السوداني يفتتح 42 مدرسة في بغداد

في ظل حاجة البلاد إلى بناء 8 آلاف مبنى مدرسي

صورة نشرها السوداني في «فيسبوك» عن افتتاحه «متوسطة النبلاء»
صورة نشرها السوداني في «فيسبوك» عن افتتاحه «متوسطة النبلاء»
TT

السوداني يفتتح 42 مدرسة في بغداد

صورة نشرها السوداني في «فيسبوك» عن افتتاحه «متوسطة النبلاء»
صورة نشرها السوداني في «فيسبوك» عن افتتاحه «متوسطة النبلاء»

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس (الاثنين)، افتتاح 42 مدرسة في جانب الكرخ ببغداد، كاشفاً عن أن العراق ما زال بحاجة لبناء 8 آلاف مدرسة لسد العجز الحاصل في مشكلة المباني المدرسية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات طويلة، مما انعكس سلباً على قطاع التعليم في المراحل الابتدائية والثانوية.
وكان رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، وضع منتصف يونيو (حزيران) الماضي، حجر الأساس للمرحلة الأولى من مشروع المباني المدرسية، المتضمنة بناء 1000 مدرسة نموذجية في عموم العراق، ضمن الاتفاقية العراقية - الصينية التي كان قد وقّعها الجانبان منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2021.
وافتتح السوداني «متوسطة النبلاء» في مديرية تربية الكرخ الثانية، ضمن احتفالية شملت افتتاح 42 مبنى مدرسياً، في عموم مديريات التربية في محافظة بغداد، طبقاً لبيان صادر عن رئاسة الوزراء.
وتُعد المدرسة المفتتحة واحدة من 42 مدرسة جديدة افتُتحت في وقت واحد في عموم أقضية محافظة بغداد ونواحيها، وقد تم بناء 87 مدرسة أخرى وبدأت الدراسة فيها خلال هذا العام، كما أُعلن عن المباشرة بتنفيذ 250 مدرسة خلال العام المقبل ضمن خطة محافظة بغداد.
وأكد السوداني «عدم إمكانية إحداث نهضة جذرية في البلد وتحقيق تنمية حقيقية في الخدمات ما لم يكن البدء من إصلاح العملية التربوية، التي تواجه إشكالية كبيرة تتمثل في شحة المباني المدرسية، والدوام الثلاثي والرباعي، إضافةً إلى وجود مدارس كرفانية وطينية في بعض المناطق، لذلك وضع البرنامج الحكومي أولوية خاصة للنهوض بواقع التربية والتعليم». وأشار إلى أن «قانون الموازنة الاتحادية للعام المقبل سيتضمن إنشاء صندوق العراق للتنمية، وفيه صناديق فرعية تُخصص للسكن والتربية».
ووجّه السوداني «وزير التربية بضرورة الاهتمام بالملاكات التربوية والتعليمية، وإشراكهم بالدورات التطويرية الحقيقية، فضلاً عن الحاجة المستمرة لمراجعة المناهج، بما يتوافق مع معايير التحديث ومنظمة (اليونيسكو)».
يشار إلى أن «متوسطة النبلاء» التي افتتحها السوداني، كانت من المدارس الكرفانية التي هُدّت وتم تشييد مبنى مدرسي نظامي بدلاً عنها بالمواصفات النموذجية.
وإلى جانب المدارس الكرفانية التي شُيدت في السنوات الأخيرة لسد العجز في المباني المدرسية، يتحدث المسؤولون في وزارة التربية عن وجود نحو 250 مدرسة طينية تتركز معظمها في محافظات جنوب البلاد، ويقول المسؤولون كذلك، إن «العراق بحاجة إلى 10 آلاف بناية مدرسية لسد النقص، و15 سنة لإكمال ذلك النقص وفق معدل بناء المدارس».
وتعاني معظم المدارس الابتدائية والثانوية في بغداد ومحافظات أخرى، من الاكتظاظ الشديد في عدد الطلاب، بحيث يصل أحياناً إلى أكثر من 50 طالباً في الصف الواحد، وتعاني المدارس أيضاً، من قضية النظام المزدوج من خلال دمج مدرستين أو أكثر في مبنى واحد لعدم توفر المباني الكافية، مما يدفع الكثيرين، وخاصة أصحاب الدخل الجيد، إلى إرسال أبنائهم إلى المدارس الخاصة رغم الكلفة والأجور المالية المرتفعة في تلك المدارس التي تصل في بعض الأحيان إلى نحو 5 آلاف دولار في السنة للطالب الواحد.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

