سعد الهويدي يغزل الذكريات والتراث في أعماله الفنية

الفنان السعودي شارك بأعماله في أسبوع «مسك للفنون» بالرياض

زوار معرض «عزيمة» أمام «مكتبة الذكريات» (الفنان)
زوار معرض «عزيمة» أمام «مكتبة الذكريات» (الفنان)
TT

سعد الهويدي يغزل الذكريات والتراث في أعماله الفنية

زوار معرض «عزيمة» أمام «مكتبة الذكريات» (الفنان)
زوار معرض «عزيمة» أمام «مكتبة الذكريات» (الفنان)

للفنان السعودي سعد الهويدي اهتمام عميق بالتراث والذاكرة، تشترك أعماله في الجمع بين القديم والحديث، الحوار بين الحضارات والحنين للماضي. الحنين يكاد يكون الخط الخفي الذي يمر عبر كل الأعمال، يظهر ذلك في اختيار خامات الأعمال، سواء من ألعاب الأطفال البلاستيكية أو من اختيار رقعة ألعاب «كيرم» المشهورة في السعودية أو الملابس التقليدية وما تحتضنها من قصص وذكريات وارتباطات اجتماعية مثل «البشت» (العباءة الرجالية) وغيرها من العناصر التي تمس وجدان المشاهد.

الكيرم الهندي في حلة سعودية (الفنان)

أتحدث مع سعد الهويدي على هامش مشاركته في معرض «عزيمة» الذي أقيم في صالة الأمير فيصل بن فهد، ضمن فعاليات أسبوع «مسك للفنون» بالرياض، يحدثني من الاستديو الخاص به في حي جاكس، ويأخذني معه في جولة حول أعماله وأبحاثه المختلفة.
أطلق حديثي معه بسؤاله عما يثير تفكيره ويدفعه للتعبير الفني، يأخذني للإطار العام لعمله قائلاً «أتناول في أعمالي موضوع التراث والذاكرة؛ فكل إنسان له ذاكرته وذكرياته وعنده تراث يتحرك من خلاله. عملي دائماً يتمحور حول الذاكرة والتراث، كيف نحيي هذه الذاكرة ونسترجعها ثم نعيد تقديمها بشكل معاصر».

من سلسلة «البشت الحساوي» (سعد الهويدي)

تتميز أعمال الفنان بالتنوع في المواد المستخدمة التي يحوّرها الفنان ويخرجها من قالبها الأصلي لتكتسب معاني جديدة. في معرض «عزيمة» يستخدم رقعة ألعاب خشبية تقليدية (الكيرم) قام بتحويلها من شكلها الأساسي عبر الرسم عليها، كما استخدم القماش في سلسلة «البشت» ثم أشرطة الكاسيت والفيديو القديمة في «مكتبة الذكريات». يعلق على ذلك «أحرص على أن يكون عندي تنوع في الممارسات الإبداعية، وأن أكتشف أساليب جديدة في الإبداع والتدوير». التدوير يتمثل أمامنا في استخدام قطع كانت مستخدمة من قبل، مثل رقعة لعبة «الكيرم» الهندية المنشأ التي صاحبت السعوديين لأجيال في سهراتهم واجتماعاتهم، وسجلت لنفسها مكاناً في الذاكرة الاجتماعية لكل فرد. بالنسبة للهويدي، مثلت تلك الرقعة الخشبية فرصة لدمج عناصر ثقافية مختلفة وتقديمها بشكل معاصر. الكيرم هنا أمامنا يبدو مألوفاً، هي الرقعة نفسها التي جلس حولها أفراد العائلة والأصدقاء في ليالي الصيف لتمضية الوقت الممتع سوياً، ارتبطت حكايات وقصص أفراد العائلات والأصدقاء بتلك الرقعة وأحجارها. قد لا تلاحظ العين اختلاف الرقعة الماثلة أمامنا عن ما اعتادته العين، ولكن هناك اختلافاً واضحاً لمن يدقق فيه، وهو أن الرقعة هنا تحمل رسومات مختلفة عن الخطوط التي تميز الرقعة التقليدية. هنا قدم الفنان بشكل بصري ممتع نقوشاً خارجة من عمق الثقافة السعودية، يقول «هنا أستخدم (القط العسيري) كرموز شكلتها أيدي النساء في جنوب المملكة لتزيين جدران البيوت، قدّمتها هنا بشكل معاصر، دمجت بين لعبة قادمة من الهند وهي الكيرم، تعبّر عن ثقافة مختلفة ودمجت معها عناصر من ثقافتنا المحلية». يستطرد قائلاً «أريد أن أقول إن الكيرم وصلتنا من ثقافة مختلفة، وعندما وصلتنا أضفنا عليها من شخصيتنا، على سبيل المثال غيّرنا في قواعد اللعبة لتصبح لها شخصية مختلفة عن قواعدها في الهند، حتى مسميات الأشياء وضعنا عليها بصمتنا ولغتنا. في الرقعة المعروضة جسدت ذلك التغيير من خلال الزخارف المحلية».

