مونديال السيدات الأكثر مشاهدة في تاريخ الكرة الأميركية

25.5 مليون تابعوا عبر محطة «فوكس» الفوز الذي حققته أميركا على اليابان

مونديال السيدات الأكثر مشاهدة في تاريخ الكرة الأميركية
TT

مونديال السيدات الأكثر مشاهدة في تاريخ الكرة الأميركية

مونديال السيدات الأكثر مشاهدة في تاريخ الكرة الأميركية

تابع 25.5 مليون مشاهد عبر محطة «فوكس» الفوز الذي حققته الولايات المتحدة على اليابان بنتيجة 5 - 2 في نهائي كأس العالم للسيدات الأحد، وهو رقم قياسي لأي مباراة في كرة القدم، سواء للرجال أو النساء، يتم بثها عبر قناة ناطقة بالإنجليزية في هذا البلد.
ومع مشاهدة ما يقرب من 1.3 مليون مشاهد للمباراة عبر قناة «تليموندو»، المحطة الناطقة بالإسبانية، فإن إجمالي عدد المشاهدين البالغ 26.7 مليون مشاهد يفوق كذلك الرقم القياسي المسجل والبالغ 26.5 مليون مشاهد مجتمعين، الذين تابعوا فوز ألمانيا على الأرجنتين في نهائي كأس العالم للرجال العام الماضي على محطتي «إيه بي سي» و«يونيفيجن» الناطقة بالإسبانية.
بالفعل سيدات الولايات المتحدة هن الآن بطلات العالم على جبهتين، وهو ما يمثل شهادة تدل على موهبتهن المستمرة، وجذبهن للجمهور الأميركي الذي يبدو أنه يزداد اقترابًا من كرة القدم.
وتحدث إد ديسر، وهو مستشار تلفزيوني رياضي، والرئيس التنفيذي للاتحاد الوطني لكرة السلة الأميركية «إن بي إيه» عن عدة عوامل أدت إلى «عاصفة كاملة» من المشاهدة مساء الأحد، قائلاً: «إنها فترة من العام تشهد منافسات رياضية خفيفة، وفريق قوي يلتف الجميع حوله، ومباراة معادة بين الفريقين اللذين وصلا لنهائي كأس العالم للسيدات 2011، وأسابيع من حشد المشاهدة للفريق الأميركي على قناتي (فوكس) و(فوكس سبورت 1)».
بتعبير ديسر، «كان هذا حدثًا من النوع الذي يثير المشاهدين».
ونظرًا لإقامة كأس العالم في كندا، فقد كان لدى «فوكس» ميزة التوقيت، والفترات التي تتسم بكثافة المشاهدة للمباريات التي لعبها فريق الولايات المتحدة. وتجاوز عدد مشاهدي نهائي كأس العالم للسيدات أولئك الذين يتابعون نهائيات دوري الـ«إن بي إيه» الأخيرة، وكذلك الدوري العالمي العام الماضي. وإحقاقًا للحق، مع ذلك، فإن منافسات كأس العالم، والدورات الأوليمبية تقام كل أربع سنوات، ولا يمكن مقارنتها مباشرة بالقائمة السنوية لأفضل سبع بطولات.
مع ذلك، من المثير للدهشة أن تجذب فعاليات السبع بطولات ضمن البطولة العالمية المثيرة بين «رويالز» من كنساس، و«جاينتس» من سان فرانسيسكو في أكتوبر (تشرين الأول)، التي جذبت 23.5 مليون مشاهد على قنوات التلفزيون الناطقة بالإنجليزية، أو أقل بواقع مليوني مشاهد عن ما حققه نهائي كأس العالم للسيدات مساء الأحد. كذلك تفوق نهائي السيدات في عدد المشاهدين بواقع نحو مليوني مشاهد، على المباراة السادسة والحاسمة في نهائيات الـ«إن بي إيه»، التي فاز فيها فريق «غولدن ستيت» على «كليفلاند»، وكان ستيفن كوري ولوبرون جيمس من نجومها البارزين.
أما نهائي بطولة اتحاد الرياضيين القومي لكرة السلة للرجال 2015، فتجاوز في المقابل نهائي السيدات بـ28.3 مليون مشاهد، ولكن السيدات هن من يتصدرن المشهد.