نائب رئيس الحكومة اللبنانية: مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل لم ينطلق

الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً نائب رئيس الحكومة طارق متري (رئاسة الجمهورية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً نائب رئيس الحكومة طارق متري (رئاسة الجمهورية)
TT

نائب رئيس الحكومة اللبنانية: مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل لم ينطلق

الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً نائب رئيس الحكومة طارق متري (رئاسة الجمهورية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً نائب رئيس الحكومة طارق متري (رئاسة الجمهورية)

نفى نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري أن يكون مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل قد انطلق مع تعيين مفاوضين مدنيين من قبل الطرفين، لافتاً إلى أن التركيز راهناً هو على سحب الذرائع الإسرائيلية، من خلال تفعيل عمل لجنة وقف النار (الميكانيزم) لتجنب جولة حرب جديدة.

وأشار متري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المهمة الأساسية للجنة «التحقق من الخطوات والإجراءات التي يقوم بها الجيش اللبناني في إطار تنفيذ واجباته كاملة، واقترابه من استكمال خطته لجنوبي الليطاني»، مضيفاً: «لكن إسرائيل يمكنها أن توسِّع عملياتها العسكرية بذرائع ومن دون ذرائع». وأشار متري إلى «تلميحات بوجود ضغوط أميركية لمنع إسرائيل من شن جولة حرب جديدة على لبنان».

العلاقات اللبنانية السورية

ويتولى متري ملف العلاقات اللبنانية- السورية التي تم التداول بإصابتها بانتكاسة، بعد فشل زيارة الوفد القضائي اللبناني إلى دمشق، في الحادي عشر من الشهر الجاري، في تحقيق النتائج المرجوة فيما يتعلق بالتوصل إلى معاهدة قضائية جديدة تنظِّم آلية تسليم السجناء السوريين الموقوفين في لبنان، بعدما ظهر تباين واسع في مقاربة الطرفين لبنود مشروع الاتفاقية.

ويُعتبر حل هذا الملف أولوية للسلطات السورية، وهو ما أكده متري، لافتاً إلى أهمية الانتهاء من هذه المسألة؛ سواء للسوريين أو اللبنانيين، متحدثاً عن ضغوط كبيرة يمارسها أهالي السجناء.

وأوضح متري أنه «قبل شهرين انطلقنا بمناقشة مسودة أولى لاتفاقية تعاون قضائي، وقد جرت مناقشتها، ولكنها لم تكن مُرضية؛ إذ كان تنفيذها يتطلَّب وقتاً، وإقرارها من قبل مجلس النواب. لذلك أعددنا مشروع اتفاقية ثانية نوقشت في دمشق الأسبوع الماضي، وشهدت أخذاً وردّاً حول بنودها، ولكنها أيضاً لم تكن مُرضية للطرف السوري. بناءً عليه، طلبنا منه إعداد اقتراحات لتعديلها بغية العمل عليها والأخذ بها. وتتطلب هذه المسودة -حصراً- إقرارها من قبل مجلس الوزراء».

وشدد متري على وجود «إرادة سياسية لمعالجة هذا الملف في أسرع وقت ممكن؛ إذ إن كل يوم يمرُّ يزيد الأمور تعقيداً»، قائلاً: «نحن مستعجلون لنقل العلاقات اللبنانية- السورية من مرحلة المعالجة إلى مرحلة التعاون، بما يطوي صفحة الإشكالات والتناقضات السابقة».

ورداً على سؤال عن الإشكاليات التي لا تزال تحول دون اعتماد مسودة اتفاقية لحلِّ ملف السجناء السوريين، أشار متري إلى أن «الاعتراضات تركزت على استثناء بعض المحكومين، إضافة إلى ملف الموقوفين»، مؤكداً أن الطرف اللبناني يعمل على معالجة هذا الملف بسرعة: «وقد أُطلق سراح نحو 100 موقوف بموجب إخلاءات سبيل، بينما أُفرج خلال شهرين عن 22 موقوفاً كانوا موقوفين على خلفية الانتماء إلى تنظيم كان محظوراً -هو (جبهة النصرة)- ولم يعد كذلك».

