نهاية شجاعة للمغرب في معركة «البرونزية»... وكرواتيا ثالث العالم

المنتخب العربي ودع المونديال بأداء استثنائي صفقت له الجماهير طويلاً

ياسين بونو يحاول التصدي لكرة الهدف الكرواتي الثاني بلا جدوى (أ.ب)
ياسين بونو يحاول التصدي لكرة الهدف الكرواتي الثاني بلا جدوى (أ.ب)
TT

نهاية شجاعة للمغرب في معركة «البرونزية»... وكرواتيا ثالث العالم

ياسين بونو يحاول التصدي لكرة الهدف الكرواتي الثاني بلا جدوى (أ.ب)
ياسين بونو يحاول التصدي لكرة الهدف الكرواتي الثاني بلا جدوى (أ.ب)

رغم خسارتهم فرصة التتويج ببرونزية المونديال، فإن لاعبي المنتخب المغربي كسبوا احترام العالم قبل جماهيرهم بأداء بطولي شجاع كادوا من خلاله أن يهزوا شباك وصيف مونديال روسيا 2018، لكن الحظ كان لهم بالمرصاد ليودعوا البطولة بالمركز الرابع عقب الخسارة 2 - 1 في إنجاز تاريخي لم يصل إليه أي منتخب أفريقي أو عربي على مدى تاريخ البطولة.
وسلم جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الميداليات البرونزية للاعبي كرواتيا، بقيادة القائد لوكا موديريتش.
وبدأت المراسم بتكريم الطاقم التحكيمي للمباراة بقيادة الحكم القطري عبد الرحمن الجاسم، بمعاونة الثنائي طالب المري وسعود أحمد، والبرازيلي رافاييل كلاوس، الحكم الرابع.

لاعبو كرواتيا خلال تتويجهم بالميداليات البرونزية (د.ب.أ)

وسبق لمدرب المغرب وليد الركراكي أن أقر عشية تجديد الموعد مع كرواتيا بعدما تعادلا سلباً في دور المجموعات، أن خوض مباراة تحديد المركز الثالث هي «أسوأ مباراة يمكن أن نلعبها»، لأن الطموح كان الوجود في النهائي.
وكما الحال دائماً، يواجه المدربون صعوبة في تحفيز لاعبيهم من أجل خوض مباراة تعد بمثابة «جائزة ترضية»، لكن الركراكي حاول «تجميل» المركز الثالث لتحفيز لاعبيه.
وبطبيعة الحال، بحسب الركراكي، «كنا نفضل أن نكون في النهائي، لكن هناك المركز الثالث الذي يتوجب علينا اللعب من أجله. نريد أن ننهي (البطولة) على منصة التتويج». إلا أن هذا الأمر لم يتحقق وخسر المغرب لقاء السبت، لتحديد المركز الثالث. لكن جماهيره صفقت له طويلاً بعد مشواره التاريخي في البطولة.

عطية الله يرتقي للكرة أمام مرمى منتخب بلاده (أ.ب)

وبدا المنتخب الكرواتي ومدربه زلاتكو داليتش أكثر تصميماً على توديع النهائيات بميدالية المركز الثالث، بعدما عاد من روسيا قبل 4 أعوام بالوصافة، وهو أفاد عشية اللقاء، بأنه «بالنسبة لنا هذا نهائي كبير ومباراة كبيرة. إنه صراع على ميدالية».
وكانت مباراة وداعية لقائد كرواتيا ونجمها المطلق لوكا موديريتش الذي خاض لقاءه الأخير في النهائيات، ودخل التاريخ فيها، إذ بات عن 37 عاماً و3 أشهر أكبر لاعب ميدان يخوض 7 مباريات في نسخة واحدة.
وسبق للمنتخب الكرواتي الفوز بالميدالية البرونزية في مونديال 1998 بفرنسا، قبل أن يفاجئ الجميع في النسخة الماضية بحصوله على المركز الثاني، عقب خسارته 2 - 4 أمام فرنسا في النهائي، تحت قيادة مديره الفني الحالي زلاتكو داليتش.
وكانت المواجهة القوية بين المنتخبين، شهدت تسجيل هدفين في أول 9 دقائق، حيث تقدم جوسكو جفارديول بهدف لمنتخب كرواتيا في الدقيقة السابعة، لكن بعد دقيقتين فقط أدرك أشرف داري التعادل لأسود الأطلس.
وقبل 3 دقائق من نهاية الشوط الأول، سجل ميسلاف أورسيتش هدف الفوز لمنتخب كرواتيا.
ودخل المنتخب الكرواتي مهاجماً منذ البداية، حيث انطلق جناحه إيفان بيرسيتش من الجهة اليمنى، محاولاً إرسال عرضية للمهاجم أندريه كراماريتش، لكن الكرة لم تصل إليه في الدقيقة الثالثة.