عمل «الطريق إلى مكة» للفنان سعد الهويدي (الفنان)

عبر ذلك الإطار الخشبي دمج الفنان بين الثقافتين الهندية والسعودية فيما يشبه الحوار الثري بين ثقافة سعودية محلية وثقافة هندية. في نسخ أخرى من العمل نفسه لم يتوقف عند القط العسيري، بل استخدم نقوشاً من مناطق أخرى في المملكة، مثل الزخارف الحجازية والنجدية. أشير إلى أن لعبة الكيرم تمثل جانباً من ذاكرة أغلب العائلات في السعودية، وهي هنا تحتضن ذاكرة النساء عبر زخارف القط العسيري، يقول «بالضبط هذا كان محور اهتمامي. أن أقدم العمل كبحث تراثي وثقافي وسجل للذاكرة. أقول عبر هذا العمل إنه حتى لو تعددت الثقافات فنحن نتوحد في هويتنا العامة كإنسان أولاً ثم نتفرق في ثقافات ولغات ورقصات وموسيقى». «أنت تختصر كل هذه العناصر لأصلها وهو الإنسان؟» يرد بالإيجاب، ويضيف «يقولون إن العالم قرية صغيرة، أنا أقول إننا عالم واحد نعيش على نفس الكوكب، وأريد أن يشعر كل منا بأن الحضارات يمكن أن تلتقي، وتتحاور والناتج سيكون شيئاً جميلاً».

عمل «الطريق إلى مكة» للفنان سعد الهويدي (الفنان)

الحديث مع الهويدي يتشعب ويتعمق في تلاقي الحضارات وآثارها، يضرب المثل بموجات الهجرة لأوروبا وأميركا كيف تركت آثارها في الطعام وفي الملبس والفنون. في عالم الفن الحديث يشير إلى فنانين أمثال بيكاسو وغوغان وماتيس «انظري إلى رسومات بيكاسو وتأثرها بزياراته للمغرب العربي، هناك تعرف على ثقافة جديدة. هو وغوغان وماتيس كلهم خرجوا باتجاه فني مميز ابتكروه بسبب تأثرهم بثقافة مختلفة أعطتهم زاوية غير التي يعيشوها في بلدانهم».

تنويعات من خيوط البشت الحساوي تتخذ شكل الزخارف النجدية (الفنان)