وتحدَّث متري عن «صعوبات كثيرة واجهها القضاء اللبناني، ما أدَّى إلى تباطؤ كبير في عمله. أضف أنه -وبفعل الظروف السابقة- لم يلتزم القضاء العسكري في بعض الأحكام بأعلى المعايير القضائية». ولكنه شدَّد على أن «الأمور تبقى قابلة للحل، ما دامت هناك إرادة سياسية لبنانية، وما دام الجميع مدركاً لأهمية المعالجة بعيداً عن المماحكات». وأضاف: «للدولة اللبنانية مصلحة كبرى في هذه المرحلة، لالتقاط الفرصة الراهنة، والعمل بعد سنوات طويلة على بناء علاقات سوية وسليمة مع سوريا؛ علاقات تقوم على التكافؤ والاحترام والتعاون»، مؤكداً أن «السوريين اليوم لا يرغبون في الهيمنة على لبنان ولا التدخل في شؤونه».

أما بالنسبة لبقية الملفات العالقة بين البلدين، فنفى متري أن تكون في «حالة جمود»، موضحاً أن «نحو 400 ألف سوري عادوا إلى بلادهم، ولكنهم يواجهون صعوبات في السكن، مع وجود اهتمام عربي بأوضاعهم».

وإذ أكد أن «التركيز مستمر على ضبط الحدود بين البلدين»، أوضح أن «مسألة الترسيم لم تبدأ بعد، وهي مسؤولية تقع على عاتق الطرفين». وأوضح أن «الجانب الفرنسي يقدِّم مساهمة تقنية في هذا المجال عبر تقديم خرائط الانتداب الفرنسي، والتي ستساعد في عملية الترسيم».

وكان متري ووزير العدل، عادل نصار، قد عقدا اجتماعاً مع رئيس الجمهورية جوزيف عون يوم الجمعة، في إطار السعي للتوصُّل إلى اتفاقية بين لبنان وسوريا، تتعلَّق بملفِّ السجناء والموقوفين. وشدد عون على ضرورة درس أفضل الصيغ القانونية الممكنة للتفاهم والاتفاق مع الجانب السوري، مؤكداً على وجود رغبة قوية في إقامة أفضل العلاقات مع سوريا، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.


غزة: أسلحة جديدة في أيدي المجموعات المسلحة المناهضة لـ«حماس»

مقاتلون من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)
مقاتلون من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)
TT

غزة: أسلحة جديدة في أيدي المجموعات المسلحة المناهضة لـ«حماس»

مقاتلون من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)
مقاتلون من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، بنشر مقاطع فيديو وصور لأسلحة جديدة ظهرت في أيدي عناصر المجموعات المسلحة الموجودة في مناطق السيطرة الإسرائيلية داخل قطاع غزة، التي تعدّ نفسها البديل الذي سيحل مكان حكم «حماس» في القطاع، وباتت تطور من أساليبها الهادفة للمشارَكة في الإطاحة بالحركة.

واختلفت الآراء حول مصدر تلك الأسلحة إنْ كانت من قبل إسرائيل، وهي جديدة، أم أنها أسلحة استولت عليها القوات الإسرائيلية من عناصر «حماس» في القطاع، وسلمت جزءاً بسيطاً منها لتلك العناصر، أو أن تلك المجموعات استولت عليها من أنفاق وأماكن قتال عناصر الحركة بعد مقتل كثير من نشطائها في عمليات ملاحقة جرت خصوصاً في رفح.

الفلسطيني ياسر أبو شباب الذي يقود ميليشيا مسلحة في غزة تناوئ «حماس» والذي قُتل (صورة نشرتها «يديعوت أحرونوت»)

ونُشر مقطع فيديو وصورة، تعودان لغسان الدهيني، الذي تولى قيادة «القوات الشعبية» بدلاً من ياسر أبو شباب الذي قُتل منذ أسابيع في رفح جنوب قطاع غزة، وهو يحمل قذيفة «تاندوم» وهي قذيفة مطورة من قاذف «آر بي جي»، وكانت «حماس» تستخدمها كثيراً خلال السنوات الماضية وخلال الحرب الأخيرة، وكان في مقطع الفيديو يتفقد صندوقاً يحمل به أسلحة جديدة، ومن حوله كثير من المسلحين.

