تونس: دور ثانٍ للانتخابات البرلمانية أواخر الشهر المقبل

سيشمل أكثر من 86 % من الدوائر الانتخابية

TT

تونس: دور ثانٍ للانتخابات البرلمانية أواخر الشهر المقبل

كشف محمد التليلي المنصري، المتحدث باسم هيئة الانتخابات التونسية، عن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قائلاً إنها تمخضت بصفة أولية عن فوز 21 مترشحاً في الدور الأول، على أن تجري انتخابات الدور الثاني في 133 دائرة انتخابية من إجمالي 161 دائرة داخل وخارج تونس.
ويمثل عدد الفائزين نحو 13.04 في المائة من أعضاء المجلس النيابي المقبل.
ومن المنتظر إجراء انتخابات جزئية في 7 دوائر انتخابية تونسية في الخارج، بسبب عدم قبولها أي مترشح. وبذلك تكون الانتخابات البرلمانية في تونس قد أجريت على 3 مراحل، متمثلة في دور أول، ودور ثانٍ للحسم بين المتنافسين، إضافة إلى انتخابات جزئية لسد الشغور الحاصل عن عدم قبول ترشحات في 7 دوائر انتخابية خارج تونس.
وأوضح التليلي في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، أن 19 مرشحاً خاضوا الانتخابات في دوائر ترشح فيها متنافسان اثنان أو مترشح وحيد. وأن دائرتين شهدتا فوز مترشح بأغلبية الأصوات، على الرغم من تسجيل أكثر من مرشحين اثنين فيها.
كما شهدت 10 دوائر انتخابية مرشحاً واحداً للانتخابات: 3 خارج تونس، و7 في الداخل، وهو ما أدى آلياً إلى الإعلان عن فوزهم في الدور الأول؛ إذ ينص الفصل 109 من المرسوم الرئاسي، عدد 55 المنقح للقانون الانتخابي، على أنه «إذا تقدم إلى الانتخابات مرشح واحد في الدائرة الانتخابية، فإنه يُصرح بفوزه منذ الدور الأول، مهما كان عدد الأصوات التي تحصل عليها».
وبشأن الطعون المقدمة للقضاء التونسي، قال التليلي المنصري إن باب الطعون سيتم فتحه بداية من اليوم (الثلاثاء)، بعد إعلان هيئة الانتخابات رسمياً مساء الاثنين النتائج الأولية للدورة الأولى للانتخابات البرلمانية، على أن تتواصل آجال تقديم الطعون في دورَيها الابتدائي والاستئنافي على مدى شهر كامل، يتم إثرها الإعلان عن النتائج النهائية للدورة الأولى للانتخابات التشريعية يوم 19 يناير (كانون الثاني) المقبل.
ومن المنتظر أن ينطلق الدور الثاني من الانتخابات يوم 20 من الشهر المقبل، كما سيكون يوم الاقتراع لهذه الدورة يوم 3 مارس (آذار) 2023، وذلك إثر إعلان النتائج النهائية للانتخابات في دورتَيها الأولى والثانية. وسيشرع المترشحون الذين مروا إلى الدور الثاني في تنظيم حملة انتخابية لمدة أسبوعين، ومن المنتظر أن يتم إرساء برلمان خلال شهر مارس المقبل، مهما كانت النتائج الانتخابية المسجلة.
في غضون ذلك، وإثر إعلان نسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات البرلمانية، وعدم الفصل بين المترشحين في الدور الأول،، قال بلقاسم حسن، عضو المكتب التنفيذي لحركة «النهضة» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن النتائج المعلنة وقلة إقبال التونسيين على مكاتب التصويت، تترجمان الهوة الواسعة بين الأحلام الشخصية للرئيس التونسي وبين الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يرزح تحته التونسيون. وأضاف أن الرئيس مطالب بالاستقالة، وتنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، بعد أن رفض الشعب برنامجه السياسي، مؤكداً أن حركة «النهضة» لن تعترف بنتائج هذه الانتخابات، وتدعو إلى التراجع عن تنظيم الدور الثاني، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، دعا فاضل عبد الكافي، رئيس حزب «آفاق تونس» -وهو أحد المتهمين بالتآمر ضد أمن الدولة ضمن «مجموعة الـ25»- الرئيس التونسي، إلى إيقاف المسار السياسي الحالي، وتركيز حكومة طوارئ اقتصادية شُغلها الشاغل «المعيشة اليومية للتونسيين»، والإعداد لانتخابات رئاسية سابقة لأوانها.
وقال عبد الكافي، في رسالة وجهها لقيس سعيد عبر فيديو على صفحته بـ«فيسبوك»، إن الرسالة الوحيدة التي بعث بها الشعب التونسي، خلال نتائج الانتخابات، هي أنه غير موافق على ما حدث بعد 25 يوليو (تموز)2021؛ لكنه لا يريد العودة لما قبل تلك الفترة.
واعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أن الانتخابات البرلمانية في تونس «خطوة أولى أساسية نحو استعادة المسار الديمقراطي في البلاد»، مؤكدة أن نسبة الامتناع عن التصويت المرتفعة تظهر الحاجة إلى مزيد من المشاركة السياسية على نطاق أوسع، وإلى زيادة توسيع نطاق هذه المشاركة في الأشهر المقبلة. وشددت الولايات المتحدة على أهمية تبني إصلاحات شفافة وجامعة، مثل «إرساء المحكمة الدستورية، وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع التونسيين».


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.