أوناحي وكنو والعيدوني... أيقونات عربية وضعت بصمتها في المونديال

قادت منتخباتها لانتصارات مدوية أمام كبرى المنتخبات العالمية

محمد كنو (أ.ف.ب) - أوناحي (أ.ف.ب)
محمد كنو (أ.ف.ب) - أوناحي (أ.ف.ب)
TT

أوناحي وكنو والعيدوني... أيقونات عربية وضعت بصمتها في المونديال

محمد كنو (أ.ف.ب) - أوناحي (أ.ف.ب)
محمد كنو (أ.ف.ب) - أوناحي (أ.ف.ب)

قاد النجوم العرب منتخباتهم إلى انتصارات مدوية في مونديال قطر 2022، إذ حققت السعودية وتونس انتصارين صاعقين في دور المجموعات على أرجنتين البطل ليونيل ميسي، وفرنسا حاملة اللقب، بينما أحرز المغرب إنجازاً تاريخياً كأول منتخب أفريقي أو عربي يصل إلى نصف النهائي.
وعلى الرغم من اختلافهم في كثير من الأمور، فلا يمكن لأحد من العرب أن ينكر على سفيان أمرابط دوره الرئيسي في قيادة المغرب إلى الإنجاز التاريخي.
يُعَرَّف الركض بأنه عملية مستمرة ومنتظمة من حركة الأقدام على الأرض اندفاعياً، تسمح للإنسان وبقية الحيوانات بالتنقل البري سريعاً؛ لكن عندما ركض أمرابط من قبل منتصف الملعب للحاق بأسرع لاعب في العالم الفرنسي كيليان مبابي خلال مباراة نصف النهائي، للوصول إليه، وافتكاك الكرة منه، لم يركض بقدميه؛ بل ركض بقلب شجاع يحاول أن يحافظ على القصة التاريخية لمنتخب «أسود الأطلس» في هذا المونديال.

عيسى العيدوني (أ.ف.ب)

خسر المغرب في النهاية المباراة صفر-2؛ لكن أمرابط كسب مكانة بين أفضل لاعبي خط الوسط في النهائيات.
منذ بداية العرس العالمي، لم يترك أمرابط مكاناً في الملعب إلا ووُجد فيه، ساند الدفاع كثيراً، وقطع وانتزع الكرات من لاعبي المنتخبات المنافسة: «نظّف» المنطقة أمام رباعي خط الدفاع، وشكل حلقة وصل بين الدفاع والهجوم، وأكد حضوره في الهجوم بتموين زملائه بكرات متقنة للتهديف.
تألقه المستمر زاد من اهتمام كبار الأندية في القارة العجوز بخدماته، أبرزها ليفربول الإنجليزي، حسب تقارير صحافية.
لعب أمرابط المباراة «الملحمية» في ثمن النهائي ضد إسبانيا «بحقنة مسكنة لآلام في الظهر، أبقته مستيقظاً حتى الساعة الثالثة صباحاً ليلة المباراة». علق قائلا: «لا يمكنني التخلي عن اللاعبين وبلدي».
ولا يختلف أحد على أن أشرف حكيمي وحكيم زياش هما مركز الثقل في المغرب، نظراً لمكانتهما الأوروبية؛ لكن المونديال القطري قدم أيضاً نجماً مغربياً آخر إلى جانب أمرابط، هو عزّ الدين أوناحي، هذا «المنتوج المحلي بمؤهلات عالمية» وفق وصف مدربه وليد الركراكي.
كان للاعب أنجيه الفرنسي دور حيوي في المشوار التاريخي للمغرب؛ لكن خلافاً لغالبية اللاعبين، تأسس ابن الـ22 عاماً كروياً في أكاديمية محمد السادس المحلية، و«هذا فخر كبير بالنسبة لكرة القدم المغربية، وردّ على مروجي فكرة أن لاعبي المغرب يبرزون بفضل تكوينهم في المدارس الأوروبية» وفق الركراكي.
انهالت الإشادات على أوناحي من كل حدب وصوب، وكان أبرزها من مدرب إسبانيا لويس إنريكي الذي أبدى فريقه السابق برشلونة اهتمامه بالتعاقد مع الواعد المغربي، حسب صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية.
وقال إنريكي الذي أقيل من منصبه مباشرة عقب الإقصاء، إن أكثر لاعب أعجبه هو «اللاعب صاحب الرقم 8، لعب بطريقة مدهشة، ولم يتوقف عن الركض»، مضيفاً أنه تحدث مع طاقمه الفني بشأنه وتفاجأ بمستواه.
وكاد حلم محمد كنو بالوجود في كأس العالم للمرة الثانية أن ينتهي، بسبب الصراع عليه من قبل الهلال والنصر، وعلى الرغم من الإيقاف الذي تعرض له كنو؛ فإنه احتفظ بمستواه المعروف عنه، ولم يتأثر بالحالة الجدلية التي رافقته في فترة الصيف، فبدأ مونديال قطر بصاعقة ساهم في صناعتها، على حساب ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني (2-1).
وقدّم لاعب الوسط البالغ 28 عاماً أوراق اعتماده، كأحد أفضل لاعبي المحور في قطر، ولفت الأنظار إليه بعد المستوى المميز الذي قدمه رفقة «الأخضر» أمام الأرجنتين وبولندا، في أول مباراتين بالمونديال.
وحظي كنو بإشادات واسعة، سواء من قبل الجماهير السعودية والعربية، أو من الصحف الأجنبية، بعد الدور البارز الذي لعبه أمام الأرجنتين (2-1) ونجاحه في قيادة خط الوسط السعودي دفاعاً وهجوماً.
لكن مغامرة اللاعب الفارع الطول (1.92 م) الذي يمتلك مهارات عالية، جعلت المدرب الفرنسي هيرفيه رونار يعتمد عليه باعتباره أحد العناصر الأساسية في كتيبة «الصقور الخضر»، انتهت على يد منتخب المكسيك الذي ألحق بالمنتخب السعودي هزيمته الثانية، وأنهى مشواره عند الدور الأول.
وعند الدور الأول، انتهى أيضاً مشوار تونس؛ لكن «نسور قرطاج» رفضوا توديع قطر من دون نتيجة تاريخية، حققوها في الجولة الأخيرة على حساب فرنسا حاملة اللقب (1- صفر).
وتضاءلت حظوظ تونس في التأهل منذ الجولة الثانية، بخسارتها أمام أستراليا صفر-1 بعد تعادل افتتاحي واعد أمام الدنمارك صفر-صفر؛ لكنها قدمت لاعباً مقاتلاً بشخص عيسى العيدوني الفخور بجذوره الجزائرية، وفي الوقت ذاته بانتمائه إلى المنتخب التونسي.
تعالت الأصوات في الجزائر منتقدة عدم ضم نجم فيرينتسفاروش المجري إلى صفوف منتخب «محاربي الصحراء»، بينما أشادت الصحف التونسية بأداء العيدوني، بفضل اعتراضاته للكرة وتحركاته وتوجيهه لرفاقه داخل المستطيل الأخضر في الجولة الأولى، ما سمح له بنيل جائزة لاعب المباراة.
قال ابن الـ26 عاماً بعد مباراة الدنمارك: «أنا سعيد بمشاركتي في كأس العالم، ولكن الأهم هو النتيجة الجيدة التي حققها المنتخب، وبعد ذلك تأتي جائزة أفضل لاعب».
استهل العيدوني حلم المشاركة في العرس الكروي العالمي بألوان تونس، بعدما كان معادلة مهمة في التأهل، ليرد الثقة التي وضعها فيه المدرب منذر الكبيِّر وبعده جلال القادري، ليصفه المراقبون بـ«الرجل الحديدي» الذي لا يتعب.