ويبدو أن الأمر لم يقتصر على الدهيني، الذي تنتشر مجموعاته في رفح جنوب قطاع غزة، حيث نُشر مقطع فيديو لعناصر تتبع مجموعات تطلق على نفسها «الجيش الشعبي» التي يقودها أشرف المنسي، في مناطق جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، حيث ظهر برفقتها قذائف «آر بي جي» بعدد محدود جداً.

ولا تنفي أي من المجموعات المسلحة بغزة أنها تتلقى دعماً من إسرائيل، التي كان رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، أكد ذلك في تصريحات سابقة كان أصدرها في يونيو (حزيران) الماضي.

وأقر شوقي أبو نصيرة، وهو ضابط أمن فلسطيني سابق يقود أحدث تلك المجموعات وأصغرها والتي تنتشر شرق خان يونس، جنوب القطاع، خلال مقابلة مع «قناة 14» العبرية اليمينية، قبل أيام عدة، بأن إسرائيل أمدته والمجموعات الأخرى بالسلاح والمال والطعام، وأن بينهم تنسيقاً أمنياً كبيراً.

عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)

وتتهم مصادر من «حماس» كانت تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، منذ أيام، مجموعة أبو نصيرة بإرسال مجموعة من المسلحين، قتلوا الضابط في جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة غزة التي تقودها الحركة، أحمد زمزم، بإطلاق النار على مركبته في مخيم المغازي وسط القطاع، وهو الأمر الذي عُدّ في القطاع بأنه تغيير في أساليب تلك المجموعات التي يبدو أنها تتنافس فيما بينها لتظهر ولاءها لإسرائيل وقدرتها على تحقيق أهداف من خلال مثل هذه الضربات التي تعدّ نوعية.

وأعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «حماس»، أنها اعتقلت أحد المنفذين، وضبطت بحوزته مسدساً كاتماً للصوت، تم استخدامه في العملية، مشيرةً إلى أن المعتقل اعترف بأنه التقى ضابط مخابرات إسرائيلياً برفقة المنفذين الآخرين، وبوجود أبو نصيرة؛ للتنسيق للعملية التي هدفت لإحداث الفوضى بغزة.

مقاتلون من «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» في قطاع غزة (أرشيفية - «كتائب القسام» عبر «تلغرام»)

وبيَّنت أن ضابط المخابرات الإسرائيلية سلم المنفذين 3 مسدسات مزودة بكواتم صوت، و3 دراجات كهربائية، وملابس مزودة بكاميرات صغيرة الحجم، وهواتف موصولة بسماعات لاسلكية، بالإضافة إلى إحداثيات مسار تحرك زمزم.

وبعد الحادثة، أعلنت قوة «رادع» التابعة لأمن الفصائل الفلسطينية المسلحة، وبالتنسيق مع وزارة الداخلية بغزة، فتح «باب التوبة» أمام مَن وصفتهم بـ«العملاء» الذين يخدمون تلك المجموعات المسلحة.

وقالت منصة «حارس» التابعة لأمن تلك الفصائل، الجمعة، إن عدداً من الأشخاص قاموا بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية بغزة خلال فترة المهلة التي حُدِّدت بـ10 أيام، مشيرةً إلى أنه تتم حالياً معالجة ملفاتهم وفقاً للإجراءات القانونية المعمول بها، معلنةً انتهاء الحملة رسمياً.

مقاتلون من «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)

وأكدت المنصة استمرار سريان قرار ملاحقة المتعاونين مع الاحتلال وتفكيك شبكاتهم، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات ستتواصل دون توقف، محذرةً من التواصل مع «عملاء المرتزقة» أو المنصات الإعلامية الداعمة لهم، مشددةً على أن هذه الوسائل تستخدم أسماء متعددة بهدف التأثير على الوعي العام ومحاولة شرعنة التعاون مع الاحتلال. كما قالت.

