتها الراهنة أو أقل.
وعقب القرار، سجل الين أعلى مستوى في أربعة أشهر مقابل الدولار، وهبطت العملة الأميركية في أحدث تداول بنسبة 3.5 في المائة عند 132.25 ين. وكان أدنى مستوياته عند 132 ين، وهو مستوى شهده الدولار في منتصف أغسطس (آب).
وقفزت عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل عشرة أعوام بنسبة 0.46 في المائة صعوداً من الحد الأقصى السابق عند 0.25 في المائة. كما رفعت عوائد وزارة الخزانة المساوية لها أيضاً، إذ قفزت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل عشرة أعوام بنسبة 3.711 في المائة هذا الشهر.
وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.6 في المائة إلى 103.99 نقطة، وهو مستوى وسطي بين نطاق تداوله لهذا الشهر، ما بين 103.44 و105.90 نقطة. ويقيس المؤشر قوة العملة الأميركية مقابل الين وخمس عملات رئيسية أخرى، ومن بينها اليورو والجنيه الإسترليني.
وكانت مكاسب الين كبيرة، إذ تعثر اليورو بنسبة 3.3 في المائة إلى أدنى مستوياته منذ أواخر سبتمبر (أيلول) عند 140.17 ين، وانخفض الجنيه الإسترليني أيضاً بنحو 3.4 في المائة إلى أدنى مستوياته منذ 12 أكتوبر (تشرين الأول) عند 160.34 ين.
وبالنسبة لباقي العملات، فقد ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.2 في المائة عند 1.0628 دولار، وزاد الجنيه الإسترليني أيضاً بنسبة 0.07 في المائة ليصل إلى 1.2154 دولار.
ومن جانبها، ارتفعت أسعار الذهب في ظل انخفاض قيمة الدولار، على الرغم من أن مخاوف طويلة الأمد حول رفع المجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة، أبقت مكاسب المعادن النفيسة غير المدرة للأرباح تحت السيطرة.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1791.91 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0636 بتوقيت غرينتش، كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1800.20 دولار للأوقية. وعلى الرغم من أن الذهب يعتبر تحوطاً ضد التضخم، فإن أسعار الفائدة المرتفعة ترفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 23.04 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.4 في المائة إلى 983.25 دولار، بينما ارتفع البلاديوم 1 في المائة إلى 1685.16 دولار.
أما بالنسبة للأسهم، فقد هبطت الأسهم الأوروبية متأثرة بتراجع أسهم العقارات والتكنولوجيا بعدما أقلق البنك المركزي الياباني الأسواق العالمية.
وتراجع المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.9 في المائة بحلول الساعة 0808 بتوقيت غرينتش، مسجلاً أدنى مستوياته منذ نوفمبر (تشرين الثاني).
وهبط المؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.8 في المائة، إذ سجلت عوائد السندات لأجل عشرة أعوام أدنى مستوياتها في أكثر من شهر.
وقادت أسهم العقارات والتكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة الهبوط على المؤشر «ستوكس 600»، إذ هبط مؤشر العقارات 1.9 في المائة والتكنولوجيا 1.6 في المائة. وهبط قطاع التعدين 1.2 في المائة في ظل انخفاض أسعار النحاس بسبب مخاوف حول الطلب قصير الأجل من الصين بعدما أثرت إصابات جديدة بـ«كوفيد - 19» على النشاط الاقتصادي للدولة.
وفي اليابان، أنهى المؤشر «نيكي» التعاملات عند أدنى مستوى في شهرين، وسجل العائد على السندات الحكومية لأجل عشرة أعوام أعلى ارتفاع خلال سبعة أعوام. وهبط «نيكي» 2.46 في المائة ليغلق عند 26568.03 نقطة، في أكبر انخفاض يومي منذ 11 أكتوبر. ونزل المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.54 في المائة إلى 1905.59 نقطة.
وهبط سهم «طوكيو إلكترون» المرتبطة بصناعة الرقائق 3.53 في المائة، و«أدفانتست» 2.98 في المائة، كما تراجع سهم مجموعة «سوفت بنك» للاستثمار في التكنولوجيا 4.85 في المائة ليكون أكبر الخاسرين في «نيكي».
لكن قطاع البنوك ارتفع 5.12 في المائة، موضحاً انفراجة لدى المستثمرين من قرار بنك اليابان بعد أعوام من ضغط أسعار الفائدة المنخفضة للغاية على المكاسب الرئيسية للقطاع من القروض والودائع.



 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».