النيابة العسكرية الإسرائيلية تحقق مع ضابط من جيشها في ارتكاب جرائم حرب

بهدف منع محكمة لاهاي من إجراء تحقيقات ومحاكمات لا سيطرة على نتائجها

النيابة العسكرية الإسرائيلية تحقق مع ضابط من جيشها في ارتكاب جرائم حرب
TT

النيابة العسكرية الإسرائيلية تحقق مع ضابط من جيشها في ارتكاب جرائم حرب

النيابة العسكرية الإسرائيلية تحقق مع ضابط من جيشها في ارتكاب جرائم حرب

استدعت الشرطة العسكرية الإسرائيلية إلى التحقيق الجنائي، المقدم نريا يشورون، الذي قاد الكتيبة 82 في اللواء السابع، خلال هذه الحرب على غزة. وسيبدأ التحقيق معه، اليوم الاثنين، حول الأمر الذي أصدره إلى جنوده خلال الحرب، بإطلاق القذائف على عيادة في الشجاعية، كان تم استخدامها قبل يوم من ذلك، لإطلاق النار على النقيب ديما لويتس، قائد إحدى فرق الكتيبة. ويعد هذا أول استدعاء من نوعه منذ انتهاء الحرب التي استمرت 51 يوما.
وحسب ما كان قد نشر في الإعلام الإسرائيلي في حينه، فقد جرى إطلاق النار في ختام كلمة الرثاء التي وجهها يشورون عبر جهاز الاتصال إلى جنوده. واعتبر يشورون في كلمته إطلاق النار على العيادة، بأنه «إطلاق نيران تحية وتكريما» للقتيل. وفهم منها أنه يأمر جنوده بالانتقام من الفلسطينيين بواسطة قصف عشوائي يدمر حيا بكامله على رؤوس سكانه الفلسطينيين.
ومع أن هذا التحقيق يأتي في إطار الجهود الإسرائيلية لمنع تحقيق آخر في محكمة لاهاي الدولية لجرائم الحرب، فإن موجة معارضة شديدة انفجرت في إسرائيل ضد هذا التوجه. وقالت نعمى يشورون، زوجة نريا، لصحيفة «يسرائيل هيوم»، إن ما فعله زوجها كان ضروريا من ناحية عسكرية ومعنوية، وإن التحقيق معه يعتبر «خطوة تسبب الضعف، ويمكنها المس بالأداء المهني للجنود الذين سيطالبون مستقبلا بالمخاطرة بحياتهم من أجل الدولة في ساحة الحرب. وقالت يشورون، إن زوجها يشعر بالرضا إزاء ما فعله، لكنه يتألم للمس بروح الجيش والشعب. وقال المحامي شلومو تسيبوري، الذي يترافع عن يشورون، إنه متأكد من أن التحقيق لن يؤول إلى شيء. «فمن يعرف الحقائق يعرف أنه كانت هناك حاجة عسكرية حقيقية. وقد تم إطلاق النار دفاعا عن الكتيبة 12 التي كانت تبحث، في ذلك الوقت عن أنفاق في المنطقة، ودخلت إلى منطقة توجد فيها عشرات فوهات الأنفاق». وحسب ادعاءاته فإن «يشورون قرر تعريف إطلاق النيران كنيران تحية وتكريم، في سبيل رفع معنويات الجنود الذين فقدوا قائد كتيبتهم. وادعى تسيبوري أنه كان من المناسب تفعيل آلية الفحص العسكري قبل فتح تحقيق على أساس النشر الإعلامي.
من جهتهم، سارع الجنود الذين خدموا تحت إمرة يشورون إلى الدفاع عنه، وفتحوا صفحة على الـ«فيسبوك» دعما له. كما نشر عشرات الجنود والقادة، الذين خدموا تحت إمرة يشورون خلال الحرب، رسالة احتجاج على قرار التحقيق معه. وتم الادعاء بأن إطلاق النار كان حاجة معنوية وعسكرية في آن واحد، وأكد الجنود وقوفهم إلى جانب يشورون.
المعروف أن المحكمة في لاهاي لا تفتح تحقيقا في قضايا جرائم حرب، إذا تم التحقيق الجاد حولها في البلد المعني بالأمر. وتحاول إسرائيل استغلال هذا البند لتقول إنها تحقق مع ذاتها بشكل مهني، ولا حاجة لتحقيقات أخرى في المحكمة الدولية.



دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
TT

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)

مع تصاعد حملات الخطف والاعتقالات التي تقوم بها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، أقرّت الجماعة بدفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة صعدة (معقلها الرئيسي)، وسط تجدد الشكوك حول حدوث تصفيات داخل المعتقلات بالمحافظة نفسها.

وذكرت وسائل إعلام الجماعة قبل يومين، أنه جرى دفن نحو 60 جثة مجهولة الهوية في محافظة صعدة، وأن النيابة الخاضعة لسيطرة الجماعة نسّقت عملية الدفن مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ إن هذه الجثث كانت موجودة في ثلاجة هيئة المستشفى الجمهوري بصعدة.

عمليات دفن سابقة لجثث مجهولة الهوية في الحديدة (فيسبوك)

ولم توضح الجماعة أي تفاصيل أخرى تتعلق بهوية الجثث التي جرى دفنها، سوى زعمها أن بعضها تعود لجنسيات أفريقية، في حين لم يستبعد ناشطون حقوقيون أن تكون الجثث لمدنيين مختطَفين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الجماعة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت قبل عدة أشهر عن دفنها نحو 62 جثة مجهولة في معقلها الرئيسي، وادّعت حينها أنها كانت محفوظة منذ عدة سنوات في ثلاجات مستشفيات حكومية.

وتزامنت عملية الدفن الأخيرة للجثث المجهولة مع تأكيد عدد من الحقوقيين لـ«الشرق الأوسط»، أن معتقلات الجماعة الحوثية بالمحافظة نفسها وغيرها من المناطق الأخرى تحت سيطرتها، لا تزال تعج بآلاف المختطفين، وسط تعرض العشرات منهم للتعذيب.

وتتهم المصادر الجماعة بحفر قبور جماعية لدفن مَن قضوا تحت التعذيب في سجونها، وذلك ضمن مواصلتها إخفاء آثار جرائمها ضد المخفيين قسرياً.

وتحدّثت المصادر عن وجود أعداد أخرى من الجثث مجهولة الهوية في عدة مستشفيات بمحافظة صعدة، تعتزم الجماعة الحوثية في مقبل الأيام القيام بدفنها جماعياً.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت، مطلع ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، عن عملية دفن جماعي لنحو 62 جثة لمجهولي الهوية في محافظة صعدة (شمال اليمن).

أعمال خطف

وكشفت تقارير يمنية حكومية في أوقات سابقة، عن مقتل مئات المختطَفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب في سجون الجماعة الحوثية طيلة السنوات الماضية من عمر الانقلاب والحرب.

وفي تقرير حديث لها، أقرّت الجماعة الحوثية باعتقال أجهزتها الأمنية والقمعية خلال الشهر قبل الماضي، أكثر من2081 شخصاً من العاصمة المختطفة صنعاء فقط، بذريعة أنهم كانوا من ضمن المطلوبين الأمنيين لدى أجهزتها.

قبور جماعية لمتوفين يمنيين يزعم الانقلابيون أنهم مجهولو الهوية (إعلام حوثي)

وجاء ذلك متوازياً مع تقدير مصادر أمنية وسياسية يمنية بارتفاع أعداد المعتقلين اليمنيين على ذمة الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر (أيلول)» إلى أكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم في محافظة إب، متهمة في الوقت نفسه ما يُسمى بجهاز الاستخبارات الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، بالوقوف وراء حملة الخطف والاعتقالات المستمرة حتى اللحظة.

واتهمت منظمة «إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري» في وقت سابق الجماعة الحوثية بقتل المختطفين تحت التعذيب وإخفاء جثثهم. وطالبت بتحقيق دولي في دفن الجماعة مئات الجثث مجهولة الهوية، محملة إياها مسؤولية حياة جميع المخفيين قسراً.

واستنكرت المنظمة، في بيان، قيام الجماعة وقتها بإجراءات دفن 715 جثة، وأدانت قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمشاركة في دفن تلك الجثث وغيرها، لافتة إلى أن دفنها بتلك الطريقة يساعد الجناة الحوثيين على الإفلات من العقاب، والاستمرار في عمليات القتل الممنهج الذي يقومون به.