وعلى الرغم من هذه الإعلانات من قبل «حماس»، فإن تلك المجموعات إلى جانب مجموعات أخرى تنشط في مناطق سيطرة إسرائيل خلف الخط الأصفر، وهو ما نسبته 50 في المائة من مساحة قطاع غزة، تنشر منذ أيام عدة، وباستمرار، مقاطع فيديو تظهر عمليات تدريب لما قالت عنها عناصر جديدة انضمت إليها.

وأعلنت تلك المجموعات سلسلة من الدورات الجديدة، واستحداث أقسام عسكرية لضمهم إليها، مثل قوات النخبة ومكافحة الإرهاب، وغيرها، الأمر الذي يشير إلى أنها ما زالت قادرة على مواجهة «حماس» حتى وإن كان بالحد الأدنى مما كانت تتوقعه إسرائيل منها.


«عرس دم» في غزة جراء قصف إسرائيلي

فلسطيني يبكي شقيقه البالغ من العمر 5 أشهر الذي قُتل بقصف إسرائيلي على حفل زفاف في مركز إيواء للنازحين بغزة السبت (أ.ف.ب)
فلسطيني يبكي شقيقه البالغ من العمر 5 أشهر الذي قُتل بقصف إسرائيلي على حفل زفاف في مركز إيواء للنازحين بغزة السبت (أ.ف.ب)
TT

«عرس دم» في غزة جراء قصف إسرائيلي

فلسطيني يبكي شقيقه البالغ من العمر 5 أشهر الذي قُتل بقصف إسرائيلي على حفل زفاف في مركز إيواء للنازحين بغزة السبت (أ.ف.ب)
فلسطيني يبكي شقيقه البالغ من العمر 5 أشهر الذي قُتل بقصف إسرائيلي على حفل زفاف في مركز إيواء للنازحين بغزة السبت (أ.ف.ب)

تحوّلت لحظات من الفرح المسروق من بين ثنايا الألم الذي يعيشه قطاع غزة إلى ساحة من الدماء والأشلاء، بعد أن سقطت قذيفتان مدفعيتان على عائلة فلسطينية كانت تزف ابنها عريساً، مع عروسته، في أبهى وأسعد لحظات حياتهما بعد حرب مدمرة استمرت عامين.

وتسبب القصف الإسرائيلي بمقتل 7 فلسطينيين من عائلة الندر، بينهم رضيع وسيدة، بعد أن سقطت القذيفتان بشكل مباشر على صف مدرسي كان يشهد على إقامة هذا العرس البسيط جداً، الذي كان يحضره نحو 50 شخصاً تقريباً.

ونُظم حفل الزواج في مركز إيواء مدرسة «شهداء غزة» بحي التفاح، شرق مدينة غزة، وعلى بعد لا يقل عن 500 متر من أقرب نقطة لـ«الخط الأصفر»، أي أنه في منطقة آمنة تماماً، لكن الضربات الإسرائيلية، كما كان الحال في خضم الحرب، ما زالت كما هي لا تفرق بين مدني آمن ومسلح فلسطيني، فالجميع سواسية تحت القصف.

خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على حفل زفاف في مركز إيواء للنازحين بغزة السبت (رويترز)

وقع الحدث عند الساعة السابعة من مساء الجمعة، بالتوقيت المحلي الفلسطيني، كما يذكر أقارب الضحايا، في حديث للصحافيين عند مجمع الشفاء الطبي الذي نقلت إليه الجثامين، مشيرين إلى أن القصف تسبب بتحويل أجساد الضحايا إلى أشلاء، ما صعب من مهمة انتشالهم، ونقلهم للمستشفيات إلى جانب المصابين، بعد أن مرت أكثر من 3 ساعات حتى سُمح لجهاز الدفاع المدني وطواقم طبية بدخول المنطقة، بعدما استهدفت القوات الإسرائيلية تلك الطواقم كلما حاولت الوصول إلى المكان رغم أنه في منطقة تعتبر آمنة.

وتعيش في مركز الإيواء المستهدف 80 عائلة فلسطينية، لم تجد لها مأوى سوى تلك المناطق التي تصنف بعض الشيء على أنها خطيرة بفعل الخروق الإسرائيلية المستمرة يومياً، حيث اضطروا للبحث عن أماكن بديلة لهم بعد القصف الذي طال المدرسة المتضررة جزئياً بفعل الحرب.