صراع على الكرة بين قائدي المنتخب موديريتش وزياش (أ.ف.ب)

وفي الدقيقة الثامنة، نجح المنتخب الكرواتي في تسجيل الهدف الأول عن طريق مدافعه بوسكو جفاريدول، حيث نفذ لوفرو ماير ضربة حرة داخل منطقة جزاء المنتخب المغربي لتصل إلى بيرسيتش الذي هيأها لجفاريدول ليضعها الأخير بضربة رأس في الشباك.
ورد المنتخب المغربي سريعاً بهدف التعادل في الدقيقة التاسعة عن طريق أشرف داري الذي استغل تشتيت الكرة بطريقة غير صحيحة من لوفرو ماير لاعب المنتخب الكرواتي داخل منطقة الجزاء، ليضعها بضربة رأس في الشباك.
وبعد هدف التعادل هاجم كلا المنتخبين بكل قوة، حيث انطلق المنتخب الكرواتي عن طريق كراماريتش وماركو ليفايا بمساندة من ميسلاف أورسيتش ومن الخلف قائد الفريق لوكا موديريتش.
على الجانب الآخر، وجد حكيم زياش في قيادة هجوم المغرب مع المهاجم يوسف النصيري وسفيان بوفال، فيما قاد سفيان أمرابط وعبد الحميد الصابيري خط الوسط.

أشرف حكيمي محتجاً على قرارات الحكم عبد الرحمن الجاسم عقب نهاية المباراة (إ.ب.أ)

وفي الدقيقة 15، سدد جوسيب ستانسيستش مدافع المنتخب الكرواتي كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، لكنها لم تشكل أي خطر على مرمى حارس المغرب ياسين بونو.
وتصدى بونو لضربة رأس قوية من كراماريتش في الدقيقة 18، حيث تلقى الأخير عرضية من زميله بيرسيتش، لكنه لم ينجح في استغلالها بشكل جيد أمام حارس المغرب. وبعد ذلك، هدأت المباراة نسبياً ابتداء من حلول الدقيقة 20، حيث تبادل لاعبو المنتخبين الكرات في وسط الملعب، دون تشكيل خطورة حقيقية من الجانبين.
وفي الدقيقة 28، لعب حكيم زياش كرة عرضية للنصيري داخل منطقة الجزاء، لكن الأخير كان متأخراً عنها لتضيع فرصة حقيقية أمام مرمى الحارس دومينيك ليفاكوفيتش.

إنفانتينو رئيس {فيفا} مهنئاً القائد الكرواتي موديريتش بالمركز الثالث (أ.ف.ب)