سلسلة «البشت الحساوي»
ترتبط أعمال الفنان بكل عناصر البيئة المحلية، في الاستديو نلحظ في كل عمل عنصراً من الثقافة المحلية، يفككها الفنان لعناصرها أولاً، ثم يتعامل مع تلك العناصر المختلفة ليكوّن منها أعمالاً فنية مميزة. في سلسلة أعمال «البشت الحساوي» قد لا يدرك الناظر خصوصية الموضوع، ولكن لن تخطأ عينه ذلك الوجود المميز للخيوط الذهبية، مهما انفصلت عن شكلها المألوف المغروس في ذاكرة كل فرد في المجتمع. الخيوط تأخذ كل منا للعباءة الرجالية، تثير الحنين والذكريات وتعيد للذهن صوراً مختزنة من مناسبات عائلية أو رسمية ارتدى فيها الرجال تلك العباءة، ارتبطت بأفراح وحفلات وأعياد وذاكرة كاملة.
من ذلك الرداء كوّن الفنان عدداً من الأعمال، غزل تلك الخيوط الذهبية مع عناصر أخرى أيضاً مستقاة من التراث، يشير إلى بعض القطع التي تبدو على هيئة أعمدة متباينة الطول، يحيط أعلاها ما يشبه الحزام الذهبي ويقول مُعرّفاً «هي مجسمات نحتية تناقش تاريخ الطرز المعمارية السعودية والتنوع الحضري في العمارة، من الخيام وبيوت الطين إلى المنازل الحديثة، ومزاوجتها بالأزياء بوضع تطريز (الشمسة) المستخدمة في الملابس التقليدية مثل البشت الحساوي الذي يُرتدى في المناسبات الرسمية».
يحرص الفنان على تقديم الحِرف التقليدية في أعماله، مثل رسومات النساء على جدران البيوت في عسير (القط العسيري) والتي ضمّنها في لعبة الكيرم، وهنا في صناعة البشت الحساوي وهي حرفة رجالية، يقول «قدمت البشت الحساوي باعتباره من الحرف اليدوية في منطقة الأحساء، والتي تخصصت عائلات معينة بها».

الفنان سعد الهويدي

مثلما فعل الهويدي بزخارف نساء عسير حين أخرجها من إطارها المألوف وهو جدران البيوت، فعل الشيء نفسه مع البشت «أخرجته من قالبه ووضعته في شكل آخر غير معتاد. في كل مكان في البشت هناك منطقة جميلة، أقوم بفصلها وإبرازها حتى ألفت الاهتمام لها». من تفاصيل التطريز أو الخياطة التي قام الفنان بتفكيكها نصل إلى مفهوم أكبر وأعمق «عندما دمجت عناصر البشت مع البناء المعماري، أردت أن أقول إن الإنسان بلا وطن ليس بإنسان، وكذلك الوطن بلا إنسان لا يعتبر وطناً».

«مكتبة الذكريات»

طوابع لرسائل لم تصل
تلفتني أثناء الجولة ما يشبه الأطباق المعلقة وما يبدو وكأنه دوائر من الأوراق البيضاء تلتف حول طابع بريدي في منتصفها، يشير إلى أن العمل يحمل اسم «الطريق إلى مكة»، وهو عمل عرضه في فينيسيا وفي الدوحة. شيئاً فشيئاً تتبدى بعض التفاصيل في الصحون، ومع شرح الفنان تظهر لنا صورة العمل. الأصل في العمل هو الطوابع البريدية القديمة التي صاحبت رسائل حجاج ومعتمرين من وإلى الأراضي المقدسة لم تصل لأصحابها. من تلك الرسائل المهملة كوّن الفنان بأسلوب فني بديع أعمالاً متفردة وعميقة في معانيها. يشرح لنا أنه قام بتنسيق الطوابع بشكل يمثل صحن الطواف حول الكعبة وقام بوضع طابع في الوسط يحمل صورة الحرم المكي، حرص الفنان على قلب الطوابع الأخرى لتختفي معاملها وتصبح مثل قطع الفسيفساء أو قطع الرخام في أرضية صحن الطواف. يقول، إنه لم يقرأ الرسائل المغلقة ليحترم خصوصيتها «الرسائل خاصة لم أقرأها، وقلت إنها غير مكشوفة ويجب أن تظل كذلك».
صفوف الطوابع المبهمة الملامح يشبّهها الفنان بالمعتمرين الذين يطوفون حول الكعبة ويلهجون بالدعاء الذي يشبه رسائل للخالق «لا تفقد أي رسالة من المخلوق للخالق، كل الرسائل تصل، قد تكون هذه الرسائل الورقية ضلت طريقها ولكن ما تضمنته من رسائل للخالق وصلت».