وعمل جهاز الدفاع المدني على إخلاء المدرسة بعدما سمح له بعد 3 ساعات من وقوع الحدث بالدخول إلى المكان. وقال الجهاز في بيان له إن أفراده لم يتمكنوا من انتشال الجثث إلا بعد التنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

مشيعون يرافقون جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على حفل زفاف في مركز إيواء للنازحين بغزة السبت (أ.ف.ب)

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار تجاه مشتبه بهم خلال نشاط عملياتي لقواته في منطقة «الخط الأصفر»، مشيراً إلى أنه فتح تحقيقاً بالحادثة، معرباً عن أسفه لوقوع إصابات بين المدنيين وأنه يعمل قدر الإمكان على تقليل الإضرار بهم، كما زعم بيانه.

«حماس»: جريمة وحشية

اعتبرت حركة «حماس» ما جرى «جريمة وحشية» ارتكبت بحق مدنيين أبرياء، وأنها «خرق فاضح ومتجدد» لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أن هذه الخروق أدت لمقتل أكثر من 400 فلسطيني منذ التوصل إليه قبل أكثر من شهرين، مطالبةً الوسطاء الضامنين للاتفاق والإدارة الأميركية بالاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه هذه الانتهاكات، والتدخل الفوري للجم محاولات حكومة نتنياهو فرض معادلات تتناقض مع مضمون الاتفاق وتنقلب عليه بوضوح، كما قالت.

وحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة بغزة، فإن ما وصل إلى مستشفيات القطاع حتى ظهر السبت 13 قتيلاً، ليرتفع إجمالي الضحايا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 401، وأكثر من 1108 إصابات، ما رفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 70925 قتيلاً و171185 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

البحث عن جثامين

يأتي ذلك في وقت بدأت طواقم الدفاع المدني، السبت، بالبحث عن جثامين 55 مواطناً تحت أنقاض 13 منزلاً في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك بعد أيام من انتشالها أكثر من 70 جثة أخرى من تحت أنقاض منزل في حي الرمال بمدينة غزة.

وحسب التقديرات، فإن هناك نحو 9 آلاف جثة لفلسطينيين قُتلوا خلال الحرب، تحت أنقاض منازل مدمرة في القطاع.

وخلال السبت، انهارت 3 بنايات متضررة بفعل الحرب، نتيجة الأمطار السابقة والتصدعات التي نشأت نتيجةً لذلك، من بينها بناية مكونة من 4 طوابق في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وبرج «العودة» بحي تل الهوى، جنوب غرب المدينة، ومنزل مكون من طابقين في حي الشيخ رضوان شمال المدينة.

ومنذ نحو 10 أيام، انهار أكثر من 16 منزلاً في قطاع غزة نتيجة تضررها في الحرب، وغزارة الأمطار في الأيام الأخيرة ما تسبب بتصدعات جديدة في بنيتها والبنية التحتية بشكل عام، الأمر الذي تسبب بوفاة العديد من الفلسطينيين.

خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على حفل زفاف في مركز إيواء للنازحين في غزة السبت (أ.ب)

مشاركة يونانية؟

ذكرت قناة «12 العبرية»، السبت، أن اليونان تدرس إرسال قوة إلى قطاع غزة كجزء من تنفيذ خطة «اليوم التالي» للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مشيرةً إلى أن هذا سيبحث خلال لقاء سيجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع نظيره اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الاثنين المقبل.

ووفقاً للقناة العبرية، فإن إسرائيل تشجع اليونان على المشاركة الفعالة في مستقبل غزة، إلى جانب الدول التي تعزز العلاقات معها، في محاولة لوقف نفوذ تركيا بالمنطقة، مشيرةً إلى أن أثينا أبدت استعدادها للمشاركة في اليوم التالي بغزة.

وأكد مصدر سياسي إسرائيلي أن حكومته مهتمة بمشاركة اليونان بهذه القوة، وقال: «إسرائيل تريد وجوداً يونانياً في القوة المستقبلية التي ستنشر في القطاع، لكن لم يتم الاتفاق بعد على تفاصيل محددة».