يدفع الفوز السهل كما في مباراة نهائي كأس العالم يوم الأحد، المشاهدين في كثير من الأحيان إلى الإقبال على المشاهدة، ولكن هذا لم يحدث هذه المرة. لقد سجل الفريق الأميركي أربعة أهداف مبكرة، ودخل الشوط الثاني في فانكوفر متقدمًا بنتيجة 4 - 1، وهي نتيجة لا يمكن تجاوزها تقريبًا في كرة القدم. ومع هذا، فقد زاد عدد المشاهدين المقدر عددهم بـ18.2 مليون مشاهد في بداية المباراة التي انطلقت عند الساعة السابعة مساء، بتوقيت الساحل الشرقي، ووصل إلى ذروة مشاهدة بـ30.9 مليون مشاهد خلال الوقت الأخير للمباراة بين 8:30 و8:45 مساء.
ربما ظل المشجعون حتى النهاية ليروا ما إذا كانت كارلي ليلويد ستسجل هدفًا رابعًا، أم ربما أنهم كانوا ينتظرون أن تشارك آبي وامباك في المباراة في ما من المؤكد أن يكون آخر مباراة لها في كأس العالم فعليًا. أو ربما كان المشاهدون ببساطة يريدون أن يروا فريق الولايات المتحدة وهو يحتفل بالفوز للمرة الأولى بكأس العالم منذ 16 عامًا أمام حشد من المشجعين الأميركيين المنتشين في فانكوفر.
وعلى محطة «فوكس»، كان الرقم القياسي المسجل لعدد المشاهدين يوم الأحد صادمًا إلى حد ما يوم الاثنين.
«قال مايك مولفيهيل، نائب الرئيس الأول للبرامج والأبحاث في «فوكس سبورت»: «لقد أسأت تقدير ما ستحققه المباراة، لا شك.. إنها واحدة من أمتع المفاجآت التي شهدناها على الإطلاق».
وقال إنه كان يعتقد بأن المشاهدة قد تصل إلى 19 مليونًا، وهو ما كان سيحطم رقم الـ17.9 مليون مشاهد لنهائي كأس العالم للسيدات 2009، الذي هزمت فيه الولايات المتحدة الصين بركلات الترجيح، خلال المباراة التي كانت تنقلها قناة «إي بي سي». كما كان من شأن هذا الرقم أن يتجاوز الرقم القياسي المسجل بـ18.2 مليون من المشاهدين الناطقين بالإنجليزية لمباراة الولايات المتحدة والبرتغال في دور المجموعات في كأس العالم 2014 للرجال. لكن بدا أن رقم الـ25 مليون مشاهد لا يمكن تجاوزه.
وقال مولفيهيل: «كنت أشعر بالانبهار».
وأضاف أن أرقام المشاهدة أظهرت أن 1.7 مشاهد في كل منزل كانوا يشاهدون المباراة، وهو معدل أكبر قليلاً من المعتاد في الفعاليات الرياضية. وقال مولفيهيل، وكان يقارن المباراة بالتجمعات المعتادة في مباريات كرة القدم في أعياد الشكر.
وفي كثير من الأحيان تجذب الفعاليات الرياضية الكبرى مشاهدين غير منتظمين ربما لا يكونون متابعين باهتمام موسمًا أو مسابقة من البداية حتى النهاية. ويبدو أن أعدادًا من هؤلاء المشاهدين قد تدفقوا يوم الأحد، إذ زادت المشاهدة بمعدل أكبر من الـ8.4 مليون مشاهد، الذين تابعوا مباراة الولايات المتحدة وألمانيا في نصف نهائي كأس العالم العام مساء الثلاثاء الماضي، بمقدار 3 أضعاف.
وحذر ديسر من النظر إلى مباراة نهائي الأحد، التي حظيت بنسبة مشاهدة كبيرة، باعتبارها مؤشرًا على تزايد الاهتمام بكرة القدم في الولايات المتحدة.
وقال: «كان هذا حدثًا مشوقًا للغاية، وجرى في وقت جيد من اليوم في النصف المناسب من الكرة الأرضية، مع توافر سياق جيد.. ولكنك لن ترى فارقًا ماديًا في ما يتعلق بالمجال الرياضي يتجاوز هذا الحدث».
وتابع قائلاً: «ستعود الأمور لطبيعتها الأسبوع القادم، رغم أنني أعتقد بأن ما حدث يزيد من احتمالية أن يشتري شخص ما تذكرة حضور مباراة في دوري كرة القدم الأميركي، أو يشاهد الدوري الإنجليزي الممتاز». وقد يزيد هذا من معدلات حضور مباريات دوري كرة القدم النسائية، الذي ستستأنف فيه 22 من 23 من لاعبات المنتخب الأميركي، أي جميع اللاعبات عدا وامباك، اللعب الأسبوع القادم.
*خدمة «نيويورك تايمز»