مقالات ذات صلة

كروس: المنتخب الألماني عاد للوجود بين الفرق الكبرى

رياضة عالمية توني كروس (د.ب.أ)

كروس: المنتخب الألماني عاد للوجود بين الفرق الكبرى

يرى توني كروس أن المنتخب الألماني عاد للوجود ضمن الفرق الكبرى في العالم، ولكنه شدد على أن من المبكر للغاية وضع آمال كبيرة على الفوز بلقب كأس العالم.

«الشرق الأوسط» (برلين )
رياضة عربية منتخب تونس لكرة القدم يعلن تشكيلته لمواجهتَي مدغشقر وغامبيا (المنتخب التونسي)

تونس تكشف تشكيلتها لمواجهتَي مدغشقر وغامبيا

أعلن منتخب تونس لكرة القدم، اليوم (الخميس)، تشكيلته لمواجهتَي مدغشقر وغامبيا في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب 2025.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عربية خوان أنطونيو بيتزي مدرب الكويت (أ.ف.ب)

بيتزي يعلن تشكيلة الكويت لمباراتَي كوريا الجنوبية والأردن

أعلن الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، مدرب الكويت، تشكيلته لمواجهة كوريا الجنوبية والأردن في وقت لاحق هذا الشهر بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية باولو بينتو مدرب منتخب الإمارات (إ.ب.أ)

مدرب الإمارات يعلن تشكيلته لمواجهتَي قرغيزستان وقطر

أعلن البرتغالي باولو بينتو، مدرب منتخب الإمارات لكرة القدم، اليوم، تشكيلته لمواجهتَي قرغيزستان وقطر في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عالمية من المتوقع أن يغيب عن تشكيلة الأردن لاعب خط الوسط نور الروابدة (الاتحاد الأردني)

التعمري والنعيمات ضمن تشكيلة الأردن لمواجهتي العراق والكويت

تصدَّر النجمان موسى التعمري لاعب مونبلييه الفرنسي ويزن النعيمات لاعب العربي القطري قائمة منتخب الأردن لكرة القدم التي أعلنها المدير الفني جمال سلامي الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (عمان)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.