مكتبة الذكريات
في مشاركته في أسبوع «مسك للفنون» قدّم الفنان عملاً آخر بعنوان «مكتبة الذكريات»، وبالفعل يقدم لنا مكتبة صوتية ومرئية مثل التي تواجدت في المنازل منذ سنوات طويلة، لا تضم أي قطعة حديثة، بل تتكون من شرائط فيديو قديمة وشرائط كاسيت لمغنين عاشوا في البال ولا يزالون. هي مكتبة للذكريات بحق، في كل شريط منها عمل فني أو غنائي ارتبط بحياة عشناها، أفلام ومسلسلات صاحبت ليالينا وأغنيات صدحت في الحفلات وليالي السمر.
نمرّ على كم هائل من الأشرطة تحمل أغلفتها صوراً لفنانين، أمثال حياة الفهد في مسلسل «خالتي قماشة» أو الحسين عبد الرضا في إحدى مسرحياته الشهيرة، أشرطة الكاسيت وصور فنان العرب محمد عبده وكوكب الشرق أم كلثوم. يبعث العمل في الذاكرة بالكثير والكثير من الذكريات. وهو ما يريده الفنان.
جمع الفنان عبر 8 سنوات 30 ألف شريط كاسيت وفيديو ليكوّن ما يطلق عليه «أرشيف موثق لما عرضه التلفزيون السعودي قبل 45 عاماً»: «أريد أن أحافظ على الإرث الثقافي والاجتماعي لمنطقة الخليج؛ فهو ذاكرتنا البصرية والسمعية».



7 جوانب مهمة عن العلاقات الجنسية

7 جوانب مهمة عن العلاقات الجنسية
TT

7 جوانب مهمة عن العلاقات الجنسية

7 جوانب مهمة عن العلاقات الجنسية

يخالج الأزواج قلق مستمر إزاء «عدم التوافق» في الرغبة الجنسية بينهما، ويبذل البعض مجهوداً كبيراً للوصول إلى النشوة الجنسية، بينما يتساءل آخرون حول ما إذا كانوا يمارسون الجنس بمعدلات «طبيعية».

آراء الخبراء

يعاين اختصاصيو العلاج الجنسي والمعنيون بالتثقيف الجنسي والباحثون بهذا المجال، مثل هذه القضايا مراراً وتكراراً. وعليه، تواصلنا مع الكثير منهم لنطرح السؤال التالي: ما الذي تتمنى لو أن مزيداً من الناس يعرفونه حول العلاقات الجنسية والحميمية؟

وفيما يلي ما قاله الخبراء:

1- > المقارنة تسرق المتعة الجنسية. تكرّس لوري بروتو، طبيبة النفس والبروفسورة بجامعة بريتيش كولومبيا، ومؤلفة كتاب «ممارسة أفضل للجنس عبر اليقظة الذهنية» (Better Sex Through Mindfulness)، الكثير من وقتها لمحاولة إقناع الآخرين بالتخلي عن فكرة الحياة الجنسية «الطبيعية»، فيما يتعلق بكيفية ممارساتهم علاقاتهم الحميمة، ومعدل ممارستهم هذه العلاقات.

وقد عبَّرت عن اعتقادها بأن معدل ممارسة الأزواج للجنس ليس مقياساً ذا مغزى للصحة الجنسية، رغم أنه أمر «يتعلق به الناس حقاً». وأضافت أن هذا المعدل لا ينبئ بما إذا كان الأفراد يستمتعون بالفعل بالوقت الذي يقضونه مع شركائهم، والجنس الذي يمارسونه.

وفي هذا الصدد، أكدت كيسي تانر، اختصاصية العلاج الجنسي، التي تعيش في نيويورك، ومؤلفة كتاب «الشعور الكامل» (Feel It All)، أنها: «عملت مع أزواج يمارسون الجنس كل ليلة، ويشعرون بالتعاسة معاً». في المقابل، عملت مع أزواج يشعرون بارتباط عميق ببعضهم بعضاً، رغم أنهم قد لا يمارسون الجنس سوى ثلاث مرات على مدار العام.

وشددت تانر على ضرورة التخلي عما أسمته لعبة الأرقام، والتركيز بدلاً عن ذلك على كيفية شعور المرء بعد كل تجربة حميمية.