«أبل» و«ميتا»... صراع متجدد يثير تساؤلات بشأن «خصوصية البيانات»

شعار ميتا (رويترز)
شعار ميتا (رويترز)
TT

«أبل» و«ميتا»... صراع متجدد يثير تساؤلات بشأن «خصوصية البيانات»

شعار ميتا (رويترز)
شعار ميتا (رويترز)

مرة أخرى يتجدَّد الصراع بين عملاقَي التكنولوجيا «أبل»، و«ميتا»، مثيراً تساؤلات بشأن مدى «حماية خصوصية بيانات المستخدمين». وبينما رأى خبراء التقتهم «الشرق الأوسط» أن المعركة الأخيرة جزء من نزاع مستمر بين «أبل»، و«ميتا» يتيح لهما البقاء على عرش التكنولوجيا الرقمية، فإنهم أشاروا إلى أن تأثير الصراع بشأن الخصوصية قد يمتد إلى مواقع الأخبار.

المعركة الأخيرة بدأت منتصف الشهر الحالي، مع تحذير وجَّهته شركة «أبل» بشأن تقديم منافستها «ميتا» مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام» نحو «15 طلباً للوصول العميق إلى البيانات، في إطار قانون الأسواق الرقمية الجديد بالاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يضعف حماية بيانات المستخدمين».

ووفق «أبل»، فإنه «إذا حصلت طلبات (ميتا) على الموافقة، فسيكون باستطاعتها من خلال تطبيقاتها: (فيسبوك)، و(إنستغرام)، و(واتساب)، رؤية كل الرسائل القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني والصور والمواعيد، وكل بيانات مكالمات المستخدمين». ونبَّهت «أبل»، في بيانها، إلى أن «مجموعة من الشركات تستخدم قانون الأسواق الرقمية الأوروبي؛ للوصول إلى بيانات المستخدمين». ولكن في المقابل، نفت «ميتا» هذه الاتهامات، وعدَّتها «حججاً تستخدمها (أبل) في إطار ممارساتها المضادة لحرية المنافسة». وقالت، في بيان لها، إن «(أبل) لا تعتقد بالتوافق بين الأجهزة الأخرى».

تعليقاً على ما هو حاصل، قال أنس بنضريف، الصحافي المغربي المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، إن «الصراع الأخير بين (أبل) و(ميتا) هو امتداد لمعارك سابقة متكررة ومتجددة بين عملاقَي التكنولوجيا». وأردف: «هناك قانونان يحكمان السوق الرقمية في أوروبا: الأول هو قانون الخدمات الرقمية الذي يستهدف منع الاحتكار وحماية بيانات المستخدمين. والثاني هو قانون الأسواق الرقمية الذي يجبر الشركات على إتاحة معلوماتها للمطوّرين».