وبعد ذلك بـ10 دقائق، نفذ حكيم زياش كرة عرضية من ركنية، ليوجهها النصيري بضربة رأس تجاه الشباك، لكن الكرة مرت بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى ليفاكوفيتش.
وفي الدقيقة 42، سجل المنتخب الكرواتي الهدف الثاني عن طريق ميسلاف أورسيتش، الذي استغل تمريرة رائعة من زميله لوفرو ماير على الجهة اليسرى، ليضع الكرة ببراعة في شباك بونو بتسديدة دقيقة اططدمت بالقائم الأيسر لمرمى بونو وهزت الشباك.
ونجح المنتخب الكرواتي في الحفاظ على تقدمه حتى أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول.
ومع بداية الشوط الثاني، أجرى وليد الركراكي المدير الفني للمنتخب المغربي، تغييراً بخروج عبد الحميد صابري ودخول إلياس شاعر.
وحاول المنتخب المغربي في بداية الشوط الثاني، الضغط على منافسه الكرواتي من أجل تسجيل هدف التعادل، لكنه اصطدم بدفاع كرواتي صلب.
وسدد ميسلاف أورسيتش لاعب المنتخب الكرواتي، كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، لكنها مرت بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى بونو في الدقيقة 47.
واضطر المدير الفني للمنتخب الكرواتي زالاتكو داليتش، إلى إجراء تغيير بخروج المهاجم أندريه كراماريتش ونزول نيكولا فلاسيتش في الدقيقة 60 بسبب الإصابة.
وواصل داليتش إجراء التغييرات من أجل منح كثير من اللاعبين الفرصة للمشاركة في المباراة، فدخل كل من برونو بيتكوفيتش وماريو بازاليتش بدلاً من ماركو ليفايا ولوفرو ماير على الترتيب.
وقبل كذلك، أجرى الركراكي تعديلين على التشكيل، فدخل المدافع بدر بانون بدلاً من زميله أشرف داري ودخل الجناح أنس الزروري بدلاً من سفيان بوفال.

جماهير المغرب ساندت منتخبها بحرارة خلال المواجهة (أ.ب)

وفي الدقيقة 68، خرج المدافع جواد اليامق مصاباً ليدخل بدلاً منه زميله سليم أملاح لاعب الوسط، في تبديل اضطراري.
وسدد فلاسيتش كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، لكنها علت عارضة الحارس بونو، حيث خطف فلاسيتش الكرة، مستغلاً خطأ في وسط الملعب من سفيان أمرابط في الدقيقة 70.
وفي الدقيقة 71، سدد يوسف النصيري مهاجم المنتخب المغربي كرة داخل منطقة الجزاء، لكن ليفاكوفيتش تصدى للمحاولة بنجاح ليحمي مرماه من هدف محقق.
وغلب الإرهاق على أداء المنتخب المغربي، الذي كان قد دخل المباراة بنقص في الصفوف بسبب الإصابات التي انتشرت بين لاعبيه مع توالي الأدوار والمواجهات السابقة أمام إسبانيا والبرتغال وفرنسا.
على الجانب الآخر، تحلى المنتخب الكرواتي بالهدوء والثقة في أدائه، ولم يبذل لاعبوه مجهوداً كبيراً على المستوى البدني، خصوصاً أنه خاض مباراتين في قمة الصعوبة أمام كل من البرازيل والأرجنتين في دور الثمانية وقبل النهائي على الترتيب.
وطالب لاعبو المنتخب الكرواتي بضربة جزاء في الدقيقة 74، حينما سقط زميلهم جفاريدول داخل منطقة الجزاء إثر تدخل مع سفيان أمرابط، لكن الحكم واصل بمطالبة اللعب.
كما طالب لاعبو المنتخب المغربي بالأمر ذاته بعد ذلك بدقيقة واحدة، بداعي تعرض المدافع أشرف حكيمي للدفع داخل منطقة الجزاء.
وأضاع ماتيو كوفاسيتش لاعب المنتخب الكرواتي، فرصة تسجيل الهدف الثالث، حينما دخل إلى منطقة جزاء المنتخب المغربي، وسدد كرة أرضية مرت إلى جوار القائم الأيسر لمرمى بونو.
وأجرى داليتش آخر تغييراته في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني، حيث خرج المهاجم ميسلاف أورسيتش ونزل بدلاً منه لاعب الوسط كريستيان ياكيتش.
وفي الدقيقة السادسة والأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني، وجه يوسف النصيري ضربة رأس باتجاه مرمى كرواتيا، لكنها هزت الشباك الخارجية لمرمى ليفاكوفيتش.
ولم تشهد باقي اللحظات من المباراة أي جديد، ليطلق الحكم صافرة نهايته والمباراة بفوز كرواتيا 1 - 2.


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».