02-تحديث تعريف الجنس

> ربما حان الوقت لتحديث تعريفك لـ«الجنس». شرحت إيستر بيريل، المعالجة المعنية بالعلاقات الزوجية، التي تخطط لإطلاق دورة تدريبية جديدة عبر الإنترنت حول مشاعر الرغبة، أننا نميل للتفكير في الجنس باعتباره فعلاً. إلا أن بيريل تعمل على إعادة صياغة فكرة الجنس في أذهان زبائنها وجمهورها. وكثيراً ما تخبرهم إيستر أن «الجنس ليس شيئاً تفعله... وإنما مكان تذهب إليه».

وغالباً ما تطرح أسئلة مثل: «ما الذي ترغب في معايشته هناك؟ هل تراها تجربة للتسامي؟ أم تجربة اتحاد روحي؟ أم تجربة ارتباط عميق؟ أم أنها علاقة تمكنك، ولو لمرة بحياتك، أن تكون متلاعباً، وأن تتخلى عن قواعد سلوك الشخص الصالح المنضبط؟».

إن الاعتراف بأن النشوة الجنسية المشتركة ليست الوجهة الوحيدة التي يمكن أن يقصدها المرء في أثناء ممارسة الجنس، يمكن أن يساعد الأزواج على الخروج من المأزق، حسبما ترى بيريل.

من جهتها، تشجع كانديس نيكول هارغونز، الأستاذة المساعدة في جامعة إيموري، ومؤلفة كتاب «الجنس الممتع» (Good Sex)، المقرر طرحه قريباً بالأسواق، زبائنها على التفكير في فكرة «القائمة الجنسية» «sexual menu»، (على غرار قائمة أطباق الطعام).

وتقول إن «معظمنا يحصل على قائمة جنسية دون توابل أو نكهة مميزة، عندما نكون أطفالاً». وأضافت أن أنواع الجنس الموجودة في قائمتنا، ربما تتأثر بوسائل الإعلام ودروس التربية الجنسية وما نلتقطه مما يدور حولنا اجتماعياً.

إلا أنها تشجع زبائن العلاج الجنسي لديها على بناء قائمة أكثر نكهة وتحمل طابعاً شخصياً أكبر – «بحيث يحدد الأشخاص لأنفسهم ما هو مقبول، وما هو غير مقبول، وما يمكن قبوله أو رفضه بوقت ما».

03- أنواع الرغبات الجنسية

> هناك أكثر من نوع واحد من الرغبة. دائماً ما تكون الرغبة الجنسية، حسبما يجري تصويرها في التلفزيون والأفلام والمواد الإباحية، عفوية - رغبة مفاجئة وقوية لممارسة الجنس. ومع ذلك، هناك نوع آخر من الرغبة، لا يقل أهمية وتأثيراً، يُعرف بالرغبة المستجيبة responsive desire.

في هذا الصدد، قالت لورين فوجل ميرسي، طبيبة نفسية ومعالجة جنسية مقيمة في مينيسوتا، ومؤلفة كتاب «الرغبة» (Desire)، يظهر هذا النوع من الرغبة استجابة للمتعة المتعمدة أو المحفزات الجنسية.

وأضافت: «يشعر الأشخاص الذين يميلون إلى تجربة الرغبة المستجيبة»، بالاطمئنان تجاه فكرة أنه «لا يوجد خطأ فيهم»، و«أنهم ليسوا معطوبين بأي صورة». وربما يحتاجون ببساطة إلى مزيد من الجهد كي يدركوا نوع التحفيز الجنسي الذي يساعدهم على الشعور بالانفتاح على إمكانية خوض علاقة حميمة، مثل اللمس، مثلاً».

04- > لا تقلل أبداً من قوة الاحتكاك الجسدي. يشرح إيان كيرنر، معالج جنسي مقيم في مدينة نيويورك، ومؤلف كتاب «هي تأتي أولاً» (She Comes First)، بأن: «مقدمة العضو الجنسي للمرأة مصدر القوة للنشوة الجنسية لدى الأنثى، والغالبية العظمى من النهايات العصبية الحساسة التي تساهم في المتعة تقع على السطح وليس داخل المهبل».