وأوضح بنضريف أن «الصراع الأخير بين (أبل) و(ميتا) مرتبط بقانون التسويق الرقمي، إذ تعدّ (ميتا) من المطوّرين المتاحة تطبيقاتهم، مثل (إنستغرام) و(فيسبوك) على هواتف (أبل)». وتوقّع أن تنتهي المعركة لصالح «ميتا»، مبرراً ذلك بأن «حجة (أبل) ضعيفة وغير كافية، وخصوصية بيانات المستخدمين محمية قانوناً في أوروبا، إلا أن مخالفة (ميتا) لقوانين حماية الخصوصية تُعرِّضها لغرامات كبيرة... وفي أي حال الصراع هو جزء من معركة تستهدف الضغط على (أبل) لفتح خدماتها وإتاحتها على منتجات تابعة لشركات أخرى».

للعلم، حسب قانون الأسواق الرقمية الأوروبي، لا يسمح للشركات المشغّلة للمنصّات الحصول على امتيازات خاصة. وتطالب المفوضية الأوروبية شركة «أبل» بأن تغدو أجهزتها متوافقة مع التكنولوجيا التي تنتجها شركات أخرى.

وبموجب إجراءات المفوضية الأوروبية يتوجب على «أبل» تقديم وصف واضح للمراحل والمواعيد النهائية المختلفة والمعايير والاعتبارات التي ستطبقها أو تأخذها في الاعتبار عند تقييم طلبات التشغيل البيني من مطوري التطبيقات، مع تزويد المطورين بتحديثات منتظمة، وتقديم التعليقات وتلقيها فيما يتعلق بفاعلية حل التشغيل البيني المقترح. ومن المتوقع صدور قرار من المفوضية بشأن ما إذا كانت «أبل» تلتزم بشرط قابلية التشغيل البيني، بحلول مارس (آذار) المقبل، وفق ما نقلته «رويترز».

من جهة ثانية، صرَّح محمد الصاوي، الصحافي المصري المتخصص في الرصد والتحليل الإعلامي، لـ«الشرق الأوسط» شارحاً أن «التوترات المستمرة بين (أبل) و(ميتا)، إلى جانب قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي، تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لتنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى، خصوصاً فيما يتعلق بالخصوصية والمنافسة». وأضاف أن «التحذير الذي أطلقته (أبل) بشأن (ميتا) أثار ذلك جدلاً حول ما إذا كانت مثل هذه الممارسات قد تضعف حماية البيانات للمستخدمين، والتركيز المتجدد على قانون الأسواق الرقمية يعد جزءاً من جهود الاتحاد الأوروبي لمنع شركات التكنولوجيا الكبرى من استغلال هيمنتها، حيث يهدف القانون إلى ضمان المنافسة العادلة عن طريق تقييد الشركات من منح نفسها مزايا خاصة، أو الوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل مفرط دون موافقة».

وأشار الصاوي إلى أن «تأثير قانون الأسواق الرقمية يمتد إلى ما هو أبعد من شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث قد يؤثر أيضاً على المواقع الإخبارية، لا سيما تلك التي تعتمد على منصات مثل (فيسبوك) في توزيع منتجاتها». وأوضح أن «القانون قد يجبر المنصات على معاملة أكثر عدلاً، ما يضمن ألا تتضرر المواقع الإخبارية من الخوارزميات أو ممارسات البيانات المتحيزة، كما يفرض إعادة التفكير في كيفية جمع البيانات الشخصية ومشاركتها وحمايتها عبر المنصات، مما يشير إلى تحول نحو أنظمة رقمية أكثر شفافية».

وعدّ الصاوي «قانون الأسواق الرقمية محاولةً لإعادة التوازن في ديناميكيات القوة في السوق الرقمية، ما قد يؤثر بشكل كبير على المبدعين في مجال المحتوى، بما في ذلك المواقع الإخبارية، في كيفية تفاعلهم مع المنصات... في حين يضمن استمرار الصراع بين (أبل) و(ميتا) بقاءهما متربعتين على عرش المنافسة الرقمية».

وحقاً، يأتي الصراع الأخير بين «أبل» و«ميتا» في وقت قرَّرت فيه هيئة حماية البيانات الآيرلندية فرض غرامة قيمتها 251 مليون يورو على شركة «ميتا»؛ بسبب عملية اختراق واسعة لبيانات نحو 29 مليون مستخدم على مستوى العالم في عام 2018.