وأضاف أن أغلب أوضاع الجماع لا توفر قدراً كبيراً من التحفيز للسطح؛ ما يشكّل عاملاً رئيسياً في فجوة المتعة بين الزوجين. وقال إنه لدى اتباع «نهج أكثر تركيزاً على السطح في ممارسة الجنس»، فإن الأنشطة التي عادة ما يجري النظر إليها باعتبارها مداعبة، بما في ذلك التحفيز اليدوي والفموي، لا تكون مجرد مقدمة لشيء آخر، بل إنها الحدث الرئيسي.

ومع ذلك، هناك نساء يمكنهن الوصول إلى النشوة الجنسية في أثناء الجماع، حسبما شرحت ديبي هيربينيك، أستاذة في كلية الصحة العامة بجامعة إنديانا، ومؤلفة كتاب «نعم، طفلك: ما يحتاج الآباء إلى معرفته عن المراهقين اليوم والجنس» (Yes, Your Kid: What Parents Need to Know About Today’s Teens and Sex)، التي تشير أبحاثها إلى أن 18 في المائة من النساء يبلغن النشوة الجنسية عبر الإيلاج فقط.

05-إشكالات الذكور

> الرجال ليسوا مفاتيح إضاءة. هناك الكثير من الكليشيهات حول الجنس الذكوري، منها أن جميع الرجال يفكرون في الجنس طوال الوقت، وأن «كل ما يتطلبه الأمر هو هبة نسيم قوية للرجل كي يحدث لديه انتصاب»، حسبما قال ايان كيرنر. وأضاف: «ما يضيع هنا حقيقة أكبر مفادها أن الجنس الذكوري معقد ومتغير، تماماً مثل الجنس الأنثوي».

وأكد أن التباين في مستوى الرغبة المشكلة الأولى التي يعاينها في عمله، وأن من المحتمل أن يكون الرجل الشريك الأقل رغبة، تماماً مثل المرأة. وأشار إلى أن زبائنه الذكور غالباً ما يشعرون بكثير من الخجل والحرج؛ لأنهم لا يبدأون ممارسة الجنس بالطريقة «المفترضة» منهم.

وهنا، شدد كيرنر على أن: «الرجال ليسوا مفاتيح إضاءة عندما يتعلق الأمر بالجنس. إنها ليست ضغطة زر تشعل وتطفئ».

06-> يجب أن تقوم العلاقة على التقارب، وليس الجنس فحسب. إن وضع الجنس على جدول أعمال العلاقة يُعدّ نصيحة مستهلكة بمجال العلاج الجنسي، إلا أن الخبيرة تانر تعتقد أن ذلك قد يؤتي نتائج عكسية. وقالت: «إن الضغط الناتج من الاضطرار إلى الالتزام بموعد جنسي يمكن أن يقلل، في حقيقة الأمر من الرغبة الجنسية. وبدلاً عن وضع الجنس على جدول الأعمال، ينبغي تحديد نشاط آخر يفتح الباب أمام مزيد من التقارب والحميمية».

في هذا الصدد، قالت جيسا زيمرمان، معالجة جنسية وتملك عيادة خاصة في سياتل، إن حقيقة ما يعنيه ذلك يختلف من زوجين إلى زوجين، ربما يكون قضاء ليلة بالخارج، أو ربما الذهاب إلى السرير مبكراً قليلاً عن المعتاد وترى ماذا سيحدث.

07- > ربما تفرط في التفكير في ممارسة الجنس الممتع. قالت سارة ناصر زاده، اختصاصية بمجال علم النفس الاجتماعي، ومؤلفة كتاب «الحب عمداً» (Love by Design)، التي تعمل مع زبائن من جميع أنحاء العالم، إنها ترى ميلاً بين بعضهم في أميركا الشمالية إلى الشعور وكأنهم مضطرون إلى الحديث عن الجنس كثيراً، إلى حد الغثيان. وقالت: «أجد هذا أمراً سخيفاً؛ لأن الجنس شيء يتضمن الجسد. إنه أمر جسدي».

ولا يعني ذلك أن شعارها «افعل فحسب». إذ وفي بعض الأحيان يجب أن تمنح جسدك فرصة للاتصال، و«التحدث» نيابة عنك، حسبما أوضحت.

* خدمة «نيويورك تايمز»